شهدت الأسهم الأمريكية ارتفاعًا قويًا يوم الخميس، حيث سجل مؤشر S&P 500 مستوى قياسيًا جديدًا، بينما تجاوز مؤشر ناسداك 100 إغلاقاته التاريخية السابقة. يعود هذا الصعود إلى مزيج من العوامل الإيجابية، من أبرزها تخفيف التوترات الجيوسياسية بعد أن قللت إدارة الرئيس الأمريكي من أهمية بعض المواعيد المرتبطة بالرسوم الجمركية، ما خفف من مخاوف المستثمرين بشأن نشوب حرب تجارية جديدة.
وفي الوقت ذاته، عززت الأسواق آمالها بخفض قريب في أسعار الفائدة، خاصة بعد تداول أنباء عن احتمال تغيير رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت أبكر من المتوقع، مما يشير إلى تحوّل محتمل نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. هذا التفاؤل تغلّب على البيانات الاقتصادية السلبية التي أظهرت انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول بنسبة 0.5٪ وتزايد العجز التجاري نتيجة انخفاض الصادرات.
وعلى صعيد المؤشرات، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.8٪، ومؤشر ناسداك بنسبة 1٪، في حين أضاف مؤشر الداو جونز نحو 390 نقطة. كما بلغ المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم الأمريكي (US500) مستوى 6141 نقطة في 26 يونيو، مرتفعًا بنسبة 0.67٪ عن الجلسة السابقة، ومسجّلًا مكاسب شهرية تجاوزت 3.5٪ وسنوية تخطت 12٪. وبرزت أسهم شركات التكنولوجيا في صدارة المكاسب، حيث واصلت شركات مثل نفيديا وميتا وأمازون أداءها الإيجابي القوي. فقد ارتفعت Nvidia بنسبة تفوق 1٪، محافظة على موقعها كأكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية (3.46 تريليون دولار). كما قفزت أسهم Meta بنسبة 2.65٪ محققة مكاسب سنوية تزيد على 40٪، فيما ارتفعت أسهم Amazon بأكثر من 2.4٪.
وفي المقابل، كانت أسهم شركة Apple من بين القلائل التي سجلت تراجعًا، حيث انخفضت بنسبة 0.24٪ بعد أن خفضت مؤسسة JPMorgan تصنيفها السعري للسهم، مما انعكس سلبًا على أدائه.
أما على صعيد تداول الأسهم البارزة الأخرى، فقد سجلت Netflix قفزة سنوية لافتة بلغت حوالي 90٪، بينما صعدت أسهم Palantir Technologies بنسبة مذهلة تجاوزت 470٪ خلال عام واحد. كما واصلت Microsoft أداءها القوي، مدعومة بنمو ثابت، لتبلغ قيمتها السوقية أكثر من 3.2 تريليون دولار.
وفي قطاعات أخرى، سجلت بعض شركات الطاقة مثل ExxonMobil مكاسب يومية رغم تراجعها السنوي، في حين شهدت شركات الرعاية الصحية مثل UnitedHealth تراجعًا كبيرًا على أساس سنوي بلغ نحو 38٪، ما يشير إلى تباين ملحوظ في أداء القطاعات. ومع استمرار زخم التكنولوجيا والبحث عن خفض للفائدة، يُتوقع أن تظل الأسهم في حالة نشاط نسبي خلال الفترة القادمة.