لطالما أنتظر العالم هذا اليوم … لحظة مغادرة بريطانيا الاتحاد الاوروبى اليوم فى تمام الساعة 11 مساءً بتوقيت لندن ، منتصف الليل في معظم دول الاتحاد الأوروبي (2300 بتوقيت جرينتش). سيزال علم بريطانيا من مباني الاتحاد الأوروبي في بروكسل ، صراع دام أربع سنوات بين بريطانيا والاتحاد الاوروبى حول وضع شروط الانفصال وبعد موافقة الحكومة البريطانية بقيادة بوريس جونسون وتصويت الاغلبية فى البرلمان الاوروبى على حدث اليوم. يمكن وصف الوضع بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.
سيبدأ بعد الاحتفال بالبريكسيت ماراثون التفاوض بين طرفيه – بريطانيا والاتحاد الاوروبى- حول الخطوط العريضة لمستقبل العلاقات التجارية بينهما وسط خلاف فى بداية الامر حيث تريد الحكومة البريطانية أن تكون الاشهر المتبقية من عام 2020 لانهاء كل الاتفاقات وفى المقابل يريد الاتحاد الاوروبى المزيد من الوقت وعلى أقل تقدير بالنسبة له سيكون عام 2022 لان مثل تلك الاتفاقات تتطلب المزيد من الوقت وموافقة جميع الدول الاعضاء فى الكتلة.
الاتحاد الاوروبى من اليوم سيفقد أحد أكبر أعضائه ، وهي قوة دبلوماسية وعسكرية واقتصادية على قدم المساواة مع ألمانيا وفرنسا. المملكة المتحدة هي أول دولة على الإطلاق تدير ظهرها للاتحاد الأوروبي في تاريخها البالغ 62 عامًا من هذه التجربة في الاتحاد السياسي.
ستقام حفلات فى الميادين العامة أحتفالا بذلك وخاصة مع مؤيدى البريكسيت. وستُضاء المباني باللون الأحمر والأبيض والأزرق. ولكن لن تكون هناك ألعاب نارية. وربما يكون رئيس الوزراء البريطاني وحزبه المحافظ قد فازا في الانتخابات الشهر الماضي على وعد بـأخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي ، لكنه يعلم أن بلاده منقسمة اليوم تقريبًا كما كانت في يونيو 2016 ، عندما قرر الناخبون الانسحاب من الكتلة بعد أكثر من أربعة عقود. وكان هامش الفوز بـ 52٪ -48٪ وهى نسبة ساهمت فى تمزيق نسيج الأمة وتقسيم الأحزاب والعائلات ، وفصل المدن الكبيرة عن البلدات الصغيرة وحرض إنجلترا ضد اسكتلندا.
وقبيل بدء ماراثون التفاوض. يظهر الجانبان في مسار تصادم. حيث تقول بريطانيا بإنها لن توافق على اتباع كتاب قواعد الاتحاد الأوروبي في مقابل التجارة غير المقيدة. وتصر الكتلة على أنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق تجاري ما لم توافق بريطانيا على “ساحة لعب متكافئة” ولا تقوض لوائح الاتحاد الأوروبي.