العالم سيعانى من أكبر تباطؤ أقتصادى منذ أربعينيات القرن الماضي

قال البنك الدولي بإن العالم يواجه أزمة صحية واقتصادية غير مسبوقة انتشرت بسرعة مذهلة وستؤدي إلى أكبر صدمة شهدها الاقتصاد العالمي منذ أكثر من سبعة عقود. ومن المتوقع أن يدفع الملايين من الناس نحو الفقر المدقع. وفى تحديث للبنك حول “آفاق اقتصادية عالمية” توقع البنك الدولي أن يتقلص النشاط الاقتصادي العالمي بنسبة – 5.2٪ هذا العام ، وهو أعمق ركود منذ انكماش عالمي بنسبة – 13.8٪ في 1945-1946 في نهاية الحرب العالمية الثانية. وسوف يكون التراجع الاقتصادي بنسبة – 5.2٪ هذا العام رابع أسوأ تراجع عالمي على مدى 150 عامًا الماضية ، ولا يتجاوزه إلا الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي والفترات التي تلت الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية عندما كانت العديد من اقتصادات العالم قد مزقتها الحرب المدمرة.

بسبب الانكماش الحاد ، من المتوقع أن ينخفض مقدار دخل الفرد بشكل حاد ، مع انخفاض أكثر من 90 ٪ من دخل الفرد فى الأسواق الناشئة والبلدان النامية . وبالنسبة لجميع البلدان ، من المتوقع أن يبلغ متوسط انخفاض الدخل لكل رأس مال – 6.2٪ ، وهو أكبر بكثير من الانخفاض البالغ – 2.9٪ خلال الركود المالي لعام 2009.

وفى ظل هذا الضغط الهبوطي على الدخل ، قال اقتصاديون بالبنك الدولي بإنهم يتوقعون أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بنسبة تتراوح بين 70 مليون و 100 مليون هذا العام. وبتقدير – 5.2٪ للانخفاض في الناتج الاقتصادى العالمي هو 7.7 نقطة مئوية أشد من تقديرات البنك الدولي في يناير / كانون الثاني بأن الاقتصاد العالمي سينمو بمعدل متواضع 2.5٪ هذا العام.

وبالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، تشير توقعات البنك الدولي المحدثة إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7٪ هذا العام ، قبل أن يرتفع بنسبة 3.9٪ في عام 2021. وهذا التقدير مشابه لأكبر المتنبئين للرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال الذين توقعوا انخفاضًا بنسبة – 5.9٪ في الولايات المتحدة هذا العام.

وقد توقع صندوق النقد الدولي في أبريل انخفاض الناتج العالمي بنسبة – 3٪ هذا العام ، ولكن من المتوقع أن ينخفض هذا الرقم عندما يصدر صندوق النقد الدولي تحديثه المتوقع في الأسابيع المقبلة.

وبالنسبة للصين ، ثاني أكبر اقتصاد في العالم ، توقع البنك الدولي أن يتباطأ النمو هذا العام إلى – 1٪ بالكاد ولكنه قد يرتد إلى 6.9٪ في عام 2021. وبالنسبة للدول الـ 19 الأوروبية التي تستخدم عملة اليورو ، توقع البنك الدولي انخفاضًا لمنطقة اليورو بنسبة 9.1٪ هذا العام يليه نمو بنسبة 4٪ العام المقبل.

وحذر خبراء الاقتصاد في البنك الدولي من أن توقعاتهم تستند إلى افتراض أن نهاية تفشي الفيروس التاجي ستنتهي وأن الاقتصادات سوف تنتعش بسرعة إلى حد ما بمجرد أن تبدأ الحكومات في إعادة فتح أبوابها. وقال محللون بالبنك الدولي إنه إذا كانت هناك موجة ثانية من الفيروس تعطل النشاط الاقتصادي في وقت لاحق من هذا العام ، فإن النمو هذا العام سينخفض إلى أبعد من ذلك وسيكون الانتعاش في العام المقبل أضعف.