التحليل الفنى للذهب اليوم ومحاولة أختراق المقاومة 1800 دولار

حاولت العقود الآجلة للذهب للارتفاع مرة أخرى نحو المقاومة النفسية 1800 دولار أمريكي وبالفعل أستقر سعر الذهب حول مستوى 1802 دولار للاوقية وقت كتابة التحليل وجائت المكاسب على الرغم من أرتفاع الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة وهى السبب فى تقليل المكاسب. وبشكل عام بدأت أسعار الذهب في الخروج من خسارة أسبوعية ، حيث انخفضت بنحو 2٪ مع بداية العام. وأيضا تحاول الفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، البقاء فوق مستوى ال 22 دولارًا الحاسمة. وعموما فقد واصل المعدن الأبيض أتجاهه الهبوطي من العام الماضي ، حيث انخفض بنسبة 4.5٪ في الجلسات القليلة الأولى من عام 2022.

وقد تأثر الذهب وسوق المعادن بشكل عام بالتشديد الكمي الذي يستخدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى والبنوك المركزية الأخرى. ومع ذلك ، فإن احتمالات التناقص التدريجي المحتمل وسط تقرير الوظائف المخيب للآمال لشهر ديسمبر والتأثيرات الواسعة لمتغير Omicron يمكن أن تدعم سوق الذهب.

ومع ذلك ، فإن التطورين الرئيسيين اللذين يؤثران على أسواق الذهب هما الدولار والسندات الأمريكية. وتعليقا عليهما فقد أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى 96.21 ، وتم تداول مؤشر الدولار DXY بشكل ثابت نسبيًا في الجزء الأول من عام 2022. وعموما فإن ربح أقوى يعتبر سيئًا للسلع المسعرة بالدولار لأنه يجعل شرائه أكثر تكلفة على المستثمرين الأجانب.

والعامل الاخر فقد أدى ارتفاع عوائد سندات الخزانة إلى إلحاق الضرر بالمعادن ، حيث ارتفع العائد للسندات لأجل 10 سنوات إلى 1.805٪. ارتفعت قيمة عوائد السندات لأجل عام إلى 0.425٪ ، في حين ارتفعت عوائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 2.149٪. وتعتبر المعدلات المتزايدة هبوطية بشكل عام للمعادن لأنها ترفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك غير ذات العائد.

وبالنظر إلى المستقبل ، سيكون أسبوعًا حاسمًا بالنسبة للذهب والأسواق المالية بشكل عام حيث سيتم الإعلان عن بيانات التضخم ومبيعات التجزئة الامريكية. وتشير التقديرات المبكرة إلى أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) سيصل إلى 7٪ ، بينما ستكون مبيعات التجزئة ثابتة عند 0٪.

بالنسبة لاسواق المعادن الأخرى ، انخفضت العقود الآجلة للنحاس إلى 4.3695 دولار للرطل. وأنخفضت العقود الآجلة للبلاتين إلى 926.90 دولار للأوقية. وتراجعت العقود الآجلة للبلاديوم إلى 1.917.00 دولار للأونصة.

وعلى صعيد أخر فكانت الأسهم في طريقها لأطول سلسلة خسائر متتالية منذ سبتمبر حيث أدت احتمالات ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم إلى عدم استقرار الأسواق العالمية. كما أدت بعض تحذيرات الشركات حول الآثار السلبية لمتغير فيروس أوميكرون التاجي إلى توتر المشاعر. وأنخفض مؤشر S&P 500 لليوم الخامس على التوالي ، حيث تراجعت أسهم الشركات العملاقة مثل Apple Inc. و Amazon.com Inc بأكثر من 2 في المائة.

وتضيف سلالة أوميكرون سريعة الانتشار إلى القلق بشأن أرباح الشركات. وتواجه الأسواق تقلبات أعلى حيث يتم سحب السيولة الوبائية التي دفعت الأسهم إلى مستويات قياسية. ومن المرجح أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام وسيبدأ عملية إعادة الميزانية العمومية في يوليو ، إن لم يكن قبل ذلك ، ووفقًا لمجموعة Goldman Sachs Group Inc.. من المتوقع أن يزداد بشكل أكبر في ديسمبر ، مما يضع ضغطًا إضافيًا على البنك المركزي لتشديد السياسة.

وفي العقود الثلاثة الماضية ، كانت هناك أربع فترات متميزة من دورات رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي المتوسط ، تعد التكنولوجيا ، التي تعرضت لضغوط وسط احتمالات حدوث زيادات أسرع في الأسعار ، من بين القطاعات الأفضل أداءً خلال تلك الدورات ، وهذا الاسبوع سيكون هناك جلسة استماع لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء.

وتراقب وول ستريت وأسواق الاسهم عن كثب مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحثًا عن أدلة حول الوقت الذي قد يرفع فيه أسعار الفائدة. حيث قال البنك المركزي الامريكى بالفعل بإنه سيسرع في خفض مشترياته من السندات ، مما ساعد على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة. ويضع السوق الآن احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل بمقدار ربع نقطة على الأقل في مارس عند حوالي 78٪. قبل شهر كانت النسبة حوالي 36٪.

حسب التحليل الفنى للذهب: على شارت اليومى عاد سعر الذهب الى المنطقة الحيادية وقد يكون الميل أكثر نحو الهبوط فى حال تراجعت الاسعار الى مستويات الدعم 1782 و 1775 دولار على التوالى. ومن المستوى الاخير والادنى منه لا زلت أفضل شراء الذهب من جديد. وعلى الجانب الصعودى سيظل الاستقرار أعلى المقاومة النفسية 1800 دولار الاهم للثيران للتحكم فى الاداء من جديد وبالتالى التحرك صوب مستويات تزيد من سيطرتهم على الاداء 1818 و 1827 و 1845 دولار على التوالى.

وقد يتأثر سعر الذهب اليوم بسعر الدولار الامريكى ردا على شهادة جيروم باول ومدى أقبال المستثمرين على المخاطرة من عدمه الى جانب التطورات حيال الانتشار السريع لمتغير كورونا والقيود العالمية للاحتواء.