تحليل اليورو مقابل الدولار EUR/USD والارتداد الصعودى لا يزال حذرا

خلال تداولات الاسبوع الماضى حاول الثيران السيطرة نسبيا على أداء سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD مع تهدئة الطلب على الدولار الامريكى مؤقتا كملآذ أمن فى ظل التوترات الجيوسياسية المتلاحقة فى منطقة الشرق الاوسط والمخاوف من تأثير ذلك على مستقبل النمو الاقتصادى العالمى. ولكن مكاسب الارتداد لزوج اليورو/دولار EUR/USD لم تتعدى مستوى المقاومة 1.0616 قبل أن يغلق تداولات الاسبوع مستقرا حول مستوى 1.0594 فى أنتظار أى جديد.

على الجانب الاقتصادى. ربما شهد أكبر اقتصاد في العالم نموا بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من عامين خلال الربع الثالث على خلفية ثبات المستهلك الأمريكي، وهو التحدي الذي يواجه مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى والذين يناقشون ما إذا كانت هناك حاجة إلى تشديد السياسة الإضافية. وكان قد تقدم الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بوتيرة سنوية بلغت 4.3% في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وفقًا للتوقعات المتوسطة في أستطلاع بلومبرج للاقتصاديين. ويوضح هذا النمو أن الولايات المتحدة تظل القوة الاقتصادية العالمية في ظل الركود الذي تشهده أوروبا وتنافس آسيا مع الصين المتعثرة.

ومن المتوقع أن ينمو الاستهلاك الشخصي، المحرك الرئيسي للاقتصاد الأمريكي، بمعدل 4%. ويشكل الطلب المرن أختباراً للمهارات السياسية التي يتمتع بها المسؤولون في بنك الاحتياطي الفيدرالي بعد ما يقرب من عامين من ارتفاع أسعار الفائدة الامريكية. وفي حين أن التضخم لا يزال بعيدًا عن ذروته، إلا أن ضغوط الأسعار لا تزال تسير بسرعة تعادل ضعفي السرعة المستهدفة. ولن يكون تقرير الناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس المقبل كافياً لدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو زيادة سعر الفائدة الامريكية في نوفمبر، ولكن من المرجح أن يزيد زخم الإنفاق المستمر في الربع الرابع من أحتمالات التشديد الإضافي في مطلع العام.

ومن جانبه قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في النادي الاقتصادي بالولايات المتحدة: “إن وجود أدلة إضافية على أستمرار النمو فوق الاتجاه، أو أن الضيق في سوق العمل لم يعد يتراجع، يمكن أن يعرض المزيد من التقدم في التضخم للخطر ويمكن أن يستدعي المزيد من تشديد السياسة النقدية”. وعلى صعيد أخر. ستعطي بيانات الدخل والإنفاق الامريكية لشهر سبتمبر الصادرة يوم الجمعة إحساسًا بالزخم في طلب الأسر والتضخم قبل الربع الرابع. ويتوقع المتنبئون زيادة بنسبة 3.7% في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو أحد المقاييس المفضلة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لأنه يستثني تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة في كثير من الأحيان. وسيكون ذلك أقل مكسب سنوي منذ مايو 2021 ويتوافق مع التقدم المتواضع في التضخم.

التحليل الفنى لليورو/دولار:

شكل سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD قيعان أعلى وأعلى مستوياته متصلة بقناة صعودية ظلت صامدة منذ منتصف أكتوبر. والسعر في منتصف التصحيح بعد أختبار مقاومة القناة. وتُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مستويات الدعم المحتملة حيث ينتظر المشترون. حيث أنخفض السعر إلى مستوى 50% عند 1.0572، والذي يتماشى مع منطقة منتصف القناة المهمة. ويمكن أن يصل التراجع الأكبر إلى مستوى فيبوناتشي 61.8% عند 1.0562 أو قاع القناة بالقرب من العلامة النفسية الثانوية 1.0550.وإذا استمر أي من هذه المستويات كدعم، فقد يتعافى اليورو مقابل الدولار إلى أعلى مستوى عند 1.0616 أو أعلى. ومع ذلك، تشير المؤشرات الفنية إلى مزيد من الضغط الهبوطي. حتى الان 100 SMA أقل من 200 SMA للتأكيد على أن الاتجاه العام لا يزال هبوطيا أو أن هناك فرصة لاختراق مستويات الدعم. والتحرك تحت دعم القناة قد يؤدي إلى أنعكاس عن الاتجاه الصعودي.

وفى نفس الوقت يتحرك مؤشر ستوكاستيك للأسفل ليشير إلى أن ضغط البيع مؤثر، وأن لدى مؤشر التذبذب مساحة أكبر قليلاً للتوجه لاسفل قبل أن يعكس مستويات التشبع في البيع. ولدى مؤشر القوة النسبية مساحة أكبر ليغطيها قبل الإشارة إلى الإرهاق بين البائعين، ولذلك يمكن للدببة البقاء في السيطرة حتى يصل المذبذب إلى منطقة ذروة البيع. وخلال جلسة تداول اليوم لا توجد تقارير مهمة من اقتصاد منطقة اليورو والولايات المتحدة الامريكية، ولذا قد يأخذ اليورو مقابل الدولار EUR/USD إشارات من المعنويات العامة. حيث يمكن أن يؤدي النفور من المخاطرة الناجم عن الصراع الجيوسياسي في إسرائيل إلى تحقيق المزيد من الاتجاه الصعودي للدولار الأمريكي الذي يعتبر ملاذًا آمنًا، لكن تخفيف التوترات قد يعني جني الأرباح في ارتفاعات الدولار الأخيرة.

هذا الشارت من منصة tradingview