السبت , يونيو 14 2025

ماذا حدث فى سوق الاسهم السعودية هذا الاسبوع ؟

شهد سوق الأسهم السعودية (تاسي) خلال الفترة الأخيرة حالة من التذبذب والتقلبات، مع تأثير واضح لعوامل محلية وعالمية على أداء المؤشر والأسهم القيادية. بعد فترة من الهبوط استمرت منذ مايو 2025، عاد السوق ليستعيد بعض المكاسب في جلسات يونيو، مدعومًا بتحسن معنويات المستثمرين وأجواء إيجابية على الصعيد العالمي.

وفي أولى جلسات التداول بعد عطلة عيد الأضحى، وعبر منصات شركات التداول السعودية فقد أرتفع مؤشر “تاسي” بنسبة 0.5% إلى نحو 11,005 نقاط، بقيادة القطاع المصرفي وأسهم كبرى مثل أرامكو، البنك الأهلي، مصرف الراجحي، وسابك، رغم تراجع بعض الأسهم مثل أكوا باور. اتسمت الجلسة بالتقلب، حيث صعد المؤشر في البداية بنحو 1.6% قبل أن يتراجع قليلاً ثم يغلق على ارتفاع معتدل، مما يعكس حالة من الحذر وسط غياب محفزات محلية قوية قادرة على دفع السوق لصعود مستدام.

وفي جلسة أخرى، بدأ السوق تعاملاته بارتفاع تجاوز 1%، مدعومًا بتحسن أسعار النفط التي وصلت لأعلى مستوياتها منذ أبريل، إضافة إلى نجاح موسم الحج الذي عزز قطاعات الضيافة والتطوير العقاري. كما ساهم نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4% في الربع الأول من 2025، مع زيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية وتحسن الإنفاق الاستهلاكي، في دعم ثقة المستثمرين. هذا النمو انعكس إيجابيًا على أسهم مرتبطة بالطلب المحلي مثل سينومي ريتيل ومياهنا ورسن، التي سجلت ارتفاعات ملحوظة.

ومع ذلك، لم يخلو السوق من فترات هبوط، حيث شهد مؤشر “تاسي” تراجعًا بنسبة 1.5% في بداية يونيو، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2023 عند حوالي 10,825 نقطة، وسط عزوف المستثمرين بسبب قلقهم من التوترات العالمية والتقلبات في أسعار النفط. كما أثرت وفرة المعروض النفطي وقرار تحالف “أوبك+” بزيادة الإنتاج على تراجع أسعار الخام، مما شكل ضغطًا على أسهم قطاع الطاقة في السوق السعودية.

وعلى صعيد السيولة، شهدت التداولات تذبذبًا بين جلسات مرتفعة تجاوزت 10 مليارات ريال وجلسات أخرى هادئة، حيث بلغ متوسط التداول في جلسات يونيو نحو 5.6 مليار ريال مع تداولات نشطة في أسهم أكثر من 240 شركة. ارتفعت أسهم 149 شركة بقيادة قطاعات التجزئة والاستهلاك والخدمات، بينما تراجعت أسهم 89 شركة نتيجة عمليات جني أرباح وضغوط تقييمية.

ولذا يعكس أداء الأسهم السعودية في الفترة الأخيرة حالة من التوازن بين عوامل دعم محلية مثل نمو الاقتصاد غير النفطي ونجاح موسم الحج، وعوامل ضغط خارجية تمثلت في تقلبات أسعار النفط الخام والتوترات الجيوسياسية.

الكاتب أحمد إبراهيم
كاتب متخصص في مجال الفوركس والعملات الرقمية. يُعتبر أحمد إبراهيم خبيرًا في سوق العملات العالمي وله خبرة واسعة في التحليل الفني والأساسي وإدارة المخاطر. قدم أحمد الكثير من المقالات والتحليلات القيمة في مجال الفوركس ونشرها على مواقع مختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي. تتناول مقالاته مواضيع متنوعة مثل استراتيجيات التداول، وتحليل الشموع، ونقاط الدخول والخروج الفعالة، وإدارة رأس المال. يتمتع أحمد إبراهيم بأسلوبه القوي والواضح في شرح المفاهيم المعقدة للمبتدئين والمتداولين المحترفين على حد سواء. يتميز أسلوبه بالبساطة والتوضيح الجيد، مما يساعد القراء على فهم الأفكار بسهولة وتطبيقها في أسواق الفوركس.