تحليل اليورو مقابل الين اليابانى EUR/JPY وسط أختراقات صعودية حادة

هذا الاسبوع زاد التباين بين سياسة البنك المركزى الاوروبى الذى يتخذ موقف متشدد لاحتواء التضخم القياسى وبين البنك المركزى اليابانى الذى يتبع سياسة التيسير على النقيض من باقى البنوك المركزية العالمية الاخرى وهو ما سمح لزوج العملات اليورو مقابل الين اليابانى EUR/JPY فى الاستمرار فى الاتجاه الصعودى الحاد بمكاسب طالت مستوى المقاومة 154.52 والمستقر حولها وقت كتابة التحليل الاعلى له منذ سبتمبر 2008 .

مكاسب زوج العملات اليورو مقابل الين اليابانى EUR/JPY وعلى جميع الاطر الزمنية حركت المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية وحادة بالشراء ولا أوصى بالشراء منها بل التفكير بدون مخاطرة أنتظارا لعمليات بيع لجنى الارباح قد تحدث فى أى وقت.

وقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى موجة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا وجهود اقتصادية غير مسبوقة من الاقتصادات الأوروبية لدعم أوكرانيا. وعلاوة على ذلك ، يعتبر التضخم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2٪. أخيرًا ، دخل اقتصاد منطقة اليورو في حالة ركود تقني. وكل ذلك ، والبعض الآخر ، يناقش انخفاض اليورو. وبكل تقدير ، صمد اليورو بشكل جيد للغاية في مثل هذه البيئة. يجادل البعض – بشكل جيد للغاية. وفي الواقع ، يتم تداوله حاليًا عند 1.0950 مقابل الدولار الأمريكي أو أعلى من 154 مقابل الين الياباني. وبالنسبة للعديد من المتداولين ، فإن سعر صرف اليورو دولار EUR / USD ينتمي إلى مستوى أقل من التكافؤ.

لكنني سأجادل هنا بأن هذه مجرد بداية لمزيد من قوة اليورو لسببين على الأقل. أولاً ، سوف يتقلص فرق سعر الفائدة مع بنك الاحتياطي الفيدرالي. ثانيًا ، في الوقت الذي يتعرض فيه اقتصاد منطقة اليورو لضغوط شديدة ، من المتوقع أن يستفيد من الانتعاش القوي من الوباء ومن توقعات الاستثمار العام المحسنة كثيرًا.

وقد أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة هذا الاسبوع أنه أبقى على سياسته النقدية دون تغيير. بدون ارتفاع – لأول مرة منذ 15 شهرًا. ومن المؤكد أن القرار رافقه مؤتمر صحفي متشدد. وبتعبير أدق ، ألمح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ، جيروم باول ، إلى حقيقة أنه من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من الارتفاعات في المستقبل. أيضًا ، وربما الأهم من ذلك ، أنه لن يكون هناك تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2023.

لكن السوق يعرف أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان مخطئًا من قبل فيما يتعلق بالتضخم. فلماذا نعتقد الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يحصل على توقعاته بشكل صحيح؟

وبالنسبة لي ، يظهر شيء غريب في الطريقة التي يتنبأ بها السوق برفع أسعار الفائدة في المستقبل. فعلى سبيل المثال ، لشهر يوليو ، هناك احتمال بأكثر من 60٪ لبنك الاحتياطي الفيدرالي في الارتفاع. ولكن التضخم في مايو جاء عند 4٪ – أقل بكثير من التقديرات. وفي الشهر المقبل ، من المرجح أن ينخفض معدل التضخم أكثر ، حتى في منطقة 3.5٪.

فلماذا يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ، على سبيل المثال ، عند معدل تضخم يبلغ 3.5٪ عندما يتوقف مؤقتًا عند معدل تضخم يبلغ 4٪؟

في الوقت نفسه ، لا يزال لدى البنك المركزي الأوروبي مجال لرفع أسعار الفائدة الرئيسية. وهو ما فعله بالظبط هذا الاسبوع. ومن ثم ، فإن الاختلاف بين البنكين المركزيين من شأنه أن يساعد اليورو. وإذا كان سعر صرف اليورو / الدولار الأمريكي مدعومًا عند الانخفاضات ، فستكون جميع أزواج اليورو الأخرى كذلك. وبشكل عام فإن اقتصاد منطقة اليورو في وضع جيد يؤهله لتحقيق نمو قوي. قد شكلت التغيرات الجيوسياسية ووباء COVID-19 تحديات لجميع الاقتصادات. وفي أوروبا ، أدت الحرب في أوكرانيا إلى صب الزيت على النار. ولكن الأوروبيين قاموا بعملهم بشكل جيد. لقد تصرفوا بشكل أسرع في مواجهة التهديدات الجديدة ، والآن حان الوقت لرؤية النتائج من خلال نمو اقتصادي أقوى.

وتعافى سوق العمل من الوباء ، والآن نشهد نقصًا في المعروض من العمالة. وعلى هذا النحو ، يجب أن يستمر الضغط من أجل رفع الأجور ، وبالتالي ، فإن معركة البنك المركزي ضد التضخم يجب أن تستغرق وقتًا أطول. وبالتالي ، يعتبر هذا صعوديًا للعملة المشتركة. كما أدت السياسة المالية النشطة إلى تحسن كبير في توقعات الاستثمار العام. هذا شيء تخلفت عنه أوروبا في الماضي.

وأخيرًا ، يجب أن تستفيد أوروبا من الإنتاجية الأعلى التي يوفرها سوق العمل الشحيح والأجور الأعلى. ويجب أن يكون ذلك كافيًا للحفاظ على مستوى أدنى من العملة الموحدة ولتوفير تحيز صعودي في الأفق المتوسط إلى المدى الطويل.

هذا الشارت من منصة tradingview