تحليل الاسترلينى دولار GBP/USD وترقب قرارات بنك أنجلترا

أنهيار الجنيه الاسترلينى أصبح حديث الاسواق والمستثمرين الى جانب أنهيار الين اليابانى. وكانت أبرز خسائر الاسترلينى كانت متمثلة فى أداء زوج العملات الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD حيث تهاوى الى مستوى الدعم 1.1235 قبل أن يستقر حول مستوى 1.1272 وقت كتابة التحليل. لا يزال الجنيه الإسترليني يترنح على حافة الهاوية حيث يُطلب من بنك إنجلترا أن يتحرك بشكل كبير في الأسعار. والارتفاعات المتتالية بمقدار 75 نقطة أساس التي تتوقعها الأسواق من بنك إنجلترا ، تمهد الطريق لخيبة أمل ملحمية للجنيه الإسترليني.

ويتم تسعير أسواق المال الآن مقابل 200 نقطة أساس من الارتفاعات على مدى القرارات الثلاثة التالية ، مما يعني أن البنك سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اثنين من تلك الاجتماعات. وهذا أكثر مما يطلبه أي بنك مركزي آخر في الاقتصادات المتقدمة. وتشير الأسواق إلى وجود فرصة بنسبة 60٪ لزيادة 75 نقطة أساس اليوم الخميس ، والتي ستكون أكبر زيادة في سعر الفائدة منذ تحركها بمقدار 100 نقطة أساس في عام 1989.

ويأتي الضغط على البنك لرفع أسعار الفائدة بمثل هذه الزيادات مع قيام البنوك المركزية الأخرى برفع أسعار الفائدة بشكل مستمر. ولقد رأينا بالفعل أن البنك المركزي الأوروبي يرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس هذا الشهر بينما رفع البنك المركزى السويدى أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس يوم الثلاثاء واليوم رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى معدل الفائدة الامريكية بمقدار 75 نقطة أساس. لذلك يجب على بنك إنجلترا أن يطابق توقعات السوق على الأقل إذا كان يريد الدفاع عن التقييمات الحالية للجنيه الإسترليني. وهذا ينطبق ليس فقط على الدولار ولكن أيضًا ضد اليورو ومجموعة من العملات الأخرى. وتعليقا على ذلك يقول نيك بنينبروك ، خبير اقتصادي دولي في Wells Fargo Securities “نتوقع أن يرفع بنك إنجلترا سعر سياسته بمقدار 50 نقطة أساس إلى 2.25٪ في إعلان السياسة النقدية هذا الأسبوع ، والمتابعة بعد ذلك بزيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر وزيادة 25 نقطة أساس في ديسمبر”.

ومثل هذا التقصير في اجتماع السياسة في سبتمبر سيكون هبوطيًا تمامًا للجنيه ، ويمكن لأولئك الذين يتطلعون إلى حماية ميزانية مدفوعاتهم الدولية النظر في تثبيت الأسعار الحالية أو وضع أمر لحماية ميزانيات الدفع. وهذا هو العصر الذي تفضل فيه الاقتصادات ارتفاع أسعار العملات من أجل تقليل تأثير التضخم المستورد إلى الحد الأدنى: فمع قوة الدولار ، أصبحت تكلفة واردات الطاقة والسلع للبلدان غير المنتجة أمرًا مثيرًا للدهشة.

والبنوك المركزية التي لا يُنظر إليها على أنها متشددة بما فيه الكفاية في مثل هذه البيئة التنافسية تخاطر بمزيد من التخفيضات في قيمة العملة وتضخم مرتفع لمدة أطول. ولذلك فإن الحفاظ على دعم الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP / USD) سيكون من الاعتبارات المتعلقة بالسياسة العامة لبنك إنجلترا في الاجتماعات القادمة. وقد عانى الجنيه الإسترليني على مدار عام 2022 حيث أثبت البنك نفسه كمتجول متردد ، وغالبًا ما يتحرك بزيادات أقل مما كان يتوقعه السوق.

وعندما يلبي توقعات السوق – كما كان الحال في أغسطس – فإن لديه موهبة إصدار مثل هذه التوجيهات الكئيبة فيما يتعلق بالتوقعات بأن السوق يبيع الباوند على أي حال. وعليه يقول المحلل فالنتين مارينوف في كريدي أجريكول: “لا يزال الجنيه الإسترليني في أنهيار”. و”من بين الأسباب التي أدت إلى الفصل بين أسواق العملات الأجنبية وأسواق أسعار الفائدة يبدو أن شكوك مستثمري العملات الأجنبية في أن لجنة السياسة النقدية ستكون قادرة على الوفاء بتوقعات السوق المتشددة”.

وشهدت التداولات الاخيرة أنخفاض الجنيه إلى أدنى مستوى له منذ عام 1985 مقابل الدولار وأدنى مستوى له منذ فبراير 2021 مقابل اليورو وسط مخاوف من خيبة أمل بنك إنجلترا ، والطلب المستمر على الدولار وسط ظروف السوق القاتمة وتوقعات بتباطؤ اقتصادي ملحوظ في المملكة المتحدة. وفي غضون ذلك ، من المتوقع أن يقدم بنك إنجلترا مزيدًا من التفاصيل حول خططه لبيع السندات التي اشتراها بموجب برنامج التسهيل الكمي إلى السوق ، مما قد يرفع تكلفة الاقتراض الحكومي.

وسيتم فهم موقف ديون الحكومة بشكل كامل بحلول يوم الجمعة عندما يصدر المستشار كواسي كوارتنج “ميزانية مصغرة” ، توضح بالتفصيل تكلفة سقف أسعار الطاقة والتدابير الإضافية التي يتعين اتخاذها بشأن الضرائب ونوايا الإنفاق. ويجب التعامل مع علامة “الميزانية المصغرة” على أنها تقليص بريطاني تقليدي. ويبدو أن مسار الاقتراض في المملكة المتحدة يمثل مصدر قلق آخر للمستثمرين الدوليين ويساعد في تفسير سبب عدم وجود الجنيه الإسترليني تقريبًا أي دعم من ارتفاع عائدات السندات.

التحليل الفنى للاسترلينى دولار اليوم:

الاتجاه الهبوطى لزوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD يزداد قوة وعلى كل الاطر الزمنية وصلت المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع بالبيع وقد يستغل متداولى العملات الفوركس فرصة الانهيار الاخير فى التفكير فى شراء زوج العملات وأرى بأن مستويات الدعم 1.1240 و 1.1180 و 1.1090 الانسب للتفكير فى ذلك. وفى المقابل وكما ذكرت من قبل لن يكون هناك كسر للاتجاه الحالى وحسب الاداء على شارت اليومى بدون أختراق المقاومة 1.2000 .

سيتأثر زوج الاسترلينى دولار اليوم برد فعل الاسواق على قرارات بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى وما سيصدر من بنك أنجلترا اليوم.