أرتفاع أسعار النفط الخام وسط تجدد هجمات البحر الاحمر

عاودت أسعار النفط الخام الارتفاع بنسبة 2% وذلك بعد أستهداف الحوثيين لسفينة يونانية ثانية في البحر الأحمر. وحسب أخر الاحداث فقد تعرضت ناقلة بضائع سائبة تديرها يونانية لهجوم في البحر الأحمر يوم الاثنين، في ثاني هجوم حوثي على سفن تجارية في أقل من 24 ساعة، مما أثار مخاوف من تجدد التصعيد في أحد أهم ممرات نقل النفط في العالم، وفقًا لتقارير إعلامية عربية وإسرائيلية. وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول النفط فقد أرتفع سعر خام غرب تكساس الى مستوى المقاومة 67.81 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 69.70 دولار للبرميل.

الرسم البيانى لسعر النفط الخام / الدولار الامريكى

وكانت قد تعرضت سفينة “إترنيتي سي”، والتي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة “كوسموشيب” ومقرها أثينا، لهجوم قبالة ساحل الحديدة اليمني بأستخدام طائرات مسيرة بحرية وقذائف صاروخية وأسلحة صغيرة. وأفادت مصادر استخباراتية ملاحية نقلاً عن وسائل إعلامية أن اثنين من البحارة أصيبا بجروح خطيرة، وفقد اثنان آخران. وكانت السفينة في طريقها إلى إيران محملة بشحنة من الفولاذ. ويأتي هذا الهجوم في أعقاب هجوم يوم الأحد على “ماجيك سيز”، وهي ناقلة بضائع سائبة أخرى تديرها يونانية. ويزعم الحوثيون أن “ماجيك سيز” غرقت. وقد تعرضت تلك السفينة للهجوم جنوب غرب الحديدة، وتركها طاقمها قبل إنقاذها. وكلتا السفينتين تحملان علم ليبيريا، ولم تكن أي منهما تحمل شحنة إسرائيلية، وفقًا لبيانات التتبع.

وبعد الهجوم الثاني بوقت قصير، ارتفعت أسعار النفط الخام وفى نفس الوقت قد أرتفعت بالفعل أقساط التأمين على السفن التي تعبر مضيق باب المندب، مع توقع شركات التأمين المزيد من الاستثناءات في الأيام المقبلة. ويأتي تجدد التقلبات في البحر الأحمر في الوقت الذي أفادت فيه وكالة أكسيوس أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن دونالد ترامب سيُصرّح بعمل عسكري استباقي ضد البرنامج النووي الإيراني إذا عاد إلى منصبه. ومن المتوقع أن يثير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه القضية خلال عشاء مغلق مع ترامب هذا الأسبوع. وقد استأنفت طهران عمليات الطرد المركزي في مواقع رئيسية للتخصيب، مما أثار قلقًا جديدًا في تل أبيب.

مسار أسعار النفط فى الايام المقبلة

شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تقلبات وذلك بعد أن أعلنت أوبك+ عن زيادة إنتاج أكبر من المتوقع لشهر أغسطس، مما يشير إلى ثقة في قوة السوق. وكان قد أتفق ثمانية أعضاء في أوبك+ على زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا الشهر المقبل، مع زيادة مماثلة محتملة في سبتمبر. كما رفعت المملكة العربية السعودية أسعار خامها الرئيسي إلى آسيا، مما يشير إلى أستمرار شح المعروض في الأسواق الحاضرة على الرغم من زيادة المعروض.

وكانت المجموعة تزيد المعروض بوتيرة أبطأ بلغت 411 ألف برميل يوميًا للفترة من مايو إلى يوليو. وقالت أوبك+ بإن القرار أستند إلى توقعات اقتصادية عالمية مستقرة وأساسيات قوية. وسيتم النظر في زيادة أخرى في اجتماع 3 أغسطس. وفي غضون ذلك، تراقب الأسواق السياسة التجارية الأمريكية عن كثب، حيث من المقرر أن يبدأ تطبيق التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على كل دولة في 1 أغسطس.

التوقعات الفنية لسعر النفط الخام:

حسب التداولات الاخيرة يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط زخمًا صعوديًا قويًا ضمن قناته الصاعدة، حيث يتم تداول السلعة حاليًا عند حوالي 67.61 دولارًا للبرميل بعد اختبار الحد العلوي للتكوين. وعموما يبدو أن سوق الطاقة يشهد أستقرارًا بالقرب من مستويات مقاومة حرجة، حيث يُقيّم المتداولون استدامة الارتفاع الأخير. ولا يزال هيكل القناة الصاعدة قائمًا، حيث يوفر الحد السفلي دعمًا قويًا حول منطقة 65.50 دولارًا للبرميل. وتشير حركة السعر إلى أن سعر النفط الخام يحاول ترسيخ مكانته فوق منطقة القناة الوسطى، مما قد يُمهد الطريق لاختبار قمة القناة بالقرب من 68.33 دولارًا للبرميل. وسيشير أختراق حاسم فوق هذا المستوى إلى أن الاتجاه الصعودي يكتسب زخمًا جديدًا.

وتلعب مستويات تصحيح فيبوناتشي دورًا حاسمًا في حركة السعر الحالية. ويبدو أن مستوى 38.2% عند 67.26 دولارًا للبرميل يُوفر دعمًا فوريًا، بينما يتزامن مستوى تصحيح 50% عند 66.93 دولارًا مع الجزء الأوسط من القناة. وقد يدفع تراجع أعمق المشترين إلى دخول السوق بالقرب من مستوى 61.8% فيبوناتشي عند 66.60 دولارًا للبرميل، والذي يتماشى مع دعم خط الاتجاه الصاعد.

وتُظهر المؤشرات الفنية إشارات متباينة عند هذه المستويات المرتفعة. ويحوم مؤشر ستوكاستيك بالقرب من منطقة ذروة الشراء، مما يُشير إلى أن المشترين قد يُعانون من بعض الإرهاق. مع ذلك، لا يزال الزخم إيجابيًا، وأي تراجع قد يجذب اهتمامًا جديدًا بالشراء. ويقترب مؤشر القوة النسبية من منطقة ذروة الشراء، ولكنه لا يزال لديه مجال للارتفاع قبل الوصول إلى مستويات قصوى، مما يُشير إلى أن الارتفاع قد يمتد أكثر إذا دعمته أساسيات قوية. وسيكون سلوك مؤشر القوة النسبية عند المستويات الحالية حاسمًا في تحديد ما إذا كان سعر النفط الخام قادرًا على الحفاظ على مساره الصعودي.