تعرف على التوقعات حيال رفع الفائدة الامريكية اليوم ومستقبلا

الاسواق تسعر بقوة قيام بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى برفع الفائدة الامريكية اليوم للمرة الرابعة لعام2018 . ولكن الاسواق والمحللون فى حاجة للتعرف على مسار رفع الفائدة الامريكية للعام 2019 . تغير لهجة مسؤولى البنك المركزى الامريكى مؤخرا جائت بدعم من عدة عوامل – التباطؤ الاقتصادى العالمي ، الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، والتضخم الضعيف ، وتهاوى أسواق الاسهم الامريكية. ويعتقد العديد من المحللين أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيشير اليوم الأربعاء إلى أنه يدرس ما إذا كان سيباطأ أو يوقف رفع سعر الفائدة في عام 2019 لتجنب إضعاف الاقتصاد أكثر من اللازم. ويتوقع البعض أن الزيادات في الأسعار ، التي بدأت قبل ثلاث سنوات ، سوف تنتهي في العام المقبل.

تراجعت مؤشرات الاسهم الامريكية فى وول ستريت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 507 نقطة بعد انخفاضه بمقدار 496 نقطة يوم الجمعة حيث بدا المستثمرون يفقدون الثقة في توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة حيث أظهر النمو العالمي المزيد من علامات الضعف.

وفي سبتمبر الماضى ، توقع مسؤلو بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل جماعي أنهم سيرفعون أسعار الفائدة ثلاث مرات في عام 2019. لكن هذا الأسبوع ، كما يرى العديد من المحللين ، يمكن أن يشير البنك المركزي الامريكى إلى أنه من غير المحتمل أن يكون هناك زيادات في سعر الفائدة في العام القادم. وعليه فإن الرسالة الشاملة – في بيان البنك بعد اجتماعه الأخير للسياسة ، وفي التوقعات المحدثة للاقتصاد وأسعار الفائدة وفي مؤتمر صحفي من قبل الرئيس جيروم باول – قد يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي يخطط لطرح لهجة ان مسار رفع الفائدة مستقبلا سيعتمد على نتائج البيانات الاقتصادية القادمة.

ويقول بعض المحللين إن الفكرة هي أن بنك الاحتياطي الفدرالي قد يرغب في التوقف مؤقتا في تشديد سياسته لتقييم مدى نجاح الاقتصاد في الأشهر المقبلة في ضوء الرياح المعاكسة التي يواجهها. وقد تأكد هذا الرأي في خطاب ألقاه باول في الشهر الماضي اقترح فيه أن معدلات الفائدة تبدو أقل بقليل من المستوى الذي يسميه البنك الفيدرالي “محايدًا” ، حيث يعتقد أنه لا يحفز النمو ولا يعيقه. وأشارت ملاحظة باول إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون مستعدًا لإبطاء أو وقف رفع سعر الفائدة قريبًا.

في الوقت الحالي ، لا يزال الاقتصاد الأمريكي قويا فمعدل البطالة حول نسبة 3.7 في المئة ، وهو أدنى مستوى في 49 عاما. والاقتصاد قد شهد نموا بما يقرب من 3 في المائة هذا العام ، وهو أفضل أداء له منذ أكثر من عقد. المستهلكون ، المحرك الرئيسي للاقتصاد ، ينفقون بقوة مع زيادة الاجور. وفي مثل هذا الوضع الاقتصادى يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي في العادة برفع معدلات الفائدة تدريجياً للتأكد من أن الاقتصاد لم يسخن أو يشعل مستويات التضخم. لكن هذه المرة ، يبدو أن المخاطر على الاقتصاد آخذة في الارتفاع. فالاقتصادات الرئيسية تشهد ضعفا من الصين إلى أوروبا ، وقد يؤدي الصراع التجاري للرئيس دونالد ترامب مع بكين ، مع مرور الوقت ، إلى تقويض أكبر اقتصادين في العالم.

وقال سونج وون سوهن كبير الاقتصاديين في شركة إس إس إكونوميكس: “لقد تضاءل عدم اليقين بشأن أداء الاقتصاد العام المقبل”. وأضاف “أعتقد أن عام 2019 قد يكون عامًا صعبًا بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.” ويتوقع سون أنه بعد أن توسع الاقتصاد الامريكى نحو 3 في المائة هذا العام ، سينمو الاقتصاد قريباً إلى 2 في المائة في منتصف عام 2019. ونتيجة لذلك ، وكما توقع العديد من الاقتصاديين ، يتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين فقط في العام المقبل. ويرى ديفيد جونز ، وهو خبير اقتصادي ومؤلف للعديد من الكتب حول الاحتياطي الفيدرالي ، إلى أبعد من ذلك. انه يتوقع زيادة معدل الفائدة مرة واحدة فقط في عام 2019.