سجّلت الأسهم الأمريكية مكاسب متواصلة خلال تعاملات الأربعاء، لتغلق المؤشرات الرئيسية على ارتفاع جماعي للجلسة الرابعة على التوالي، متجاهلة تأثير الإغلاق الحكومي المستمر والمخاوف الناتجة عن بيانات سوق العمل الضعيفة. وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول الاسهم فقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعًا بنسبة 0.1% عند مستوى قياسي جديد، بينما صعد ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3% مسجلاً إغلاقًا قياسيًا أيضًا، وارتفع ناسداك بنسبة 0.4% مقتربًا من أعلى مستوياته التاريخية.
والأداء الإيجابي جاء رغم استمرار الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين التي عطلت تمرير قانون التمويل وأدت إلى إغلاق الحكومة، مع مخاوف من تأجيل صدور بيانات اقتصادية مهمة مثل تقرير الوظائف غير الزراعية. كما أظهرت بيانات “إيه دي بي” فقدان القطاع الخاص 32 ألف وظيفة في سبتمبر، وهو أكبر تراجع منذ مارس 2023، وهو ما ألقى بظلال من القلق على متانة سوق العمل.
وعلى صعيد أخبار أسهم الشركات، تميزت جلسة التداول بمكاسب قوية لعدد من الأسهم، حيث قفز سهم ليثيوم أميركاس بنسبة 23% بعد إعلان الحكومة نيتها شراء حصة في مشروع للتعدين، كما ارتفع سهم إيه إي إس بنسبة 17% على خلفية تقارير عن صفقة استحواذ مرتقبة من “بلاك روك”. في قطاع التكنولوجيا، تقدم سهم إنتل 7% بعد تسريبات حول مباحثات مع “إيه إم دي”، بينما قفز سهم نايكي أكثر من 6% بفضل نتائج مبيعات قوية. في المقابل، واصل سهم دوكوساين خسائره بهبوط 4% عقب إطلاق منتج منافس من “أوبن إيه آي”.
وقطاع الأدوية كان بين الأكثر ربحية، إذ ارتفعت أسهم فايزر أكثر من 7% مدعومة بإعلان خفض أسعار أدوية بدعم من الرئيس ترامب، كما صعدت أسهم “أسترازينيكا” 10%، و”نوفو نورديسك” 7%، و”إيلي ليلي” 8% بعد إطلاق منصة حكومية لشراء الأدوية مباشرة من الشركات. وبذلك برز القطاع الدوائي باعتباره من أكبر الرابحين، إلى جانب شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأما في السلع، فقد ارتفع سعر الذهب بنسبة 0.6% ليصل إلى 3895 دولارًا للأوقية بعد أن لامس مستوى قياسي عند 3922 دولارًا، بينما تراجعت أسعار النفط بنسبة 0.6% إلى 62 دولارًا للبرميل. وانخفض مؤشر الدولار إلى 97.71 نقطة، مع تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات إلى 4.10%.
وعلى المستوى الشهري، فقد تمكنت الأسواق الأمريكية من تجاوز “عقدة سبتمبر” التاريخية، إذ ارتفع ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 3%، وناسداك 5.6%، وداو جونز نحو 2%، مدفوعة بقرار الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى في 2025، وبالزخم الكبير في قطاع التكنولوجيا. وعموما فان الأداء الأخير للأسواق الأمريكية كان مزيجًا من التفاؤل والقلق بفضل نتائج الشركات والسياسات النقدية الداعمة، مع استمرار بعض عوامل القلق المرتبطة بالإغلاق الحكومي وضعف بيانات التوظيف، ليبقى قطاع التكنولوجيا والأدوية في مقدمة القطاعات الرابحة، بينما تعرضت بعض الأسهم الفردية مثل “دوكوساين” لضغوط انعكست سلبًا على أدائها.
