شهدت الأسواق الأمريكية أداءً متباينًا خلال الأسبوع الممتد من 2 إلى 6 يونيو 2025، وسط تفاعل المستثمرين مع مؤشرات اقتصادية متفاوتة وتطورات سياسية أثرت في شهية المخاطرة. وقد تمكن مؤشر S&P 500 من تحقيق مكاسب بنسبة 0.5% ليغلق عند 5939.30 نقطة، وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول الاسهم فقد صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1%، مدفوعًا بأداء قوي لأسهم التكنولوجيا، ليغلق عند 19298.45 نقطة. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.1%، مسجلًا 42319.74 نقطة. وبرز مؤشر راسل 2000، الذي يقيس أداء الشركات الصغيرة، بأرتفاع نسبته 1.5% ليصل إلى 2097.35 نقطة.
وبشكل عام فان البيانات الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع كان لها تأثير واضح على حركة السوق، خصوصًا تقرير طلبات إعانة البطالة. فقد أظهرت البيانات ارتفاعًا غير متوقع في عدد الطلبات، ما عزز من التوقعات بإمكانية تباطؤ سوق العمل، وأثار تكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو تخفيف السياسات النقدية بشكل أسرع من المتوقع.
وعلى الصعيد السياسي، ساهمت المستجدات في العلاقات الأمريكية الصينية في زيادة التذبذب داخل الأسواق. فقد أجريت مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ، أثارت بعض التفاؤل بشأن إمكانية استئناف الحوار التجاري بين البلدين. إلا أن عدم وضوح نتائج المكالمة أبقى المستثمرين في حالة ترقب، خاصة في ظل التوترات التجارية المستمرة.
وأما على مستوى الشركات، فقد طغت أخبار شركة تسلا على جزء كبير من تغطيات السوق هذا الأسبوع. تراجعت أسهم الشركة بنحو 14% بعد تصاعد التوترات العلنية بين الرئيس ترمب والرئيس التنفيذي لتسلا، إيلون ماسك، حيث تبادل الطرفان تصريحات ناقدة أثارت مخاوف بشأن مستقبل علاقات تسلا مع الإدارة الأمريكية، في وقت تشهد فيه صناعة السيارات الكهربائية منافسة حادة وتحديات تنظيمية متزايدة.
ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية، احتفظت الأسواق الأمريكية بنوع من التفاؤل، مدعومة بتوقعات بإجراءات نقدية مرنة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.