TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
خلال جلسة الامس تعافى سعر الجنيه الاسترلينى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى وذلك بعد أن أرتفع معدل التضخم في بريطانيا لشهر ديسمبر بأكثر من المتوقع، مما دفع الأسواق المالية إلى تهدئة التوقعات بشأن التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة من بنك إنجلترا. وكان قد تعافى سعر زوج العملات الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD من خسائر أمتدت الى مستوى الدعم 1.2596 . بمكاسب الى مستوى المقاومة 1.2696 قبل أن يستقر حول مستوى 1.2675 فى بداية جلسة اليوم الخميس.
وبشكل عام كانت الأسواق في وضع يسمح للبنك بخفض أسعار الفائدة في شهر مارس، ولكن مكتب الإحصاءات الوطني أفاد بأن التضخم البريطانى الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلكين ارتفع من 3.9% في نوفمبر إلى 4.0% على أساس سنوي في ديسمبر، متجاوزًا التوقعات المتفق عليها بانخفاض آخر إلى 3.8%. وقد ساعد هذا الارتفاع زيادة شهرية بنسبة 0.4% من -0.2% سابقًا، وهو ما كان أقوى من الارتفاع بنسبة 0.2% الذي توقعته الاسواق.
وقد أرتفع التضخم الأساسي بنسبة 5.1% على أساس سنوي في ديسمبر، دون تغيير عن الشهر السابق ويتجاوز التقديرات البالغة 4.9%. وكان هذا مدفوعًا بزيادة شهرية بنسبة 0.6%، ارتفاعًا من -0.3% ومتقدمًا على التوقعات المتفق عليها عند 0.4%. وتشير بيانات التضخم إلى أن توقعات السوق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا ستحتاج إلى التراجع، الأمر الذي يمكن أن يدعم عوائد السندات البريطانية وسعر الجنيه الاسترليني.
وتعليقا على أداء الجنيه الاسترلينى. يقول كينيث برو، الخبير في سوسيتيه جنرال: “يحافظ الجنيه الاسترليني على تقدمه في مجموعة العشرة، مدعومًا بأرتفاع قدره 12 نقطة أساس في عوائد سندات الحكومة البريطانية لأجل عامين و10 نقاط أساس في عوائد سندات الحكومة البريطانية لأجل 10 سنوات”. ومن جانبه يقول ريتشارد كارتر، رئيس أبحاث الفائدة في شركة كويلتر شيفيوت: “على الرغم من أن هذه الزيادة لا ترفع الرقم بشكل كبير، إلا أنها تظهر أن معركة بريطانيا ضد التضخم لم تنته بعد وأن الوضع لا يزال محفوفا بالمخاطر”.
وعموما تم تعزيز التوقعات بحدوث مفاجأة هبوطية من خلال عدد من التوقعات الاقتصادية التي صدرت خلال الأسبوع الماضي بأن التضخم في بريطانيا سوف يتراجع إلى هدف 2.0٪ في وقت مبكر من أبريل. والواقع بأن الاتجاهات الأخيرة ــ تذكرنا بالانخفاضات التي تجاوزت التوقعات في شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني ــ وتشير إلى أن التضخم كان في طريقه للوصول إلى هذه الوجهة. ومع ذلك فقد حذر بنك إنجلترا من الرضا عن النفس، وسوف يبرر الرقم الساخن المفاجئ اليوم الموقف المفضل للبنك بالحفاظ على مستوى أسعار الفائدة لفترة ممتدة.
وكان الجنيه الاسترليني أحد العملات الرئيسية الأفضل أداءً في عام 2024، مدعومًا بثبات توقعات خفض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة. وستضيف بيانات التضخم هذه إلى التوقعات بأن البنك لن يتمكن من خفض أسعار الفائدة بالقوة التي أشارت إليها توقعات السوق، مما يوفر المزيد من الدعم للعملة.
وحسب محللون فإنه لا يزال هناك أدلة كافية تشير إلى أن البنك المركزى البريطانى سيخفض أسعار الفائدة في مارس. وإن نسبة 43% من سلة التضخم لا تزال تشهد تخفيضات في الأسعار، مع قراءة متوسط القياس المشذب عند 0.2% على أساس شهري. ومن جانبه يقول مايكل هيوسون، كبير محللي السوق في CMC Markets، بإن جميع الدلائل تشير الآن إلى خفض أسعار الفائدة في يونيو. ويوضح أن أرقام التضخم في بريطانيا اليوم تعمل على تعزيز التحدي الذي يواجه بنك إنجلترا في إعادة التضخم إلى الهدف وإظهار أن العملية من غير المرجح أن تكون خطية. وحسب التوقعات بشأن توقيت الخفض الأول: “لم يكن الربع الأول احتمالاً واقعياً على الإطلاق”.
ويشار إلى أن أسعار السوق تكشف أن المستثمرين قد أجلوا توقيت التخفيض الأول إلى منتصف الصيف، مما يؤكد الأداء المتفوق للجنيه خلال اليوم.
توقعات الاسترلينى/دولار اليوم:
تظهر توقعات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD بأن زوج العملات فى مسار تصحيح هبوطى وكسر مستوى الدعم 1.2600 كما حدث فى منتصف تداولات الاسبوع سيدعم قوة وسيطرة الدببة والاستعداد لمستويات دعم أقوى والاقرب منها بعد ذلك 1.2545 و 1.2480 وهى كافية لدفع المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. وفى المقابل وحسب الاداء على شارت اليومى لن تعود سيطرة الثيران على أتجاه الاسترلينى دولار بدون التحرك صوب مستوى المقاومة 1.2775 من جديد. واليوم سيتفاعل زوج الاسترلينى دولار مع أداء الاسواق المالية العالمية ومعنويات المستثمرين الى جانب الاعلان عن عدد مطالبات العاطلين عن العمل الامريكية الاسبوعية وقراءة مؤشر فلادليفيا الصناعى وأرقام سوق الاسكان الامريكى.
هذا الشارت من منصة tradingview
