التحليل الفنى للذهب اليوم ومستقبل قمة ال 2000 دولار

على الرغم من تزايد التوقعات بفرصة رفع عدوانى لمعدلات الفائدة الامريكية هذا العام الا أن سعر الذهب فى نطاق صعودى حاد تحرك على أثره صوب مستوى المقاومة النفسية التاريخية 2000 دولار للاوقية صباح اليوم قبل أن يستقر سعر الذهب حول مستوى 1985 دولار للاونصة وقت كتابة التحليل. وقد أرتفع سعر المعدن الأصفر على الرغم من قوة الدولار الأمريكي حيث يتدفق المستثمرون على أصول الملاذ الآمن التقليدية. الاسبوع الماضى سجل سعر الذهب مكاسب أسبوعية بنسبة 4٪ ، مما يضيف إلى ارتفاعه منذ بداية العام 2022 حتى تاريخه بأكثر من 7٪. وسعر الفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، تتطلع إلى الارتفاع فوق 26 دولارًا للأوقية. وعليه سار سعر المعدن الأبيض في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 5.85٪ ، مما يرفع الزيادة التي سجلها منذ بدء العام 2022 حتى تاريخه إلى ما يزيد عن 10٪.

وتتزايد مخاوف المستثمرين حيث أن الهجوم الروسي الأخير على أوكرانيا جعل العديد من التجار يتوقعون صراعًا عسكريًا طويل الأمد ، قد يميل لصالح الرئيس فلاديمير بوتين. تضمن التطور الأخير استيلاء موسكو على أكبر منشأة للطاقة النووية في أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن البيانات الاقتصادية الإيجابية وارتفاع أسعار الفائدة من شأنه أن يضر بالذهب عادةً ، إلا أن المستثمرين يدعمون شراء المعدن الأصفر وهم يبحثون عن مأوى في أوقات الأزمات. وفى هذا الصدد كتب روبرت رولينغ ، محلل السوق في شركة Kinesis Money ، في مذكرة يومية: “كان الذهب أحد المستفيدين القلائل من المشاهد المروعة في أوكرانيا حيث يندفع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة في وقت الأزمة”. و”بينما سيتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يتعامل” بحذر “مع الوضع في أوكرانيا ، فإن هذا التأكيد على رفع أسعار الفائدة يضع سقوفًا للذهب ، مع افتقاده للعائد مما يجعله أقل جاذبية في مناخ ارتفاع أسعار الفائدة”.

وعلى الجانب الاقتصادى. ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS) ، وفر الاقتصاد الامريكى ما مجموعه 678000 وظيفة جديدة في فبراير ، أعلى من توقعات السوق البالغة 400000. وانخفض معدل البطالة الامريكية إلى 3.8٪ الشهر الماضي ، أفضل من متوسط التقدير البالغ 3.9٪. وحسب الارقام أيضا فقد أرتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 5.1٪ على أساس سنوي إلى 31.58 دولارًا. وارتفع متوسط ساعات العمل الأسبوعية إلى 34.7٪ ، بينما ارتفع معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 62.3٪.

وكان خلق فرص العمل واسعًا ، على الرغم من أن جزءًا كبيرًا من المكاسب كان في مجال الترفيه والضيافة ، مما أضاف 179000 وظيفة. وكانت القطاعات الأولى من حيث مكاسب التوظيف هي التعليم والصحة (112000) ، والخدمات المهنية والتجارية (95000) ، والبناء (60 ألف) ، والنقل والتخزين (47600) ، والتجزئة (36900). كانت المرافق والمعلومات هي الصناعات الوحيدة التي لم تسجل أي مكاسب.

على جبهة المؤثرات على سوق الذهب. أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى 98.65 وعادة ما يكون سعر الصرف الأقوى سيئًا للسلع المقومة بالدولار لأنه يجعل شرائه أكثر تكلفة على المستثمرين الأجانب. عامل أخر وهو سوق سندات الخزانة الأمريكية أكتسى باللون الأحمر في جميع المجالات ، مع انخفاض العائد للسندات لمدة 10 سنوات إلى 1.703٪. تراجعت عوائد سندات العام الواحد إلى 0.993٪ ، بينما هبطت عوائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 2.135٪.

وتعتبر العوائد المنخفضة من الاتجاه الصعودي للذهب لأنها يمكن أن تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك غير ذات العوائد.

بالنسبة لاسواق المعادن الأخرى ، ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي إلى 4.926 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. ارتفعت العقود الآجلة للبنزين إلى 3.4161 دولار للغالون. ارتفعت العقود الآجلة لزيت التدفئة إلى 3.6605 دولار للغالون.

حسب التحليل الفنى للذهب: الاتجاه العام الصعودى لسعر الذهب يزداد قوة وكثيرا ما نوهت على فرصة التحرك صوب المقاومة النفسية التاريخية 2000 دولار للاونصة وبالفعل وصل اليها الذهب اليوم. تلك المكاسب كافية لدفع المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع بالشراء مكاسب اليوم ليست نهاية المطاف ما دامت الازمة الروسية الاوروبية فأستمرار حرب روسيا وتوسيع نطاق وتزايد الضغط العالمى يعنى أستمرار شراء الذهب وأن حدث قد يتحرك سعر الذهب صوب مستويات المقاومة التالية 2015 و2055 و 2085 على التوالى.

فرصة كسر الاتجاه العام لن تحدث الا بتوقف الحرب وأنهاؤها وأن حدث فقد نشهد عمليات بيع حادة لجنى الارباح.