تحليل الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD ومسار الهبوط يزداد قوة

تخلى سعر صرف الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD عن جزء كبير من الارتفاع السابق المتجه إلى عطلة نهاية الأسبوع الماضى حيث بدا أن الأسواق المالية تفكر في ما يمكن أن يعنيه تضخم أسعار المنتجين القوي بشكل مفاجئ في يوليو بالنسبة لمقياس التضخم الامريكى والذي يراقبه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكى عن كثب. خلال تداولات الاسبوع الماضى كانت هناك فرصة وحيدة لزوج العملات الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD فى الارتداد لاعلى توجت بأختبار مستوى المقاومة 1.2818 ومنها عاد سريعا الى مساره الهبوطى صوب مستوى الدعم 1.2661 وأغلق تداولات الاسبوع الماضى حول مستوى 1.2691 .

وبشكل عام فقد أرتفعت أسعار الدولار الامريكى خلال معظم جلسة تداول يوم الجمعة ولكنها ارتفعت أكثر حتى الإغلاق الأوروبي وذلك بعد أن قال مكتب إحصاءات العمل بإن كلا المقياسين الشهريين لتكاليف إنتاج الشركات ارتفع بنسبة 0.3٪ الشهر الماضي عندما توقع الخبراء زيادات 0.2٪ فقط في كل مقياس. وتعليقا على ذلك يقول رايان براندهام ، محلل الاسواق المالية العالمية في Validus Risk Management: “يشير هذا إلى أن المعركة ضد التضخم قد لا تنتهي بعد في الولايات المتحدة. وقد تؤدي هذه النتيجة إلى قوة الدولار اليوم ، وارتفاع عائدات الولايات المتحدة”.

وتقيس أرقام مؤشر أسعار المنتجين التغيرات في تكلفة السلع بالجملة ويبدو أنها تشير يوم الجمعة إلى أن ضغوط الأسعار ارتفعت مرة أخرى في يوليو ، مما دفع بعض الاقتصاديين إلى التساؤل بصوت عالٍ عما إذا كان سيكون هناك تطور مماثل في الإصدار التالي من نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية مؤشر الأسعار. وهذا الأخير هو مقياس التضخم المفضل والمستهدف من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى وقد انخفض إلى وتيرة شهرية بنسبة 0.2٪ في يونيو ، من 0.3٪ سابقًا ، مما يجعله يعمل بمعدل سنوي قدره 4.1٪ وفي متناول اليد من متوسط هدف التضخم البالغ 2٪ في الولايات المتحدة.

وقد أستمر شراء الدولار الامريكى بعد الانخفاض الذي تم الإبلاغ عنه في وقت لاحق في ثقة المستهلك الامريكى والذي تم قياسه من قبل جامعة ميشيغان ولم يردع ذلك من خلال التفاصيل المصاحبة التي تشير إلى انخفاض متواضع في توقعات التضخم قصيرة وطويلة الأجل خلال أغسطس. وجاءت بيانات يوم الجمعة في أعقاب قراءة مؤشر تضخم أسعار المستهلك لشهر يوليو والتي صدرت يوم الخميس وتشير إلى انتعاش أكثر اعتدالًا في كلا من المقاييس الإجمالية والسنوية لنمو الأسعار الشهر الماضي ، حيث ارتفع الأول قليلاً من 3٪ إلى 3.2٪ بينما فاجأ الأخير على الجانب المنخفض من التوقعات.

وقد أنخفض معدل التضخم الامريكى الأساسي من 4.8٪ إلى 4.7٪ في يوليو عندما كان من المتوقع على نطاق واسع أن يظل دون تغيير ، ويتم مراقبته عن كثب من قبل محافظي البنوك المركزية العالمية لتجاهل التغيرات في أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة ، مما يدفع صانعي السياسة إلى النظر إليه على أنه أفضل أنعكاس للتضخم المتولد في الاقتصاد المحلي.

وتعليقا على ذلك كتب جيمس نايتلي ، كبير الاقتصاديين في ING ، في تعليق على الاقتصاد يوم الجمعة: “نعتقد أنه من الصواب أن السوق لا يزال يشك في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في رفع سعر الفائدة الامريكية النهائي الذي توقعه في تحديث توقعاته لشهر يونيو”. و”مع الرياح المعاكسة من ارتفاع تكاليف الاقتراض وتشديد شروط الإقراض لتكثيف الرياح المعاكسة الاقتصادية واستئناف سداد قروض الطلاب في أكتوبر الذي من المتوقع أن يضغط على الموارد المالية لملايين الأسر ، نتوقع أن يترك بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الامريكية معلقة حتى أوائل عام 2024 مع فرصة قوية لخفض سعر الفائدة في وقت مبكر في مارس “.

وبالنسبة للجنيه الإسترليني ، أدت بيانات يوم الجمعة إلى خنق ارتفاع سابق في سعر الجنيه مقابل الدولار مدعومًا بأرقام النمو الاقتصادي البريطاني والتي كانت أقوى مما توقعه الكثيرون في السوق ، مما جعلها تكافح من أجل موطئ قدم بالقرب من مستوى رئيسي من الدعم الفني على الرسوم البيانية المقبلة من عطلة نهاية الأسبوع.

توقعات الاسترلينى مقابل الدولار اليوم:

حسب الاداء على شارت اليومى أدناه لا يزال يميل سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الى التراجع أكثر وستزيد سيطرة الدببة فى حال تحرك صوب مستويات الدعم الاهم التالية 1.2600 و 1.2520 على التوالى. والمستوى الاخير كاف لدفع المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. ويمكن التفكير فى الشراء منها ومن الاقل بدون مخاطرة. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية لن تعود سيطرة الثيران على أتجاه زوج العملات الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD بدون التحرك أعلى المقاومة النفسية 1.3000 من جديد. أتوقع جلسة تداول هادئة جدا اليوم.

هذا الشارت من منصة tradingview