TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
من الممكن أن يصل سعر الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته خلال عدة أشهر مقابل الدولار الامريكى هذا الأسبوع، مدعومًا بالتقنيات الإيجابية. ومع ذلك، فإن أي نقص في بيانات الأجور في بريطانيا – أو تجاوز بيانات التضخم الامريكى – قد يؤدي إلى تراجع حاد. وحسب منصات شركات تداول العملات فقد شهد يوم الجمعة الماضي أستمرار سعر صرف الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD في سلسلة من المكاسب لليوم السادس ليصل إلى أعلى مستوى جديد لعام 2024 بالقرب من 1.2895، ليصل إلى أفضل مستوى له منذ يوليو 2023. ويستقر سعر الاسترلينى دولار حول مستوى 1.2810 وقت كتابة التحليل. وبشكل عام تعود المكاسب إلى حد كبير إلى التراجع الأوسع في سعر الدولار الأمريكي والذي أعقب سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الأضعف من المتوقع، والتي بلغت ذروتها بأرقام الأجور الضعيفة يوم الجمعة والتي عززت الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى سيكون في وضع يسمح له بخفض أسعار الفائدة في يونيو المقبل.
وتعليقا على أداء زوج العملات. يقول فؤاد رزاقزادة، المحلل في سيتي إندكس، بإن المكاسب اليومية الكبيرة بنسبة 0.45٪ لزوج الاسترلينى/دولار GBP/USD تؤكد الإعداد الفني الإيجابي بشكل متزايد ومن الواضح أن المسار الاوسع نطاقا هو الاتجاه الصعودي”. واضاف المحلل بالقول”سنبحث عن مشترين عند الانخفاضات للتدخل في أي تراجعات قصيرة المدى إلى مستويات المقاومة السابقة. وتشمل هذه المستويات 1.2828، أعلى مستوى في ديسمبر/كانون الأول، ويليه المقبض الكامل 1.2800 و1.2760، وهو مستوى مقاومة سابق”.
وعلى الجانب الصعودى، يقول محلل City Index بأنه لا توجد نقاط مرجعية فورية حتى أعلى مستوى في يوليو عند 1.3140. وقبل هذا المستوى تقع المقاومة النفسية المهمة لزوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى عند 1.30، وهو هدفي الصعودي الرئيسي”.
وبشكل عام يعد الجنيه البريطاني أفضل عملات مجموعة العشرة أداءً في عام 2024 وسط تحسن المعنويات تجاه الاقتصاد البريطانى، والذي من المتوقع على نطاق واسع أن يكون قد خرج من الركود في النصف الثاني من عام 2023 في ضوء تحسن واسع النطاق في بيانات المسح الاقتصادي في المملكة المتحدة. ومن جانبها تقول كاثلين بروكس، المحللة في شركة XTB: “أجرؤ على قول ذلك، بإن ارتفاع سعر الجنيه الاسترليني هو أيضًا علامة على الثقة في المملكة المتحدة، بعد سنوات قليلة كئيبة إلى حد ما”.
وترى الأسواق أيضًا بأن بنك إنجلترا يحتمل أن يخفض أسعار الفائدة بعد بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى والبنك المركزي الأوروبي، والذي يدعم عائدات السندات البريطانية مقارنة بأماكن أخرى، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الجنيه الإسترليني. ويكمن الخطر في أن هذه الرواية موضع تساؤل من خلال البيانات الواردة والتي تشجع السوق على زيادة الرهانات على خفض أسعار الفائدة في يونيو، مما أدى إلى تراجع الأداء المتفوق الأخير. وحتى الإخفاق الطفيف يمكن أن يوفر استراحة جيدة من المكاسب الأخيرة. ومع أخذ هذا في الاعتبار، ستتجه كل الأنظار إلى بيانات الأجور في بريطانيا اليوم الثلاثاء، حيث قد يؤدي أي نقص في المعدل إلى تراجع ملحوظ محتمل في سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الامريكى وأسعار صرف الجنيه مقابل باقى العملات الرئيسية الأخرى. وحسب بيانات المفكرة الاقتصادية يتوقع السوق زيادة بنسبة 5.7% لشهر يناير (عندما يتم تضمين المكافآت) وزيادة بنسبة 6.2% عندما يتم استبعاد المكافآت. وأيضا ترقبوا صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي الشهري غدا الأربعاء. لشهر يناير، ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى 0.2٪ على أساس شهري. وأي قراءة فوق الإجماع سواء في الناتج المحلي الإجمالي أو أرقام الأجور يمكن أن تساعد سعر الجنيه الاسترليني في رحلته نحو الأعلى.
وحسب محللو بنك كريدي أجريكول “من المرجح أن تحدد جودة البيانات قرار لجنة السياسة النقدية حيث يناقش أعضاؤها مدى ملاءمة موقف السياسة الحالي. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يمكن رؤية أدلة على انتعاش اقتصاد المملكة المتحدة في بداية عام 2024 بينما ظل سوق العمل البريطانى ضيقًا. ويعتبر هذا بمثابة تأخير لأي قرار بخفض أسعار الفائدة من هنا، وبالتالي يمكن أن يساعد في تعزيز جاذبية سعر الجنيه الإسترليني”.
وستكون الأحداث الرئيسية بالنسبة للدولار الامريكى في هذا الأسبوع هي صدور أرقام التضخم الامريكية لشهر فبراير اليوم الثلاثاء ومبيعات التجزئة الامريكية يوم الخميس. وتتوقع الاسواق أن تصل قراءة مؤشر أسعار المستهلكين إلى 0.4% على أساس شهري و3.1% على أساس سنوي. ومن الممكن أن يكون رقم مؤشر أسعار المستهلك الأساسي أكثر أهمية، مع توقع نسبة 0.3% على أساس شهري ونسبة 3.7% على أساس سنوي.
ونظرًا لعمليات البيع القوية التي شهدها الدولار الأمريكي في الأيام الأخيرة، فإن المفاجأة الأكبر ستأتي عند قراءة أعلى من الإجماع، لأن هذا من شأنه أن يفسد السرد القائل بأن جميع العلامات تشير الآن إلى خفض أسعار الفائدة في يونيو. وعلى هذا النحو، نتوقع أن يكون رد الفعل الأكبر للدولار الأمريكي هو الاتجاه الصعودي على أي اتجاه (الجانب الهبوطي للجنيه الاسترليني). وأي انخفاض في القيمة من شأنه أن يسمح بتوسيع الاتجاه الأخير المتمثل في انخفاض قيمة العملة.
هذا الشارت من منصة tradingview
