بنهاية تداولات هذا الاسبوع والاخير لشهر نوفمبر تراجع سعر مؤشر الدولار الامريكى DXY والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى إلى ما دون 106 بخسائر أمتدت الى مستوى الدعم 105.61 .
هذا الشارت من منصة tradingview
وبالاداء الحالى مؤشر الدولار الامريكى سيتكبد خسائر أسبوعية بنسبة 1.5 فى المائة وهو ما يعد أو تراجع أسبوعى لمؤشر الدولار الامريكى خلال 9 أسابيع.
لماذا تراجع سعر الدولار الامريكى ؟
حسب تداولات سوق الفوركس الاخيرة. كان للاعلان عن أسم وزير الخزانة الامريكية تحت قيادة ترامب المزعجة رد فعل على أداء الدولار الامريكى والذى حصد مكاسب حادة بعد فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية طالت الاعلى له خلال عامين. كرد فعل على ما يعرف بتجارة ترامب. مواصفات وزير الخزانة الامريكية الجديد أعطى للأسواق المالية شعوراً بالاستقرار وخفف المخاوف بشأن التحولات الجذرية في سياسة إدارة ترامب والتى تتسم بالحرب التجارية ضد الاقتصادات العالمية الاخرى.
نتائج البيانات الاقتصادية أثرت أيضا على أداء الدولار الامريكى. حسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية. قراءة التضخم المفضلة لدى بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى – مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصى- أثرت على التوقعات لمستقبل قرارات بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى القادمة. وحاليا توقعات الاسواق بنسبة 66.5٪ قرار بخفض سعر الفائدة الامريكية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، ارتفاعًا من 55.9٪ قبل أسبوع.
وعلى الرغم من انخفاض هذا الأسبوع، لا يزال مؤشر الدولار الامريكى على استعداد للصعود بنحو 2٪ لشهر نوفمبر، حيث أدى فوز ترامب الحاسم في الانتخابات إلى تغذية الرهانات على التوسع المالي، وزيادة التعريفات الجمركية، وتشديد الحدود – وهي سياسات قد تكون تضخمية وبالتالى توقف مسار خفض معدلات الفائدة بل بالعكس قد يحول البنك دفته والقيام برفع معدلات الفائدة الامريكية من جديد أن زاد التضخم بقوة على أثر حروب ترامب التجارية.
مستقبل سعر الدولار الامريكى مع الحروب التجارية
على الرغم من المكاسب الأخيرة، فإن سعر الدولار الأمريكي لا يعكس بشكل كامل المخاطر المحتملة لتجدد التوترات التجارية، ووفقًا لمحللون فأن “قيمة الدولار الامريكى لا تتضمن سوى بعض المخاطر السياسية – وربما أقل بكثير مما تتخيل -“. هذا التحليل يقوم على نماذج الذكاء الاصطناعي، إلى أن العوامل الأساسية مثل البيانات الاقتصادية وفروق أسعار الفائدة تمثل 50% إلى 90% من ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مؤخرًا. وهذا يترك 1% إلى 1.5% فقط يمكن رجوعها إلى عوامل غير أساسية، بما في ذلك مخاطر الحرب التجارية المحتملة. وعليه فأن هذا التقليل من قيمته الحقيقية يترك “الكثير من المكاسب للدولار الأمريكي لتتجلى” إذا نفذت الولايات المتحدة الامريكية سياسات تجارية حمائية.
وحدد المحللون سيناريوهين محتملين:
السيناريو الأول: التحول الدائم: إذا تم استخدام التعريفات الجمركية للتحول بشكل دائم بعيدًا عن العولمة، فقد يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا “ماديًا”. وسيعتمد نطاق وسرعة هذا الارتفاع على حجم وتوقيت تنفيذ التعريفات الجمركية. فالرسوم الجمركية الأكبر حجمًا التي يتم تنفيذها بسرعة سيكون لها تأثير أكبر من الرسوم الجمركية الأصغر حجمًا التي يتم تطبيقها تدريجيًا.
السيناريو الثاني: تكتيك التفاوض: إذا تم استخدام التعريفات الجمركية في المقام الأول كأداة تفاوضية، فمن المرجح أن يكون ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي أصغر وأقصر عمرًا. وفي هذه الحالة، قد تتوقع الأسواق سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأقل عدوانية وتأثيرات أقل حدة على النمو العالمي.