التحليل الفنى لسعر الذهب وأختراق صعودى هام

أرتفعت العقود الآجلة للذهب بقوة فى ظل تهاوى العملة الامريكية وعليه فقد سجل سعر أوقية الذهب مستوى المقاومة 1953 دولار الاعلى له منذ ستة أسابيع. فى الوقت الذى حافظ فيه البنوك المركزية بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى وبنك إنجلترا (BoE) على نهجهما العدواني تجاه السياسة النقدية. ومما ساهم فى المكاسب الحادة للمعدن الأصفر أيضًا حيث بدأت الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 في تقديم بعض الوضوح فيما يتعلق بالفائز. أرتفعت العقود الآجلة للذهب بعد جلستين متتاليتين من المكاسب المثيرة للإعجاب ، وعليه يستعد المعدن الأصفر لدعم أسبوعي بأكثر من 4٪. ومنذ بداية العام وحتى تاريخه ، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 29٪ تقريبًا.

تتمتع الفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، بأرتفاع كبير حيث تقدمت عقود الفضة الآجلة لشهر يناير 1.382 دولار أو 5.78٪ لتصل إلى 25.275 دولار للأونصة. وبشكل عام فقد أرتفع المعدن الأبيض بما يقرب من 9٪ هذا الأسبوع ، مضيفًا إلى حصيلة 2020 بمكاسب بنسبة 42٪.

وعلى الرغم من أن حملة الرئيس دونالد ترامب ترفع دعاوى قضائية في ولايات ساحات قتال متعددة وسط أتهامات بمخالفات في التصويت ، فإن الأسواق المالية تشير إلى أنها تعتقد أن النتيجة مؤكدة أكثر في وقت كتابة هذا التقرير ، وكان نائب الرئيس السابق جو بايدن على بعد ستة أصوات من الهيئة الانتخابية لتأمين الرئاسة. ويشير هذا إلى أن الذهب والفضة كانا ينخفضان بسبب عدم اليقين الانتخابي ، ومع أحتمال زيادة الإنفاق من قبل إدارة بايدن ، فإن أحتمالات ارتفاع التضخم تساهم في ارتفاع أسعار المعادن.

وعلى صعيد أخر فقد أنهى بنك الاحتياطي الفيدرالي أجتماع سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) والذي أستمر يومين يوم الخميس. وترك مبنى Eccles أسعار الفائدة دون تغيير عند 0.25٪ ، مع الحفاظ على خطط التيسير الكمي غير المحدودة. لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كرر موقف المؤسسة بأن الحكومة بحاجة إلى مواصلة الإنفاق لدعم الانتعاش الاقتصادي. لكنه قال ، ومع ذلك ، فإن ذخيرة البنك المركزي لم تنفد لإنقاذ الاقتصاد.

في غضون ذلك ، سيزيد بنك إنجلترا (BoE) تسهيلات شراء السندات بمقدار 195 مليار دولار لتخفيف الضربات الاقتصادية من تداعيات جائحة فيروس كورونا.

وكل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انهيار الدولار. حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي DXY ، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 0.93٪ إلى 92.54 ، من افتتاح عند 93.34. وعليه يستعد مؤشر الدولار لخسارة أسبوعية بنسبة 2٪ ، ليصل بذلك انخفاضه منذ بداية العام 2020 إلى 4٪. ويعتبر ضعف العملة الامريكية جيدًا للسلع المسعرة بالدولار لأنه يجعل شرائها أرخص للمستثمرين الأجانب.

بالنسبة لاسواق المعادن الأخرى ، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس لشهر يناير 0.0095 دولار ، أو 0.31٪ ، لتصل إلى 3.1165 دولار للرطل. وأنخفضت العقود الآجلة للبلاتين لشهر يناير 28.40 دولار ، أو 3.26٪ ، إلى 898.50 دولار للأونصة. وتراجعت عقود البلاديوم الآجلة لشهر يناير 68.60 دولار ، أو 2.97٪ ، لتصل إلى 2376.20 دولار للأوقية.

حسب التحليل الفنى للذهب: كما توقعت من قبل بأن أستقرار سعر الذهب أعلى المقاومة 1900 دولار للاونصة سيثير الاهتمام بالشراء وبالتالى التحرك صوب مستويات مقاومة أعلى وما حدث فى جلسة الامس أختراق صعودى هام فى مسار التصحيح لاعلى. لاتزال المؤشرات الفنية لديه بعض المساحة للتحرك صوب مستويات التشبع بالشراء وعليه فيتوقع مزيد من المكاسب خاصة أذا أستمر ضعف الدولار الامريكى وعليه فقد تكون مستويات المقاومة 1955 و 1972 و 1985 الاهداف القادمة للثيران ومنها يمكن التفكير فى البيع أنتظارا لعمليات بيع لجنى الارباح. على كل حال ينتظر المعدن الاصفر النتائج النهائية للانتخابات الامريكية وأنتقال سلس للسلطة فى الولايات المتحدة لانها تؤثر بشكل مباشر على الدولار وبالتالى على سعر الذهب. وعلى الوضع الحالى عودة سعر الذهب الى محيط مستويات الدعم 1910 و 1885 سيقوى سيطرة الدببة من جديد. ولكن حتى الان الزخم الصعودى لايزال الاقوى.

والى جانب مدى أقبال المستثمرين على المخاطرة من عدمه. سيتفاعل سعر الذهب مع الاعلان عن تفاصيل تقرير وزارة العمل الامريكية والذى يضم الاعلان عن معدل البطالة فى البلاد ومتوسط الاجور فى الساعة والتغير فى أعداد الوظائف الغير زراعية.