عمّقت مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها خلال جلسة يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025، وسط مخاوف المستثمرين من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومتابعتهم لنتائج أعمال الشركات. وعبر منصات شركات تداول الاسهم فقد تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.68% أو ما يعادل 318 نقطة إلى 46,606 نقطة، بينما انخفض إس آند بي 500 بنسبة 0.93% أو 62 نقطة إلى 6,672 نقطة، وهبط ناسداك المركب بنسبة 1.61% أو 370 نقطة إلى 22,583 نقطة.
وجاءت هذه الخسائر عقب تقارير تفيد بأن الحكومة الأمريكية تدرس فرض قيود على تصدير المنتجات التكنولوجية التي تستخدم برمجيات أمريكية، مما أثار المخاوف بشأن تصعيد الحرب التجارية مع الصين. وفي اليوم السابق، شهدت المؤشرات الرئيسية تبايناً، حيث ارتفع داو جونز 218 نقطة إلى 46,924.74 نقطة، وارتفع إس آند بي 500 بمقدار 0.22 نقطة، بينما انخفض ناسداك 36.88 نقطة.
أداء القطاعات والشركات
ارتفع أداء أسهم قطاع التكنولوجيا خلال جلسة الخميس 23 أكتوبر 2025، بعد تراجع الجلسة السابقة، مع صعود أسهم شركات أمازون، برودكوم، وميتا بلاتفورمز، ما دفع مؤشر ناسداك المركب للارتفاع بنسبة 0.2%. كما سجل إس آند بي 500 ارتفاعاً بنسبة 0.1%، بينما تراجع داو جونز الصناعي بمقدار 41 نقطة أو 0.1%.
على صعيد الشركات الفردية، انخفض سهم تسلا بنسبة 4% بعد إعلان نتائج فصلية متباينة، وتراجع سهم IBM بنسبة 5% رغم تجاوز تقديرات الأرباح، بسبب إيرادات البرمجيات المتوافقة مع التوقعات. سجلت شركات مثل موديرنا، لام ريسيرش، ومولينا للرعاية الصحية خسائر حادة، بينما ارتفعت أسهم ساوث ويست إيرلاينز ولاس فيغاس ساندز بعد إعلان نتائج قوية فاقت التوقعات. تجاوزت أكثر من ثلاثة أرباع شركات مؤشر إس آند بي 500 توقعات الأرباح حتى الآن وفق بيانات FactSet.
العوامل المؤثرة على السوق
شهدت الأسواق بعض الضغوط نتيجة المخاوف التجارية، حيث أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن البيت الأبيض يدرس قيوداً على صادرات البرمجيات إلى الصين، كما أعلن الرئيس دونالد ترامب عن تحديد موعد اجتماع مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، ما خفف بعض المخاوف. وكانت قد أرتفعت أسعار النفط الأمريكي “وست تكساس” إلى 59.26 دولار للبرميل بعد فرض عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيّتين، بسبب عدم التزام موسكو بعملية السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق تصريحات بيسنت.
التحليل الفني والتوقعات
واجه مؤشر داو جونز مقاومة عند مستوى 47,185 نقطة، مما دفعه لتكوين ارتداد تصحيحي نحو مستويات 46,685–46,455 نقطة. وأشار التحليل الفني إلى أن مستويات 46,685–46,950 نقطة تمثل نطاق تداول متوقع للجلسات المقبلة، مع إمكانية تكبد المؤشر خسائر إضافية عند الثبات دون 46,685 نقطة. ومن جانبه فقد حذر كريس غريسانتي، كبير استراتيجيي الأسواق في MAI Capital Management، من ارتفاع تقييمات الأسهم إلى ثاني أعلى مستوى خلال مئة عام، مشبهاً الوضع الحالي بما حدث في فقاعة شركات الإنترنت أواخر التسعينيات. وأوصى المستثمرين بإعادة توزيع استثماراتهم بعيداً عن الأسهم الأغلى والتركيز على قطاعات أقل تكلفة مثل الرعاية الصحية.
كتابة : 