التحليل الفنى للذهب اليوم ومستويات التشبع بالشراء

وسط أداء مميز وبشكل خاص ومفاجىء فى نفس الوقت. تحرك سعر الذهب بقوة لاعلى وصولا الى مستوى المقاومة 1865 دولار للاوقية أنطلاقا من مستوى 1821 دولار للاونصة يوم الجمعة وأغلق التداولات مستقرا حول مستوى 1858 دولار على الرغم من نتائج بيانات التضخم الامريكية الاقوى من كل التوقعات والداعمة لتوقعات رفع الفائدة الامريكية. ذكرت كثيرا من قبل بأن سعر الذهب رغم توجه البنوك المركزية العالمية نحو التشديد هذا العام الا أن سوق الذهب لديه الفرصة فى الصعود بدعم من عوامل أخرى أهمها التوترات الجيوسياسية العالمية.

ظل سعر الذهب فوق المستوى النفسي الحرج عند 1800 دولار. مع عدم إظهار التضخم الآن أي علامات على التباطؤ ، تمسك المستثمرون بالتحوط التقليدي للتضخم ، مما منع المعدن الثمين من السقوط في الهاوية. أسعار الذهب حققت مكاسب أسبوعية بنحو أكثر من 1.55٪ ، مما رفع سعر المعدن الأصفر إلى المنطقة الإيجابية على مدار العام.

وفى نفس الاداء الفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، تواصل البقاء فوق عتبة 23 دولارًا. وتراجعت العقود الآجلة للفضة إلى 23.29 دولار للأوقية. وعليه سوف يسجل المعدن الأبيض دعمًا أسبوعيًا هائلاً بنسبة 3.4 ٪ ، مما يمحو معظم خسارته في عام 2022. ويحاول الذهب تجنب إنهاء سلسلة مكاسب من خمس جلسات. شهد الذهب ارتفاعًا في معدلات التضخم الامريكية والتي قفزت إلى أعلى مستوياتها في 40 عامًا عند 7.5٪ في يناير. لكن شبح ارتفاع أسعار الفائدة لا يزال يخيم على الذهب. وتعد تلك معضلة: الذهب هو وسيلة للتحوط ضد التضخم ولكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة الامريكية للحد من التضخم وجعل السبائك التي لا تدر عوائد أقل جاذبية.

ومع ذلك ، يواصل المستثمرون الحفاظ على ثقتهم في الذهب ، كما يقول كارلو ألبرتو دي كاسا ، محلل السوق الخارجي في Kinesis Money ، في مذكرة”يجب أن نلاحظ أن ارتفاع التضخم وعودة العوائد الإيجابية يمكن أن يمثل تحديًا … للمعادن الثمينة. لكن المستثمرين حتى الآن ما زالوا يثقون في الذهب ، والذي قد يكون وسيلة تحوط مثيرة للاهتمام في حالة اضطراب السوق.

وفي غضون ذلك ، تُظهر التقديرات الأولية لجامعة ميتشيغان لشهر فبراير أن هناك اتجاه هبوطي للمستهلك. حيث أنخفض مؤشر ثقة المستهلك الامريكى إلى 61.7 ، وانخفضت توقعات المستهلك إلى 57.4 ، وارتفعت توقعات التضخم على المدى القريب إلى 5٪.

وبالنسبة لعامل أخر مؤثر على سوق الذهب. كان سوق سندات الخزانة الأمريكية متباين فى الاداء، مع انخفاض عائد سندات ال 10 سنوات إلى 2.021٪. ارتفعت قيمة عوائد السندات لأجل عام بنسبة 0.01٪ إلى 1.096٪ ، بينما تقدمت عوائد السندات لأجل 30 عامًا لتصل إلى 2.318٪. وعموما فإن تقوية العوائد هي اتجاه هبوطي للسلع لأنه يرفع تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الأصول دون عائد.

عامل أخر مؤثر على سوق الذهب. أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى 95.71 ، من افتتاح عند 95.55. وعموما فإن ربح أقوى أمر سيء للسلع المسعرة بالدولار لأنه يجعل شرائها أكثر تكلفة على المستثمرين الأجانب.

بالنسبة لاسواق المعادن الأخرى ، تراجعت العقود الآجلة للنحاس إلى 4.506 دولار للرطل. وتراجعت العقود الآجلة للبلاتين إلى 1015.20 دولار للأوقية. وأخترقت العقود الآجلة للبلاديوم لاعلى وصولا إلى 2213.50 دولارًا للأونصة.

حسب التحليل الفني لأسعار الذهب: على المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة، يبدو أن سعر الذهب يتم تداوله ضمن تشكيل قناة تصاعدية بحدة. ويشير هذا إلى وجود زخم صعودي قوي في المدى القصير في معنويات السوق. ونتيجة لذلك ، ارتفع سعر الذهب XAU / USD الى مستويات تشبع بالشراء لمؤشر القوة النسبية لـ 14 ساعة. ولذلك ، سيستهدف المضاربون على الانخفاض – الدببة- التراجعات الفنية المحتملة على المدى القصير عند حوالي 1841 دولارًا أو أقل عند 1827 دولارًا. ومن ناحية أخرى ، سوف يتطلع المضاربون على الارتفاع – الثيران- إلى تمديد الارتفاع الحالي نحو 1873 دولارًا أو أعلى إلى 1888 دولار للاونصة.

وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني للاطار الزمنى اليومي ، يبدو أن سعر المعدن الأصفر يتم تداوله ضمن تشكيل قناة صاعدة حادة. ويشير هذا إلى زخم صعودي طفيف طويل المدى في معنويات السوق. ولذلك ، سيستهدف المضاربون على الارتفاع – الثيران- الأرباح طويلة الأجل عند حوالي 1902 دولارًا أو أعلى عند 1.946 دولارًا للاونصة. ومن ناحية أخرى ، سيستهدف المضاربون على الانخفاض – الدببة- أرباح التراجع المحتملة عند حوالي 1810 دولارًا أو أقل عند 1766 دولارًا للاونصة.