TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
خلال تداولات الاسبوع الماضى واصل سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD انخفاضه حيث أكتسب ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) قوة. وتراجع إلى مستوى الدعم 1.2426، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر من العام الماضي وذلك مع تلاشي الآمال في تخفيضات سريعة لأسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى. وبدأ تداولات هذا الاسبوع مستقرا حول الدعم 1.2440 . وبشكل عام فقد أنضم سعر زوج استرليني/دولار GBP/USD إلى العملات الرئيسية الأخرى في انخفاض كبير الأسبوع الماضي بعد سلسلة من الأرقام الاقتصادية الأمريكية القوية.
وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية فقد كشف تقرير صادر عن مكتب إحصاءات العمل (BLS) أن الاقتصاد الامريكى نجح فى توفير أكثر من 300 ألف وظيفة في مارس بينما انخفض معدل البطالة فى البلاد إلى 3.8٪. وأظهر تقرير منفصل أن التضخم في البلاد استمر في الارتفاع في مارس. وقفز مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي إلى 3.5% بينما ارتفع التضخم الأساسي إلى 3.8%. وهناك أحتمال أن يستمر التضخم في الارتفاع هذا الشهر مع بقاء أسعار البنزين عند مستويات عالية. وإن أزمة التصعيد في الشرق الأوسط ستؤدي إلى تفاقم الوضع. ويشكل هذان الرقمان أهمية كبيرة لأن الوظائف والتضخم يشكلان جزءا من التفويض المزدوج لبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى. ونتيجة لذلك، هناك احتمال ألا ينفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أسعار الفائدة التي خطط لها في الاجتماعات الماضية. وتظهر نظرة على بيانات CME أن معظم الاقتصاديين لا يتوقعون حدوث خفض لسعر الفائدة في يونيو كما كانوا يتوقعون.
وبالنظر للمستقبل، سوف يتفاعل سعر زوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD مع العديد من الأرقام الاقتصادية المهمة من بريطانيا هذا الأسبوع. حيث سينشر مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أحدث أرقام الوظائف يوم الثلاثاء. والأهم من ذلك أنه سينشر أرقام تضخم المستهلكين والمنتجين لشهر مارس. ويعتقد الاقتصاديون أن مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي في بريطانيا تراجع من 3.4% إلى 3.1% على أساس سنوي. ومن المتوقع أن ينتقل التضخم الأساسي إلى 4.1%.
وعموما هناك دلائل على أن التضخم في بريطانيا سيستمر في الانخفاض مع انخفاض أسعار الطاقة. وأظهر تقرير نشر الأسبوع الماضي أن أسعار الطاقة ستنخفض أكثر مما كان متوقعا في السابق. وستنخفض أسعار الجملة إلى 82 جنيهًا إسترلينيًا للميجاواط/ساعة هذا العام، أي أقل بنسبة 27% من التوقعات. ولذلك، إذا استمر هذا الاتجاه، فمن المحتمل أن يبدأ بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة في وقت أبكر من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى.
وعموما هذه قصة الدولار الأمريكي إلى حد كبير: نرى سعر الدولار يعزز مكانته بأعتباره العملة الأفضل أداءً في عام 2024، مدعومًا بتلاشي الآمال في رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي وسط ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة وسوق العمل المرن. وتسلط قوة الاقتصاد الأمريكي الضوء على التباين المستمر في الثروات بين منطقة اليورو وبريطانيا، حيث تظل عملية انخفاض التضخم سليمة بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي وتخفيف ظروف سوق العمل. ومن جانبه فقد أشار البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس الماضى إلى أنه بناءً على الاتجاهات الحالية فإنه سيخفض أسعار الفائدة في يونيو، في حين أن بنك إنجلترا قد يخفض أسعار الفائدة في يونيو أو أغسطس. ويعد هذا الاختلاف قوة قوية لديناميكيات العملة ويعني أن سعر الدولار الامريكى يمكن أن يقوى مقابل اليورو والجنيه الإسترليني.
وعموما قد أمتد تقليص التوقعات الخاصة بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية أيضًا إلى أسواق الأسهم، والتي عادت تحت الضغط وعززت الدولار “الملاذ الآمن” بينما تؤثر على الجنيه الاسترليني “المرتفع” عبر قناة المخاطر. وإنه مربح للجانبين بالنسبة للدولار الأمريكي في الوقت الحاضر.
التوقعات الفنية لزوج الاسترلينى دولار اليوم:
شكل سعر زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي GBP/USD نموذج القمة المزدوجة حول مستوى 1.2830 بين يناير ومارس. وقد أنهار الآن تحت خط العنق لهذا النموذج عند 1.2520، وهو أدنى مستوى له في 5 فبراير. وعلاوة على ذلك، تحرك الزوج دون المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا ومؤشر سحابة إيشيموكو. ويقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) من مستوى التشبع في البيع عند 30. وبالتالي، فإن النظرة المستقبلية للزوج هبوطية للغاية، مما قد يشهد تراجعه إلى مستوى الدعم عند 1.2300.
هذا الشارت من منصة tradingview
