التحليل الفنى للذهب اليوم ومستويات الشراء الانسب

الاسبوع الماضى كان كارثيا لسعر أوقية الذهب حيث تهاوت الاسعار من مستوى المقاومة 1854 دولار وصولا الى مستوى الدعم 1780 دولار للاونصة الادنى لسوق الذهب منذ شهر ونصف. ويستقر سعر الذهب حول مستوى 1788 دولار للاونصة وقت كتابة التحليل فى أنتظار أسبوع تداول هام جديد يضم قرارات السياسة النقدية لكلا من البنك المركزى الاسترالى وبنك أنجلترا والبنك المركزى الاوروبى. خسائر الذهب الاخيرة جائت بدعم قوى من المكاسب القوية للدولار الامريكى من الاشارات المؤكدة من بنك الاحتياطى الفيدرالى لموعد رفع معدلات الفائدة الامريكية بداية من مارس القادم.

أستمر سعر الذهب فى خسائره ، ليقضي على مكاسبه في 2022 بعد أن أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول موقف البنك المركزي الامريكى المتشدد بشأن رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. حيث قال باول ، في مؤتمر صحفي افتراضي يوم الأربعاء الماضى ، بإن صانعي السياسة مستعدون لرفع أسعار الفائدة الامريكية في مارس القادم ، ولم يستبعد التحرك في كل اجتماع لمعالجة أعلى معدل تضخم في جيل. وعليه فقد تقدم الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية القياسية ، مما حد من الطلب على السبائك التي لا تحمل فائدة.

وجاءت التعليقات بعد أن أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت سابق من نفس اليوم إلى أنه سيبدأ قريبًا في رفع أسعار الفائدة ، متحركًا نحو إنهاء الدعم السهل للغاية الذي ساعد في دفع المعدن إلى مستوى قياسي في وقت سابق من الوباء. وكان الذهب ، الذي انخفض العام الماضي ، يحقق مكاسب طفيفة هذا الشهر مع تحرك الأسهم وراهن المستثمرون على استمرار المعدلات الحقيقية السلبية حتى مع توقع رفع أسعار الفائدة.

وتعليقا على الاداء قال بارت ميليك ، محلل السلع في TD Securities ، “هناك مخاطر سلبية على الذهب ، الآن بعد أن اختفى الكثير من الغموض السياسي”.

ومن جانبها قالت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC بإنها تتوقع تقليص حيازاتها من السندات بعد أن بدأ الإقلاع كجزء من جهود مكافحة التضخم المتسارع. وسيكون رفع سعر الفائدة الامريكية هو الأول من نوعه الذي يقوم به البنك المركزي منذ عام 2018. وأضاف باول في المؤتمر الصحفي بإن “اللجنة تفكر في رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في اجتماع مارس” إذا كانت هناك ظروف للقيام بذلك ، مشيرًا إلى أن المسؤولين لم يتخذوا أي قرارات بشأن مسار السياسة لأن السياسة تحتاج إلى كن ذكيا. ويأتي هذا الموقف المتشدد وسط قراءات تضخم المستهلكين التي فاجأت مرارًا وتكرارًا وبلغت 7 في المائة – وهي أكبر نسبة منذ الثمانينيات – وسوق عمل ضيقة أدت إلى انخفاض معدل البطالة الامريكية بشكل أسرع مما كان متوقعًا.

حسب التحليل الفنى للذهب: بعد الاداء الاخير لن يكون هناك فرصة لسعر الذهب فى الارتداد لاعلى بدون تحرك الثيران مجددا بأستقرار أعلى المقاومة النفسية 1800 دولار للاوقية والتى قد تحفز صفقات الشراء الفنية وبالتالى التحرك خروجا من الهبوط الحالى. سيطرة الدببة قد تدفع الاسعار صوب مستويات الدعم 1775 و 1760 دولار على التوالى ومنها يبدأ مستثمرى الذهب فى التفكير فى الشراء. فمع توجهات البنوك المركزية العالمية لتشديد سياستها لا يزال لسوق الذهب عوامل قوة من جوانب أخرى بقاء الوباء فى التأثير السلبى على مستقبل الاقتصاد العالمى والتوترات الجيوسياسية العالمية.