أستأنفت البنوك المركزية العالمية عمليات شراء الذهب المكثفة خلال أغسطس، بقيادة البنك الوطني الكازاخستاني، ومع انضمام بلغاريا والسلفادور إلى قائمة المشترين بحلول عام 2025، وذلك وفقًا لخبراء وأرقام مجلس الذهب العالمي. وكتب الخبر فى هذا الشأن “أضافت البنوك المركزية ما مجموعه 15 طنًا صافيًا إلى احتياطيات الذهب العالمية في أغسطس، بناءً على البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي والبنوك المركزية العالمية المعنية”. وأضافوا: “يتماشى هذا بشكل عام مع صافي المشتريات الشهرية بين مارس ويونيو، ويشير إلى عودة الشراء بعد ثبات الاحتياطيات العالمية في يوليو (خفضنا تقديراتنا الأولية لشهر يوليو إلى +10 أطنان بعد أن أعلن بنك إندونيسيا عن بيع 11 طنًا).”
الرسم البيانى المباشر لسعر الذهب مقابل الدولار
أرتفاع أسعار الذهب هل يؤثر على مقدار المشتريات ؟
مما لا شك فيه، من المرجح أن يظل ارتفاع أسعار الذهب مؤخرًا، والذي وصل إلى عدة مستويات قياسية جديدة حتى الآن هذا العام، عائقًا أمام مشتريات البنوك المركزية. وقد يكون عاملًا في زيادة عمليات البيع التكتيكي أيضًا. ولكن التباطؤ الأخير في عمليات الشراء لا يشير بالضرورة إلى أن البنوك المركزية ككل تفقد أهتمامها بالذهب. وفي الواقع، تُظهر التطورات الأخيرة، التي سنناقشها لاحقًا، أن البنوك المركزية لا تزال حريصة على مواصلة زيادة استثماراتها. وأشار الخبراء إلى أن سبعة بنوك مركزية أعلنت عن زيادات قدرها طن واحد أو أكثر في احتياطياتها من الذهب خلال أغسطس، بينما أعلن بنكان فقط عن انخفاضها.
أرقام مشتريات البنوك من الذهب
وفى هذا الصدد فقد أضاف البنك الوطني الكازاخستاني ما مجموعه 8 أطنان، وهو الشهر السادس على التوالي من عمليات الشراء. ويبلغ إجمالي احتياطياتها من الذهب الآن 316 طنًا، بزيادة قدرها 32 طنًا عن مستواها في نهاية عام 2024. وزاد البنك الوطني البلغاري احتياطياته من الذهب بمقدار 2 طن – وهي أكبر زيادة شهرية منذ شرائه 8 أطنان في يونيو 1997 – ليصل إجمالي احتياطياته إلى 43 طنًا. وفي يناير 2026، ستصبح بلغاريا الدولة العضو الحادية والعشرين في منطقة اليورو، وقد تنقل بعض الذهب إلى البنك المركزي الأوروبي كجزء من إجراءات الانضمام.
كما أضاف البنك المركزي التركي بواقع 2 طن ذهب إلى احتياطياته الرسمية من الذهب. وأشار الخبراء إلى أن “الاحتياطيات الرسمية منذ بداية العام وحتى تاريخه ارتفعت بمقدار 21 طنًا لتصل إلى 639 طنًا”. وأعلن بنك الشعب الصيني عن شراء 2 طن ذهب، وهي الزيادة الشهرية العاشرة على التوالي في احتياطيات الذهب. وأضافوا: “تجاوز إجمالي احتياطيات الذهب الآن 2300 طن، ولكنه لا يزال يمثل 7% من إجمالي الاحتياطيات الدولية”.
وأضاف البنك المركزي الأوزبكي 2 طن من الذهب خلال الشهر. ويبلغ إجمالي احتياطيات الذهب الآن 366 طنًا، بأنخفاض قدره 17 طنًا عن مستواها في نهاية عام 2024. وواصل البنك الوطني التشيكي (CNB) تراكمه المطرد للذهب، بشراء 2 طن إضافيين. وهذا يُمدد سلسلة مشتريات البنك الشهرية إلى 30 شهرًا، ويرفع إجمالي احتياطياته من الذهب إلى 65 طنًا. ويهدف البنك الوطني التشيكي إلى الاحتفاظ بـ 100 طن من الذهب كجزء من احتياطياته الدولية بحلول نهاية عام 2028.
كما أشترى بنك غانا 2 طن من الذهب، ليرفع مشترياته السنوية إلى 5 أطنان، ويرفع إجمالي احتياطياته من الذهب إلى 36 طنًا.
وبناءً على البيانات المتاحة وقت كتابة هذا التقرير، كان البنك المركزي الروسي (3 أطنان) وبنك إندونيسيا (طنان) هما البائعان الوحيدان للذهب. ويُرجّح أن يكون انخفاض احتياطيات الذهب الروسية مرتبطًا ببرنامج سك العملات. كما أشارت بولندا، أكبر مشترٍ للذهب العام الماضي، إلى أنها لا تنوي إبطاء مشترياتها منه في أي وقت قريب. وفى المقابل وحتى مع توقفه الأخير، لا يزال بنك الاحتياطي المركزي السلفادوري المشتري الرئيسي للذهب هذا العام، حيث أضاف 67 طنًا إلى احتياطياته من الذهب بحلول عام 2025، ليصل إجمالي احتياطياته من الذهب إلى 515 طنًا بنهاية أغسطس. وكان قد أعلن بنك الاحتياطي المركزي السلفادوري أيضًا عن زيادة قدرها 13,999 أونصة (أقل من 0.5 طن) في احتياطياته من الذهب في سبتمبر. وعند إعلانه عن عملية الشراء، أشار البنك إلى أن “هذا الاستحواذ هو تمركز طويل الأجل قائم على توازن احترازي في تكوين الأصول التي تُشكل الاحتياطيات الدولية”.
ويحتفظ البنك المركزي الآن بأقل من 2 طن من الذهب في احتياطياته.
