التوقعات الاسبوعية لسعر الليرة التركية ومسار الانهيار لم يتوقف

يبدو أن سعر الليرة التركية عام 2024 على موعد مع مزيد من الانهيار ففى الايام الاولى من العام الجديد قفز سعر زوج العملات الدولار الامريكى مقابل الليرة التركية USD/TRY الى مستوى صعودى قياسى جديد طال مستوى المقاومة 30.30 ليرة لكل دولار وهو الاعلى فى تاريخ صرف زوج العملات. وأغلق تداولات الاسبوع الماضى حول مستوى 30.07 ليرة وكثيرا ما نوهت على أمكانية التحرك صوب تلك المقاومة النفسية 30.00 ليرة تركية ما دامت السياسات التركية الاقتصادية والنقدية معاكسة للسياسات العالمية خاصة فى ظل أوضاع وعوامل تأثير متتالية.

سعر زوج العملات اليورو مقابل الليرة التركية EUR/TRY كان له نصيب من أنهيار سعر الليرة حيث قفز زوج العملات يورو/ ليرة تركية EUR/TRY الى مستوى المقاومة 33.40 ليرة لكل يورو. وعموما مسار الليرة التركية 2024 لا يزال لديه فرصة لمزيد من الانهيار مع الاخذ بالاعتبار بأنه قد تعرض العملات أمام الليرة التركية لعمليات بيع قوية لجنى الارباح فى حال تغيرت السياسة النقدية والاقتصادية التركية.

على الجانب السياسى والاقتصادى التركى 2024… يجتمع كبار صناع السياسة في تركيا مع المستثمرين الأجانب في نيويورك، سعياً إلى إقناعهم بالعودة إلى شراء الأصول المحلية، وأن الاستراتيجية النقدية السائدة الجديدة موجودة لتبقى. وفى الاسبوع الماضى أنعقد الاجتماع في المقر الرئيسي لبنك جيه بي مورجان تشيس وشركاه، وهو أول تجمع من نوعه ينظمه البنك المركزي منذ أن قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإصلاح فريقه الاقتصادي بعد إعادة انتخابه في مايو، وهو تغيير واضح في النهج للحد من التضخم. وإحياء الاهتمام الأجنبي بأسواق بلاده.

وينضم وزير المالية التركى محمد شيمشك، والذي تم تعيينه إلى جانب محافظ البنك المركزي التركى حافظ جاي إركان كجزء من هذا التغيير، وأفتراضيًا. الهدف من هذا الحدث، حيث يقتصر الحضور على عملاء جيه بي مورجان، هو غرس المزيد من الثقة في المستثمرين الذين ما زالوا غير متأكدين من أن التحول في الاتجاه قد تم تحديده. وبعض اللوائح التي لا تزال سارية تعمل على تعقيد عملية المبيعات. والقيود المفروضة على سوق مقايضات الليرة في الخارج، والتي تم تصميمها في الأصل لردع البائعين على المكشوف، تجعل المستثمرين غير قادرين على حماية تعرضهم للأصول التركية. وتعليقا على ذلك قال جرانت ويبستر، مدير المحفظة والرئيس المشارك للأسواق الناشئة في ناينتي وان في لندن: “التحدي الآن هو أن تكلفة التحوط من مخاطر العملة مرتفعة للغاية، حوالي 40%”. و”يحتاج المستثمرون إلى تبني وجهة نظر طويلة المدى، وهو أمر ليس سهلا في تركيا نظرا للتاريخ الحديث من الأخطاء السياسية”.

وتأتي هذه الاجتماعات في أعقاب دورة تشديد قوية، أدت إلى رفع سعر الفائدة التركية إلى 42.5% من 8.5% في سبعة أشهر فقط. وكان إركان قد قال سابقًا بإن هذا قد يكون الوقت الأمثل لدخول سوق الديون التركية، مشيرًا إلى خطط لبيئة سياسية أكثر “اعتدالًا” في المستقبل.

وكما هو معلوم تتمتع تركيا بأعلى عائدات من العملة المحلية بين الدول النامية الكبرى، وفقًا لمؤشر بلومبرج لحكومات العملة المحلية للأسواق الناشئة، والذي يتتبع 18 دولة بما في ذلك الصين والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا. ولدى المستثمرين شكوك مزعجة حول المدة التي ستظل فيها الهدنة بين الرئيس التركى أردوغان والأسواق قائمة، بحسب ويبستر. وأستمرت حادثة مماثلة في عام 2020 – عندما عين أردوغان محافظًا تكنوقراطيًا للبنك المركزي بعد سنوات من السياسات غير التقليدية – لمدة أربعة أشهر فقط.

وأضاف بإن هناك ثقة “هائلة” في البنك المركزي ووزارة المالية بالشكل الحالي. “يظل التحدي هو المدة التي سيبقون فيها في مناصبهم – لقد تعرض المستثمرون للاحتراق في الماضي”.

ومن المعروف أن الرئيس التركى أردوغان يغذي النمو من خلال الائتمان الرخيص لتعزيز الدعم الشعبي في وقت قريب من الانتخابات، ومن المقرر إجراء تصويت محلي في مارس/آذار. وقال بإن لديه “الثقة الكاملة” في الفريق الاقتصادي. ومع ذلك، قال بريندان ماكينا، خبير اقتصادي في الأسواق الناشئة واستراتيجي الصرف الأجنبي في شركة Wells Fargo Securities LLC، بإن إظهار الدعم لأسعار الفائدة الأعلى قد يعزز الثقة. وأضاف بالقول: “إن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال عميقة في المنطقة السلبية وليست مرتفعة بما يكفي لعكس اتجاه التضخم الحالي”.و “إن عدم تشديد السياسة النقدية بشكل أكبر يهدد أيضًا بالتراجع عن المصداقية، مما قد يؤدي إلى مزيد من انخفاض قيمة الليرة ودفع التضخم إلى أعلى”.

وتسارع معدل التضخم التركى إلى 65% في ديسمبر/كانون الأول، ويتوقع البنك المركزي التركى أن يرتفع إلى أكثر من 70% في الأشهر المقبلة. والإجماع العام بين الاقتصاديين هو أن البنك سيرفع أسعار الفائدة إلى 45% في يناير، وهو ما يمثل نهاية دورة تشديد السياسة النقدية.

هذا الشارت من منصة tradingview