لسبع جلسات تداول على التوالى وسعر زوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD يتداول فى نطاق قناة هبوطية مدفوعا بقوة الاقبال على شراء الدولار الامريكى بعد قرارات بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى الاخيرة والتى تحفز الاقتصاد الامريكى فى مواجهة الركود الاقتصادى المحتمل وذلك مع تفشى وباء كورونا فى كامل الولايات الامريكية. تهاوى الزوج الى مستوى الدعم النفسى 1.0800 الادنى له منذ شهرا. قبل أن يستقر مجددا حول مستوى 1.0910 وقت كتابة التحليل بعد أرتداد مفاجىء للزوج الى مستوى 1.0981 بعد قرارات جديدة من المركزى الاوروبى لتحفيز الاقتصاد الاوروبى. الهروب من المخاطرة زاد من أقبال المستثمرين على العملة الأمريكية والملاذات الآمنة مثل الين والفرنك السويسري حيث يواصل المستثمرون البحث عن المزيد من السيولة.
وقد أرتفع سعر اليورو مقابل الدولار بنسبة 6٪ خلال جلسات التداول الأولى من شهر مارس حيث قام المستثمرون بتصفية الرهانات على أصول المخاطرة ومن ثم إعادة شراء اليورو كعملة تمويل. وفى الاونة الاخيرة تراجعت العملة الاوروبية الموحدة بقوة حيث واجهت التوقعات السيئة ، حيث يتوقع بعض المحللين أن ينخفض النمو بنسبة -24٪ في الربع الثاني وذلك وسط تفشى وباء كورونا القاتل فى دول الكتلة بقيادة أيطالية. وحتى قبل ظهور الفيروس لاول مرة فى ووهان الصينية كان الاقتصاد الأوروبي ضعيفا بشكل ملحوظ بسبب طول أمد الحرب التجارية العالمية ، ومنذ ذلك الحين دخلت ثلاثة من أكبر أربعة اقتصادات في منطقة اليورو في شكل صارم من “الإغلاق” لمنع مزيد من الضحايا.
صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء بأنها منفتحة لاستخدام “إصدار الديون المشتركة” من أجل مواجهة التداعيات الاقتصادية للفيروس ، وهو أعتراض قديم أطال فترة طويلة إن لم يكن قد منع التقليل من الديون في منطقة اليورو. وهو ما أثر بشدة على الأداء الاقتصادي للكتلة منذ أزمة الديون في 2011/2012.
وفى نفس الوقت فإن أي قرار للمضي قدماً في “إصدار الديون المشتركة” ، سواء كان المقصود منه ذلك أم لا ، سيكون خطوة نحو “اتحاد مالي” لمطابقة “الاتحاد النقدي” الذي كان في طور الإعداد قبل وقت طويل من الإطلاق الرسمي لليورو عام 1999 . ويشار على نطاق واسع إلى غياب مثل هذا الاتحاد المالي ، أو آلية تقاسم المخاطر ، بأعتباره عاملاً جوهريًا في ضعف الأداء الاقتصادي المزمن في منطقة اليورو كما هو الحال الان.
حسب التحليل الفنى للزوج: سيطرة الدببة على أداء زوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD على الرسم البيانى اليومى وذلك مع أختباره لمستوى الدعم النفسى 1.0800 . وهو ما يؤكد أنعكاس الاتجاه العام الى هبوطى بعد تفاؤل قوى من مكاسبه الاسبوع الماضى. أستمرار القلق حيال مستقبل النمو الاقتصادى العالمى بسبب تفشى وباء كورونا سيظل عاملا للضغط على اليورو فى حال تحرك للعودة لتحقيق مكاسب. ولن يكون هناك عودة لفرصة التصحيح لاعلى بدون عودة الزوج الى مستوى المقاومة 1.1160 والاستقرار أعلاها.
بالنسبة لبيانات المفكرة الاقتصادية اليوم: سيتم التركيز على البيانات الاقتصادية الامريكية مؤشر فلادليفيا الصناعى ومطالبات العاطلين عن العمل والحساب الجارى.