أرتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي نحو 37 يورو/ميغاواط/ساعة، مدعومة بتوقعات بأن حكم محكمة أمريكية ضد التعريفات الجمركية في عهد ترامب قد ينعش الطلب العالمي على الطاقة. حيث قد منعت محكمة التجارة الدولية الأمريكية معظم التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس ترامب، والتي كانت قد أضعفت في السابق آفاق النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة في جميع أنحاء العالم.
الرسم البيانى المباشر لسعر الغاز الطبيعى
وبينما أستأنفت وزارة العدل القرار بالفعل، فإن الإزالة المؤقتة لهذه الحواجز التجارية قد عززت الآمال في بيئة تجارية عالمية أكثر انفتاحًا، مما قد يزيد الطلب على الوقود من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة الامريكية والصين. وبالنسبة لأوروبا، وهي مستورد رئيسي للغاز، قد يعني هذا منافسة أقوى على شحنات الغاز الطبيعي المسال، خاصة مع ارتفاع الطلب الآسيوي مع درجات حرارة الصيف. وفي الوقت نفسه، تتعافى تدفقات الغاز النرويجية تدريجيًا من الصيانة الموسمية، على الرغم من استمرار الاضطرابات في حقل ترول. ومع انخفاض مستويات التخزين إلى أقل من 50%، أي أقل بكثير من 70% في العام الماضي، تواجه أوروبا ضغوطًا متزايدة لتجديد الاحتياطيات قبل الشتاء المقبل.
ألمانيا تتعهد بمنع عودة خط أنابيب نورد ستريم
هذا الاسبوع صرح المستشار الألماني فريدريش ميرز، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين، بأن ألمانيا تعتزم بذل كل ما في وسعها للحفاظ على خط أنابيب نورد ستريم 2 متوقفًا عن العمل. حيث قال ميرز، نقلاً عن وكالة فرانس برس: “سنبذل قصارى جهدنا في هذا السياق لضمان عدم إمكانية إعادة تشغيل نورد ستريم 2”.
وأضاف المستشار الالمانى بأن ألمانيا ستواصل زيادة الضغط على روسيا.
بُني نورد ستريم 2، وهو مشروع بقيمة 11 مليار دولار لنقل الغاز الطبيعي الروسي من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق عبر مسار نورد ستريم، في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. ومع ذلك، لم يُشغّل خط الأنابيب أبدًا بعد أن ألغت ألمانيا عملية التصديق في أوائل عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن جانبها، أوقفت روسيا خط أنابيب “نورد ستريم 1” إلى أجل غير مسمى في أوائل سبتمبر 2022، مُدّعيةً عدم قدرتها على إصلاح توربينات الغاز بسبب العقوبات الغربية. وفيما يُشتبه في أنه عمل تخريبي، اكتُشفت تسريبات غاز في كلٍّ من خطي أنابيب “نورد ستريم 1″ و”نورد ستريم 2” في بحر البلطيق في نهاية سبتمبر 2022. وبشكل عام لا تزال النقاشات حول خطوط الأنابيب مستمرة، على الرغم من أنها لم تُصدر أي غاز إلى ألمانيا لأكثر من عامين ونصف. وقد ازدادت التكهنات في الأسابيع الأخيرة بأن إعادة تشغيل خطوط الأنابيب قد يكون جزءًا من صفقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأن العقوبات على خطي أنابيب “نورد ستريم 1″ و”نورد ستريم 2” قد تكون جزءًا من حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة ضد روسيا. وأضافت فون دير لاين بأن الاتحاد الأوروبي بدأ محادثات، ويعمل بالفعل على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات، والتي قد تشمل، على سبيل المثال، عقوبات على خطي نورد ستريم 1 و2، وإدراج المزيد من سفن أسطول الظل الروسي في القائمة، وخفض سقف سعر النفط الخام الروسي.