يتوقع خبراء تداول العملات أن يستأنف الجنيه الإسترليني أرتفاعه مقابل الدولار الأمريكي. حيث يحافظ الجنيه الإسترليني على دعم أسعار الفائدة المرتفعة. ومن المتوقع أن يعزز اجتماع بنك إنجلترا الأسبوع المقبل جاذبية أسعار الفائدة البريطانية المتميزة للمستثمرين الأجانب، بينما سيستأنف الدولار الأمريكي اتجاهه الهبوطي مع نهاية العام مع خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة.
الرسم البيانى المباشر لزوج الاسترلينى دولار أمريكى
قرارات الفائدة الامريكية والبريطانية ستحدد المصير
وسط تقييم كبار محللي العملات الأجنبية الفوركس والذين يتطلعون إلى قرارات أسعار الفائدة هذا الأسبوع في بنك إنجلترا وبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى، والتي من شأنها أن تُطلق مرحلة جديدة من التباين في السياسات. سيُبقي بنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير، مع عدم تقديم أي مؤشرات تُشير إلى أنه سيخفضها مجددًا قبل نهاية العام نظرًا لاستمرار التضخم في بريطانيا وارتفاعه. وعموما تُعزز توقعات إبقاء البنك على سعر الفائدة الأساسي عند مستوياته الحالية أسعار الفائدة البريطانية قصيرة الأجل، والتي تُعتبر جذابة للمستثمرين الأجانب الباحثين عن عوائد. ومن جانبه يقول بنك ING في مذكرة معاينة لبنك إنجلترا: “لقد لعب التحول المتشدد لبنك إنجلترا في أغسطس دورًا كبيرًا في هذا الصدد، حيث حافظ على سعر الجنيه الإسترليني كواحد من العملات القليلة التي لا تزال تدفع عائدًا سنويًا بنسبة 4% على الودائع لمدة أسبوع واحد”.
وبالنظر إلى المستقبل، يعتقد بنك ING أن اتجاه هبوط الدولار الامريكى سيهيمن من أكتوبر فصاعدًا، مما يسمح لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD بإنهاء العام 2025 بالقرب من قمة نطاق 1.32-38. ويضيف المحللون بالقول: “نحن ندرك مخاطر الحدث الكبير المتعلق بميزانية المملكة المتحدة في 26 نوفمبر، لكننا نتوقع أن يكون الاتجاه الهبوطي للدولار هو العامل المهيمن في هذه المرحلة”.
وفي غضون ذلك، فقد أكدت قراءة التضخم الأمريكية مؤخرا توقعات سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة الامريكية، مما سيؤثر سلبًا على أسعار الفائدة الأمريكية قصيرة الأجل والدولار. ومن جانبه يقول بنك أوف أمريكا في أحدث تحليل أسبوعي لسوق الصرف الأجنبي الفوركس: “في الصورة الأوسع، نبقى متشائمين تجاه الدولار الأمريكي، ونتوقع أن يستأنف اتجاهه الهبوطي خلال الفترة المتبقية من عام 2025”.
ويضيف بالقول: “في حين أن تخفيضات أسعار الفائدة الامريكية مُدرجة في حساباتنا، إلا أن خطر انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية وارتفاع معدلات التضخم غير مُرجح”.و “قد يتفاقم التحول في السياسة النقدية الحمائمية وسط ثبات التضخم ومخاوف استقلالية بنك الاحتياطي الفيدرالي بسبب تعافي معنويات السوق في الصين وتجدد نشاط التحوط بالدولار الأمريكي”.
معدلات التضخم والتأثير على سياسات بنك الاحتياطى الفيدرالى
وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية. فقد توافق معدل التضخم الامريكى مع التوقعات عند 2.9% على أساس سنوي، بينما توافق معدل التضخم الأساسي أيضًا مع التقديرات، مما يشير إلى انخفاض المخاوف غير المبررة بشأن آفاق التضخم. ولذلك، سيجد بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى فرصة سانحة لمعالجة تباطؤ الاقتصاد وتدهور سوق العمل من خلال خفض أسعار الفائدة. ومن جانبهم يقول محللون في ويستباك بإنه من أجل إعادة نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى مساره أو أعلى من هذا المسار، “سيكون هناك حاجة إلى تخفيف كبير”. وعموما فالسوق مستعد لاستئناف تخفيضات أسعار الفائدة، حيث يتوقع تخفيضات إضافية بمقدار 150 نقطة أساس بحلول يناير 2027، وهي خطوة من شأنها أن تعيد سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى مستوى “محايد” عند 3.00%.
ويشير بنك ويستباك إلى أنه “مقابل تخفيف بنحو 50 نقطة أساس في أستراليا وكندا والمملكة المتحدة (جميعها توقعات السوق)، ومع اقتراب دورة تخفيف البنك المركزي الأوروبي من نهايتها، فإن توقعات أسعار الفائدة تميل بقوة ضد الدولار الأمريكي”. وعليه يتوقع بنك ويستباك تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تدريجيًا إلى ما يقارب منتصف متوسطيه لعشر سنوات وعشرين عامًا، أي 98.5 و90.3 على التوالي، مع توقع انخفاضه إلى حوالي 93.5 في النصف الثاني من عام 2027.
ويشير هذا إلى ارتفاع مستمر في أسعار الصرف الرئيسية: “يُعزى هذا الانخفاض إلى مكاسب ثابتة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي EURUSD، من 1.17 دولار أمريكي حاليًا إلى 1.20 دولار أمريكي بنهاية عام 2026 و1.21 دولار أمريكي بنهاية عام 2027، وللجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBPUSD، من 1.36 دولار أمريكي حاليًا إلى 1.38 دولار أمريكي بنهاية عام 2027″، وفقًا لبنك ويستباك.