التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم ومستويات التشبع بالشراء

مكاسب سعر الذهب خلال شهر مايو هى أفضل مكاسب شهرية للمعدن الاصفر منذ يوليو الماضى ، ويستقر سعر أوقية الذهب حول مستوى 1908 دولار وسيتأثر الاتجاه الصعودى الحالى بالتركيز على مخاطر التضخم قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية في وقت لاحق من هذا الأسبوع والتي ستقدم أدلة على التعافي الاقتصادي لاكبر أقتصاد فى العالم. وفى هذا الصدد قال بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بإن ضغوط الأسعار الأخيرة متوقعة مع إعادة فتح الاقتصاد وسط الطلب المكبوت ، ويجب أن تكون مؤقتة مع انحسار مواطن الخلل في العرض. حيث أرتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي – الذي يستخدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي لهدف التضخم – بنسبة 3.6٪ عن العام السابق ، وهي أكبر قفزة سنوية منذ عام 2008.

وسيكون الحدث الاهم للدولار الامريكى وبالتالى لسعر الذهب هو تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة والذى سيتم الاعلان عنه يوم الجمعة القادمة وهو حدث مهم ومحورى للمستثمرين لتقييم ما إذا كانت مكاسب الوظائف الفاترة بشكل مفاجئ التي شوهدت الشهر الماضي كانت لحظة عابرة أو بداية لشيء أكثر ثباتًا. ونظرًا للعجز المالي الكبير والعجز التجاري القياسي ، تحتاج أسعار الفائدة الأمريكية إلى الارتفاع بالأرقام المطلقة وبالمقارنة مع البلدان الرئيسية الأخرى ، أو يتحمل الدولار عبء التعديل. لقد أوضح مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه ليس مستعدًا للذهاب بعيدا وسيواصل شراء 120 مليار دولار شهريًا من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. وعليه فمن غير المحتمل أن تغير موقفها في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC في منتصف يونيو ، لكن السوق سيؤكد التناقض المحتمل للإجماع على أن رفع سعر الفائدة الامريكية لن يكون مناسبًا حتى بعد عام 2023.

وبالعودة الى أداء الذهب قضت السبائك على خسائرها في عام 2021 ، وهي واحدة من أفضل المعادن أداءً في مايو ، وسط مؤشرات على ارتفاع التضخم وانتعاش اقتصادي غير متساوٍ محتمل بسبب عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا في بعض البلدان. وعليه فقد عاد أهتمام المستثمرين أيضًا ، حيث عززت صناديق التحوط والمضاربون الكبار الآخرون صافي مراكزهم الطويلة في الذهب إلى أعلى مستوى منذ أوائل يناير ، في حين ارتفعت الحيازات في الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالسبائك في مايو بعد ثلاثة أشهر متتالية من التراجع.

ويرى المحللون بأن أداء سعر الذهب خلال شهر مايو كان مدهشا لعدد من الأسباب – بدأ ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عائدات السندات بشكل طفيف وبيانات مفاجئة لمؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في إثارة مخاوف التضخم. وهناك أيضًا قلق متزايد بشأن موجة جديدة من Covid في جنوب شرق آسيا ، مما يزيد من مخاوف المستثمرين حول انتعاش عالمي أبطأ.

أرتفع سعر الذهب بنسبة 7.8٪ خلال شهر مايو. ارتفعت سعر المعدن الاصفر مؤخرا إلى 1912.76 دولارًا للاونصة الأسبوع الماضي ، وهو أعلى مستوى منذ 8 يناير. وأرتفعت الفضة والبلاتين ، بينما ظل البلاديوم ثابتًا. وقد أتجه مؤشر بلومبرج للدولار إلى الانخفاض الشهري الثاني على التوالي.

حسب التحليل الفنى للذهب: حتى الان الاتجاه العام لسعر الذهب صاعدا وأختراق المقاومة النفسية 1900 دولار داعما لسيطرة أقوى للثيران على الاداء وأرى بأن تحرك سعر الذهب الى مستويات المقاومة 1919 و 1928 و 1945 الاهداف الاقرب فى حال أستمر ضعف الدولار الامريكى وفى نفس الوقت مستويات بيع هامة حيث أن المؤشرات الفنية وصلت بالفعل الى مستويات تشبع قوية بالشراء. وسيكون الانعكاس الاولى للاتجاه بأستقرار سعر الذهب دون مستويات الدعم 1885 و 1860 دولار على التوالى.

سيتأثر سعر الذهب اليوم بمستوى الدولار الامريكى ومدى أقبال المستثمرين على المخاطرة من عدمه الى جانب رد الفعل من أعلان البنك المركزى الاسترالى عن سياسته النقدية وقراءة مؤشر مديرى المشتريات الصناعى من كلا من اليابان والصين ومنطقة اليورو وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.