TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
خلال جلسة الامس تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي GBP/USD بشكل حاد بخسائر أمتدت الى مستوى الدعم 1.2610 قبل أن يستقر حول مستوى 1.2645 وقت كتابة التحليل. وجائت عمليات البيع حيث كان الدولار الأمريكي مدعومًا بمزاج السوق والذي يتجنب المخاطرة. وبشكل عام فأن أسعار صرف الدولار الأمريكي (USD) ترتفع في تداول حذر. وأرتفع سعر الدولار مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى حيث تعزز الطلب على عملة الملاذ الآمن بسبب مزاج القلق والذى ساد الاسواق المالية. وكانت قد تدهورت معنويات السوق وسط عدم اليقين الجيوسياسي والشعور بالحذر قبل صدور بعض البيانات الأمريكية عالية التأثير في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وسمحت حالة العزوف عن المخاطرة السائدة للدولار الأمريكي بالتغلب على مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الأضعف من المتوقع. وكان قد علق كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في شركة S&P Global Market Intelligence، قائلًا: “أنهت الشركات المصنعة الأمريكية العام بشكل سيئ، ووفقًا لمسح مؤشر مديري المشتريات الذي أجرته شركة S&P Global”. انخفض الإنتاج بأسرع معدل منذ ستة أشهر مع تكثيف الانخفاض الأخير في دفتر الطلبيات. ولذلك من المرجح أن يكون التصنيع بمثابة عائق على الاقتصاد في الربع الرابع.
وأضاف”نظرًا لاتجاهات دفتر الطلبات الحالية، فإن الصورة العامة من الاستطلاع هي صورة تجاوز العرض الطلب على العديد من السلع، مما يشير إلى مخاطر سلبية على الإنتاج والتوظيف والأسعار مع اقترابنا من عام 2024.”
وفى نفس الوقت. تواجه أسعار صرف الجنيه الاسترليني رياحًا معاكسة مع ضعف قطاع المصانع. حيث أظهرت أحدث نتائج مؤشر مديري المشتريات في المملكة المتحدة انكماشًا في نمو قطاع التصنيع. وجاء التقرير النهائي لشهر ديسمبر عند قراءة 46.2، أي أقل من المتوقع عند قراءة 46.4، وانخفاضًا من أعلى مستوى في سبعة أشهر في نوفمبر عند قراءة 47.2. وتعليقا على النتائج قال روب دوبسون، مدير S&P Global Market Intelligence: “انكمش إنتاج الصناعات التحويلية في المملكة المتحدة بمعدل متزايد في نهاية عام 2023. ولا تزال خلفية الطلب أيضًا فاترة، وذلك مع انخفاض الطلبيات الجديدة بشكل أكبر مع أستمرار الظروف الصعبة في كلا من السوق المحلية وفي الولايات المتحدة”. وأسواق التصدير الرئيسية، ولا سيما الاتحاد الأوروبي. لقد أضر الانكماش بثقة الشركات المصنعة، التي انخفضت إلى أدنى مستوى لها خلال عام، وشجعت على تجديد الحذر بشأن التكلفة مع مزيد من التخفيضات في مستويات المخزون والمشتريات والتوظيف.
وكانت قد أنعكست هذه الأرقام بشكل سيئ على سعر الجنيه الاسترليني لأنها ستعزز التوقعات بأن اقتصاد المملكة المتحدة سوف ينكمش في الربع الرابع، مما سيدفع المملكة المتحدة إلى الركود، ويضع المزيد من الضغوط على بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة عاجلاً وليس آجلاً. وفي أماكن أخرى، كان مزاج السوق المتوتر أيضًا بمثابة رياح معاكسة للجنيه الاسترليني الذي يزداد حساسيته للمخاطر.
توقعات زوج إسترليني/دولار:
بالنظر إلى المستقبل، قد تساعد البيانات الأمريكية القادمة سعر صرف الجنيه الأمريكي على التعافي في وقت لاحق من الأسبوع. حيث من المقرر أن ينشر بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى محضر اجتماع السياسة النقدية لشهر ديسمبر اليوم الأربعاء. ومع توقع الأسواق أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الامريكية في وقت مبكر من شهر مارس من هذا العام، فإن أي تعليق متشائم من صناع السياسة قد يسحب الدولار الأمريكي للأسفل. وسيشهد يوم الجمعة بعد ذلك نشر أحدث تقرير لوظائف القطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تظهر بيانات شهر ديسمبر انخفاضًا في نمو التوظيف، مما يؤثر على سعر “الدولار” حيث من المرجح أن يعزز ذلك توقعات خفض سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفي الوقت نفسه، سيشهد الجنيه إصدارًا محدودًا للبيانات في الأسبوع الأول من عام 2024. وقد يترك هذا تداول الجنيه في مزاج السوق وحده. فإذا تحسنت الرغبة في المخاطرة، فقد يعزز ذلك تحرك الجنيه الاسترليني للأمام. أستمرار البيع الحالى قد يدفع الاسترلينى دولار GBP/USD صوب مستويات الدعم 1.2590 و 1.2480 على التوالى. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية شارت اليومى فقد يكون الثيران فى حاجة للعودة الى محيط المقاومة 1.2770 للتأكيد على قوة السيطرة من جديد.
هذا الشارت من منصة tradingview
