التحليل الفنى للذهب اليوم وسيطرة الثيران تزداد قوة

الترقب الحذر لا يزال يهيمن على الاسواق. وبالتالى يزيد أقبال المستثمرين على شراء الذهب. نشوب الحرب الروسية ساهم فى دفع سعر الذهب صوب مستوى المقاومة 1975 دولار للاونصة قبل أن يستقر سعر الذهب حول مستوى 1910 دولار للاوقية وقت كتابة التحليل. ظلت العقود الآجلة للذهب فوق مستوى 1900 دولار. وقد أستقر المعدن الأصفر ، على الرغم من الدولار الأمريكي القوي وارتفاع عوائد سندات الخزانة. التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية وتزايد مشاكل التضخم تدعم أسعار الذهب في هذه البيئة.

تمتعت السلع المعدنية بدفعة تصاعدية بسبب أزمة الحدود بين أوكرانيا وروسيا ، فضلاً عن التوترات العسكرية بين الغرب وموسكو.

أرتفعت أسعار السبائك في الأسابيع الأخيرة مع اشتداد المواجهة بين موسكو والغرب ، مما ساعد على تعويض الرياح المعاكسة الأخرى مثل تشديد سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي كان من المتوقع أن يلقي بثقله على سوق الذهب. وسيضطر المحللون الآن إلى النظر بعناية في توقعاتهم للأسعار لهذا العام. وفى هذا الصدد كتب برنارد دحداه ، كبير محللي السلع في Natixis SA ، في مذكرة: “نتوقع أن تخترق أسعار الذهب 2000 دولار أمريكي / أوقية في الأيام المقبلة إذا تصاعد الصراع أكثر”.و “تصحيح سريع سيحدث بمجرد أن تنتهي حدة الصراع.”

والى جانب قفزة اسعار الذهب أرتفعت أسعار معادن ثمينة أخرى ، حيث ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 9.5 في المائة إلى أعلى مستوياته منذ تموز (يوليو) بسبب مخاوف من تعطل محتمل للإمدادات. حيث تنتج روسيا حوالي 40 في المائة من معدن البلاديوم على مستوى العالم. كما ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين ، بينما ارتفع مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 1.3 في المائة.

وعموما فقد أرتفعت أسعار الذهب وسط الطلب العالمي على الذهب ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا ، مما يؤكد بقوة مكانة السلعة بأعتبارها الملاذ الآمن النهائي.

وفى أحدث تطور للاحداث. ضغطت روسيا على غزوها لأوكرانيا حتى ضواحي العاصمة اليوم الجمعة بعد شن غارات جوية على مدن وقواعد عسكرية وإرسال قوات ودبابات من ثلاث جهات في هجوم قد يعيد صياغة النظام الأمني العالمي بعد الحرب الباردة. ودقت الانفجارات قبل الفجر في كييف حيث كان القادة الغربيون يخططون لعقد اجتماع طارئ وطلب الرئيس الأوكراني المساعدة الدولية لدرء هجوم يمكن أن يطيح بحكومته المنتخبة ديمقراطياً ويسبب خسائر فادحة ويلحق أضراراً بالاقتصاد العالمي.

ولم تتضح على الفور طبيعة الانفجارات ، لكن الانفجارات جاءت وسط مؤشرات على أن العاصمة وأكبر مدينة أوكرانية مهددة بشكل متزايد بعد يوم من القتال الذي خلف أكثر من 100 قتيل أوكراني.

ومن جانبه قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي بإن الحكومة لديها معلومات تفيد بأن “الجماعات التخريبية” تتعدى على المدينة ، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بإن كييف “يمكن أن تكون تحت الحصار” فيما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه محاولة وقحة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تثبيت نظامه الخاص.

الهجوم ، المتوقع لأسابيع من قبل الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين ، يرقى إلى أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. بعد أسابيع من إنكار خطط الغزو ، شن بوتين هجومه على البلاد ، التي تميل بشكل متزايد نحو الغرب الديمقراطي وبعيدًا عن نفوذ موسكو.

حسب التحليل الفنى للذهب: لا يزال أستقرار سعر الذهب أعلى المقاومة النفسية 1900 دولار للاوقية يدعم سيطرة أقوى للثيران على الاتجاه. وأستمرار الحرب الروسية وتوسيع نطاقها والاطراف المشاركة فيها سيظل المستثمرون يفضلون شراء الذهب الملآذ الآمن المثالى للمستثمرين فى أوقات عدم اليقين. حاليا أقرب أهداف الثيران 1925 و 1975 والقمة التاريخية 2000 دولار للاونصة والتى لا تزال أنظار الثيران تتجه اليها.

ستظل مستويات التراجع لسعر الذهب فرصة للتفكير من جانب مستثمرى المعدن فى الشراء من جديد. وأقرب مستويات الدعم للذهب حاليا 1890 و 1865 دولار على التوالى.