استهلت الأسواق الأمريكية شهر أغسطس 2025 بانخفاض حاد، حيث تأثرت معنويات المستثمرين بتقرير الوظائف الضعيف وإعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب عن زيادات جديدة في الرسوم الجمركية. وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بـ542 نقطة، أي بنسبة 1.2%، عند 43588 نقطة، بينما تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.6% إلى 6238 نقطة، وهبط ناسداك بنسبة 2.2% إلى 20650 نقطة.
وكان قد كشف تقرير الوظائف لشهر يوليو عن إضافة 73 ألف وظيفة فقط في القطاع غير الزراعي، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات التي بلغت 100 ألف وظيفة. كما تم تعديل أرقام الوظائف للأشهر السابقة، حيث سجل يونيو 14 ألف وظيفة بدلاً من 147 ألفًا، ومايو 19 ألفًا بدلاً من 125 ألفًا، مما يبرز ضعفًا مستمرًا في سوق العمل. هذا الوضع أثار قلق المستثمرين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي.
وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول الاسهم. فقد شهدت أسهم القطاع المصرفي تراجعات ملحوظة، حيث انخفض سهم “جي بي مورغان تشيس” بنسبة تزيد عن 2%، وتراجعت أسهم “بنك أوف أميركا” و”ويلز فارجو” بنسبة تفوق 3%. كما تأثرت أسهم شركات صناعية مثل “جي إي إيروسبيس” و”كاتربيلر” بانخفاضات بلغت 1% و3% على التوالي. وأشار تييري ويزمان من مجموعة ماكواري إلى أن ارتفاع مضاعفات السوق ومخاوف التباطؤ الاقتصادي في أواخر الصيف أثرا على الأسواق، مع تأكيد على أن تأخر مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قرارات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وكانت قد أثرت الرسوم الجمركية الجديدة، التي تراوحت بين 10% و41%، مع رسوم إضافية بنسبة 40% على السلع المعاد شحنها، على معنويات السوق. كما أن الزيادة في الرسوم على الواردات من كندا إلى 35% بدلاً من 25% زادت من الضغوط. في الوقت نفسه، ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلى 80%، وفقًا لبيانات CME، بعد أن كانت منخفضة عقب تصريحات جيروم باول حول تأثير الرسوم على التضخم. وقال جوزيف كوسيك من “كلاموس إنفستمنتس”: “المتعاملون يميلون إلى جني الأرباح مع تراجع زخم أرباح التكنولوجيا، وتزايد المخاطر الاقتصادية، وتحول الموسم إلى اتجاه سلبي، مع بدء تشكل تمركز دفاعي”. وتأتي هذه الخسائر بعد جلسة تداول ضعيفة شهدت تراجع S&P 500 لثلاثة أيام متتالية، رغم نتائج قوية من “مايكروسوفت” و”ميتا بلاتفورمز”، التي لم تتمكن من دعم السوق.