التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم … وهل يمكن الشراء الان ؟

فى بداية تعاملات هذا الاسبوع حاول سعر الذهب الارتداد لاعلى ولكن مكاسبه لم تتعدى المقاومة 1961 دولار للاوقية ومع تفاؤل الاسواق من أعلان ترامب عن وجود طريقة جديدة لمواجهة وباء كورونا القاتل وعليه فقد تعرض سعر الذهب لضغوط دفعته صوب مستوى الدعم 1924 دولار للاوقية ويستقر حول مستوى المقاومة 1932 دولار للاونصة وقت كتابة التحليل فى أنتظار أى جديد. ومما ساهم فى الضغط على المعدن الاصفر المكاسب الحادة لاسواق الاسهم العالمية. وذلك في الوقت الذي قالت فيه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA يوم الأحد إنها سمحت بأستخدام بلازما المتعافين من المرض ، وهي مكون الدم الغني بالأجسام المضادة المأخوذة من مرضى COVID-19 المتعافين ، لعلاج حالات فيروس كورونا الخطيرة ، والتي قد تمنح بعض الحياة للناس.

بالامس قفز مؤشر S&P 500 ومؤشر Nasdaq الى مستويات قياسية جديدة. وقد أدى ذلك إلى ضعف الطلب على المعادن الثمينة ، والتي يُنظر إليها على أنها تحوط ضد حالة عدم اليقين التي عززها جائحة COVID-19 والتريليونات التي أنفقتها البنوك المركزية العالمية والحكومات للحد من التأثير المنهك للشركات على مستوى العالم.

قال خبراء طبيون بإن العلاج قد يوفر فوائد لأولئك الذين يكافحون المرض ، ولكن لا يوجد دليل قاطع على فعاليته ، بينما تظل الأسئلة حول متى ينبغي إعطاؤه والجرعة.

وبتتبع تحركات سعر الذهب من بداية تعاملات العام المثير 2020. كان التفاؤل بخصوص مستقبل سعر الذهب قائما وبقوة فى عصر الوباء COVID-19 ولكن حان الوقت الان لبعض الحذر. فهناك العديد من الأسباب لذلك. قام المحللون الفنيون برفع أهدافهم الصعودية بقوة ، مع الحديث عن 3000 دولار للاونصة. ولكن بعد التصحيح الحاد للسبائك في مارس الماضى ، والذي أدى إلى أنخفاض الأسعار إلى مستوى 1452 دولار للاونصة ، توقع القليل من المحللين أستهداف 2000 دولار. وحتى أقل من ذلك وكان يتوقع أن يتم الوصول إلى 2000 دولار بعد أقل من ستة أشهر. والآن هو الوقت المناسب للتوقف.

ولكن أنتظر هناك المزيد. فغالبًا ما يتحرك الذهب في الاتجاه المعاكس لمؤشر الدولار الأمريكي DXY ، وكان هذا رائعًا نظرًا لضعف الدولار مؤخرًا. الآن ، بعد أن أنخفض بأكثر من 7٪ في 10 أسابيع فقط ، استقر مؤشر الدولار DXY. وإذا استمر في الصمود في منطقة 92-93 ، فقد يرتفع مؤشر الدولار بنسبة 2٪ إلى 4٪ في الاتجاه المعاكس. ومن المتوقع أن يؤدي ارتفاع الدولار إلى الضغط على سعر الذهب للتصحيح لاسفل.

وعليه فمن المحتمل أن يتوقف مكسب الذهب عند مستوى 2000 دولار لبضعة أسابيع أو شهور لأسباب فنية أيضًا. فعندما اخترق الذهب مستوى المقاومة 1370 ، تقدم بشكل منهجي خلال شهر يونيو. ولكن بمجرد أن حلت قمة 1820 دولار ، سار تقدمه “عموديًا”. ونتيجة لذلك ووسط عمليات شراء مكثفة مع تهاوى الدولار الى الادنى له من عامين أنطلق سعر الذهب الى الاعلى له فى تاريخه 2075 دولار للاوقية، وحينها نوهنا كثيرا بأن المؤشرات الفنية وصلت بالفعل الى مناطق تشبع حادة بالشراء وقد يكون التصحيح الهبوطى عنيف وهو ما حدث بالفعل حيث تهاوى الذهب الى مستوى 1862 دولار للاوقية.

ورغم الارتداد الاخير صوب قمة 2015 دولار للاونصة لا تزال المؤشرات الفنية تهدد بأمكانية التصحيح لاسفل وقد تكون مستويات الدعم 1850 و 1800 دولار للاونصة أهدافا مشروعة للدببة قبل التفكير فى قاعدة شراء جديدة. الاداء بعد الوصول الى تلك المستويات قد يحدد مدى أرتفاع الذهب فى بقية تعاملات عام 2020.

حسب التحليل الفنى للذهب: على المدى القريب لايزال سعر الذهب يواجه مقاومة فى التحرك صوب مستوى المقاومة النفسية 2000 دولار للاونصة ولكن قد يكون ذلك واردا فى أى وقت خاصة أذا تبخر التفاؤل الاخير فى الاسواق وأعتبار ما تم الاعلان عنه بخصوص لقاحات كورونا مجرد أداة سياسية حيث لاتزال منظمة الصحة العالمية من أن التوصل الى لقاح يقضى على الوباء بعيد المنال وقد يستغرق المزيد من الوقت. تزايد الاصابات من جديد والاعلان عن أغلاق ثانى للاقتصادات العالمية قد يدفع سعر الذهب للانطلاق من جديد. وفى المقابل نجاح الدببة فى دفع سعر الذهب الى ما دون مستوى الدعم 1910 دولار سيزيد من عمليات البيع للتصحيح لاسفل والبدء فى تكوين قاعدة شراء جديدة. لا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى.

سيتفاعل سعر الذهب اليوم مع الاعلان عن نمو الاقتصاد الالمانى الى جانب قراءة IFO ثم البيانات الامريكية ثقة المستهلك ومبيعات المنازل الجديدة.