التحليل الفنى لزوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD ومستقبل خسائره الاخيرة

توجت خسائر سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD خلال تعاملات الاسبوع الماضى بالتحرك صوب أدنى مستوى له منذ أربعة أشهر وصولا الى مستوى الدعم 1.1761 قبل أن يغلق تداولات الاسبوع مستقرا حول مستوى 1.1792 لا تزال عوامل الضغط على العملة الاوروبية الموحدة مستمرة وبالتالى فأى مكاسب لليورو ستظل هدفا للبيع. وكانت أبرز عوامل الضغط عودة قيود الدول الاوروبية لاحتواء الاصابات المتزايد بفيروس كورونا الى جانب العراقيل تجاه خطط التلقيح ضد الوباء.

وعليه فمن المتوقع أن يمدد اليورو فترة ضعفه مقابل الدولار الأمريكي حيث أن التأخير في طرح صندوق الإنقاذ الأوروبي يتحد مع برنامج بطيء للتطعيم وانتشار سريع لفيروس كوفيد -19 ليلقي بظلاله على منطقة اليورو. ففي فرنسا وإيطاليا وألمانيا ترتفع أرقام الإصابة بـ Covid-19 بشكل كبير مما يشير إلى وجود موجة ثالثة من الإصابات جارية الآن.

وفي ألمانيا – أكبر اقتصاد في منطقة اليورو – تم الإبلاغ عن 21573 إصابة جديدة بنهاية الاسبوع الماضى بزيادة 4271 عن الاسبوع الذى قبله. وقفز معدل الإصابة لمدة 7 أيام – أي إجمالي عدد المصابين بكورونا في الأيام السبعة الماضية – إلى 119.1 لكل 100 ألف نسمة. وتشير سرعة الإصابات الجديدة إلى أن طرح اللقاح البطيء نسبيًا في البلاد من غير المرجح أن يوقف موجة جديدة ، والتي من شأنها أن تؤجل أي انتعاش اقتصادي بعد تفشي الفيروس وأن تنعكس بشكل سيء على عملة اليورو.

وفى هذا الصدد يقول جيريمي سترتش ، محلل الفوركس في CIBC Capital Markets: “مع أستمرار منطقة اليورو في التأخر في سباق التطعيم العالمي ، نتوقع أن تستمر صفقات شراء اليورو خارج الطاولة”. وتأتي الدعوة وسط فترة من ضعف أداء العملة الاوروبية الموحدة التي شهدت تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار إلى ما دون المستوى النفسي المهم 1.20 مؤخرا.

تمت الموافقة على صندوق التعافي الاوروبى في مايو 2020 وسعى إلى توزيع 750 مليار يورو عبر الكتلة للتخفيف من الأثر الاقتصادي والمالي لأزمة كوفيد -19. وعليه كانت الفرصة لارتفاع اليورو في أعقاب الاتفاقية ، ولكن تم الاستشهاد بالتأخيرات اللاحقة في توزيع الصندوق من قبل المحللين كعامل مساهم محتمل في الموجة الحالية من ضعف اليورو. حيث قد تأخر توزيع الأموال بسبب البيروقراطية حيث تعمل البرلمانات الوطنية من خلال تشريعاتها الخاصة المطلوبة لتمرير الخطة ، وفي نفس الوقت يؤخر الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي الموافقة على خطط الإنفاق الفردية لبعض البلدان.

وقد أفيد في 12 مارس بأن صندوق الإنعاش واجه مشاكل مبكرة مع الذراع التنفيذية للكتلة التي حكمت على أن معظم خطط الإنفاق القومي المقدمة حتى الآن لا تزال بحاجة إلى العمل للحصول على الموافقة. وعليه يتوقع الاقتصاديون أن يدعم الصندوق ، عند الموافقة عليه ، النشاط الاقتصادي في الكتلة ، والذي يقال بإنه يدعم اليورو في نهاية المطاف. لكن التقدم الهزيل في تمرير الصندوق يتناقض بشكل سلبي مع التلقيح السريع لمبالغ سخية من الأموال في الولايات المتحدة حيث توزع إدارة الرئيس جو بايدن ما يصل إلى 1.9 تريليون دولار من الدعم التحفيزي.

وعليه يقول المحللون بإن هذا الدعم للاقتصاد الأمريكي هو أحد أسباب أداء الدولار الأمريكي بشكل أفضل مما توقعه الكثيرون في بداية العام. وفي هذه الأثناء ، لا تزال آفاق النمو في منطقة اليورو ضعيفة بالنظر إلى الانتشار المتجدد لفيروس كوفيد -19 عبر الكتلة ، مما أدى إلى توقعات بأن القيود على النشاط الاقتصادي ستستمر لفترة أطول مما كان متوقعًا في السابق.

توقعات لليورو دولار فى الاشهر المقبلة: توقعت شركة BMO Capital أن يكون سعر الصرف بين اليورو والدولار EUR/USD حول 1.17 في ثلاثة أشهر وحول 1.18 في ستة أشهر.

حسب التحليل الفنى للزوج: بعد الشرح أعلاه يبدو واضحا أسباب تراجع زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD وأستمرار تلك العوامل وزيادتها يعنى مزيد من الانهيار لسعر زوج العملات والاستقرار دون الدعم 1.1800 لا يزال يدعم الدببة فى التحرك صوب مستويات دعم أقوى والاقرب منها حاليا 1.1765 و 1.1690 و 1.1600 على التوالى وأرى بأن المستوى الثانى والثالث الانسب للتفكير فى شراء الزوج تمهيدا لمرحلة الارتداد والتصحيح. وعلى الجانب الصعودى لا زلت أرى بأن المقاومة النفسية 1.2000 ستظل هدفا مميزا للثيران والخروج من القناة الهبوطية الحالية.

لا يترقب زوج العملات أى بيانات هامة ومؤثرة اليوم سواء من منطقة اليورو أو من الولايات المتحدة الامريكية وعليه ستكون معنويات المستثمرين المحرك الرئيسى للزوج.