التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم … وهل يمكن البيع الان ؟

بعد الاعلان المتوقع من جانب حاكم بنك الاحتياطى الفيدرالى جيروم باول عن تعديلات هامة للسياسة النقدية للبنك فى عصر وباء COVID-19 والتى فاقت أثاره ما كان من الازمة المالية العالمية خلال 2008-2009 . حصد الدولار الامريكى مكاسب قوية ساهمت فى تراجع سعر أوقية الذهب الى مستوى الدعم 1910 دولار للاوقية وكانت الاسواق ترى بأن هذا التراجع لن يدوم طويلا حيث سرعان ما تراجع الدولار الامريكى بقوة مع فهم الاسواق لما قام جيروم باول بالاعلان عنه. وعليه كانت الفرصة أفضل لسعر أوقية الذهب للتحرك صعوديا الى مستوى المقاومة 1974 دولار قبل أن يغلق تعاملات الاسبوع حول مستوى 1965 دولار للاونصة. تجدد التوترات ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين كانت عملا أضافيا للمعدن الاصفر فى تحقيق مكاسبه.

وبعد أن أعتلى المنصة في ندوة جاكسون هول الاقتصادية السنوية ، أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تغييرات مختلفة في إطار السياسة النقدية للبنك وبموجبها سيستمر البنك المركزي الامريكى في الوقت الحالي في إدارة قرارات السياسة النقدية بأستخدام متوسط أهداف التضخم بدلاً من الأهداف المتماثلة. وقد يؤدي هذا إلى زيادة التضخم بشكل حاد حيث يتجاوز هدف 2٪ بعد فترة أنخفاض التضخم إلى ما دون الهدف 2٪.

وبشكل عام فقد أدت أسعار الفائدة المنخفضة ، والحوافز المالية غير العادية ، والسياسة النقدية التيسيرية والتوترات الجيوسياسية إلى حفاظ أسعار الذهب على مكاسبها التاريخية. وفى المقابل فأن هذه البيئة الفنية التي تغذي ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة تظهر القليل جدًا من علامات التلاشي ، حيث كشف جيروم باول ، رئيس مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي ، النقاب عن نهج السياسة المالية المحدث للاحتياطي الفيدرالي والذي سيحاول رفع معدل التضخم إلى 2٪. وفي خطابه ، خلال ندوة جاكسون هول السنوية ، أشار باول إلى أستمرار أنخفاض معدل التضخم من هدف 2٪ على المدى الطويل مع وجود أسباب أكثر للقلق ، وذكر كذلك أن التضخم منخفض للغاية وقد يشكل مخاطر كبيرة على الاقتصاد مما يؤدي إلى أنخفاض غير متوقع في توقعات التضخم على المدى الطويل.

ومع توقعات التضخم بالغة الأهمية لمنح البنك المركزي الامريكى بعض القوة اللازمة لدعم التوظيف عند الضرورة ، وعليه يختار البنك الفيدرالي الآن تقديم الأشكال المرنة من AIT. ويسمح متوسط استهداف التضخم للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) بتمديد تدابير السياسة المالية التيسيرية الحالية بعد زيادة فترات الأسعار الأقل من المستهدف لتحقيق معدل تضخم معتدل يزيد عن 2٪ لفترة قصيرة من الزمن.

وبالنظر إلى مقياس الاحتياطيات الفيدرالية لنمو الأسعار ، فقد أدى ذلك إلى حد كبير إلى التقليل من الهدف الجديد منذ أعتماد الحالى منذ 8 سنوات ، ويبدو أن التوقعات الحالية لخمس سنوات للتضخم عند أقل من 1.8 ٪ بقليل من أسعار الفائدة المنخفضة والتى ستبقى في المستقبل القريب.

وبالرغم من أن عدم تسامح البنك المركزي الامريكى مع مستويات التضخم المتزايدة عادة ما يكون صعوديًا لأسعار الذهب ، فإن بيان باول أنه إذا كان الضغط التضخمي الزائد ، بأختصار ، لن يترددوا في أتخاذ المزيد من الإجراءات ، وهو ما قد يثير قلق مستثمري الذهب.

حسب التحليل الفنى للذهب: على المدى البعيد لا يزال سعر الذهب فى نطاق قناته الصعودية القوية وكما أشرت من قبل بأن عوامل أستمرار مكاسبه لا تزال قائمة ولا تزال المقاومة التاريخية 2000 دولار للاوقية هدفا هامة لسيطرة الثيران وفى نفس الوقت تدفع المؤشرات الفنية الى مناطق تشبع قوية بالشراء وينتظر منها بدء التفكير فى عمليات بيع أنتظارا للتصحيح لجنى الارباح. وفى الوقت الحالى ستظل مستويات المقاومة 1982 و 2000 و 2025 الاقرب للثيران. وكما ذكرت من قبل وأؤكد الان بأن مستويات الدعم 1885 و 1860 دولار هامة لاحداث أنعكاس حقيقى ومبدئى للاتجاه الحالى.