الخميس , مايو 2 2024
إبدأ التداول الآن !

ماذا سيحدث فى بريطانيا اليوم ؟

لطالما أنتظر العالم هذا اليوم … لحظة مغادرة بريطانيا الاتحاد الاوروبى اليوم فى تمام الساعة 11 مساءً بتوقيت لندن ، منتصف الليل في معظم دول الاتحاد الأوروبي (2300 بتوقيت جرينتش). سيزال علم بريطانيا من مباني الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، صراع دام أربع سنوات بين بريطانيا والاتحاد الاوروبى حول وضع شروط الانفصال وبعد موافقة الحكومة البريطانية بقيادة بوريس جونسون وتصويت الاغلبية فى البرلمان الاوروبى على حدث اليوم. يمكن وصف الوضع بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.

سيبدأ بعد الاحتفال بالبريكسيت ماراثون التفاوض بين طرفيه – بريطانيا والاتحاد الاوروبى- حول الخطوط العريضة لمستقبل العلاقات التجارية بينهما وسط خلاف فى بداية الامر حيث تريد الحكومة البريطانية أن تكون الاشهر المتبقية من عام 2020 لانهاء كل الاتفاقات وفى المقابل يريد الاتحاد الاوروبى المزيد من الوقت وعلى أقل تقدير بالنسبة له سيكون عام 2022 لان مثل تلك الاتفاقات تتطلب المزيد من الوقت وموافقة جميع الدول الاعضاء فى الكتلة.

الاتحاد الاوروبى من اليوم سيفقد أحد أكبر أعضائه ، وهي قوة دبلوماسية وعسكرية واقتصادية على قدم المساواة مع ألمانيا وفرنسا. المملكة المتحدة هي أول دولة على الإطلاق تدير ظهرها للاتحاد الأوروبي في تاريخها البالغ 62 عامًا من هذه التجربة في الاتحاد السياسي.

ستقام حفلات فى الميادين العامة أحتفالا بذلك وخاصة مع مؤيدى البريكسيت. وستُضاء المباني باللون الأحمر والأبيض والأزرق. ولكن لن تكون هناك ألعاب نارية. وربما يكون رئيس الوزراء البريطاني وحزبه المحافظ قد فازا في الانتخابات الشهر الماضي على وعد بـأخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي ، لكنه يعلم أن بلاده منقسمة اليوم تقريبًا كما كانت في يونيو 2016 ، عندما قرر الناخبون الانسحاب من الكتلة بعد أكثر من أربعة عقود. وكان هامش الفوز بـ 52٪ -48٪ وهى نسبة ساهمت فى تمزيق نسيج الأمة وتقسيم الأحزاب والعائلات ، وفصل المدن الكبيرة عن البلدات الصغيرة وحرض إنجلترا ضد اسكتلندا.

وقبيل بدء ماراثون التفاوض. يظهر الجانبان في مسار تصادم. حيث تقول بريطانيا بإنها لن توافق على اتباع كتاب قواعد الاتحاد الأوروبي في مقابل التجارة غير المقيدة. وتصر الكتلة على أنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق تجاري ما لم توافق بريطانيا على “ساحة لعب متكافئة” ولا تقوض لوائح الاتحاد الأوروبي.

وقضية الصيد تلوح في الأفق مرة أخرى. حيث تصر بريطانيا على أنها ستسيطر على مياه الصيد الخاصة بها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يريد الوصول إلى المياه البريطانية للصيادين الأوروبيين مقابل صفقة في مناطق أخرى. وما زال الانقسام الاقتصادي المروع قد يدفع بريطانيا الى حافة الهاوية وهو ما قد يظهر جليا فى الاداء الاقتصادى خلال عام 2020.
المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.