تحليل استرلينى دولار GBPUSD والتعرض لعمليات بيع من جديد

فى منتصف تداولات هذا الاسبوع أرتفع سعر الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته خلال أسبوع مقابل الدولار الامريكى ويختبر قمة النطاق الرئيسي مقابل اليورو، مدعومًا بالمشاعر الإيجابية للمستثمرين. وكان قد تحرك سعر الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD بالامس لاعلى صوب مستوى المقاومة 1.2747 قبل أن يتعرض لعمليات بيع لجنى الارباح دفعته صوب مستوى الدعم 1.2648 ويستقر حول مستوى 1.2680 وقت كتابة التحليل. وتعتبر معنويات المخاطرة العالمية إيجابية، حيث سجل مؤشر الأسهم الامريكية S&P 500 مستوى قياسيًا جديدًا يوم الاثنين حيث يتطلع المستثمرون إلى العام الذي تبدأ فيه أسعار الفائدة في البنوك المركزية الكبرى في الانخفاض. ويميل سعر الجنيه الاسترليني إلى التقدم مقابل العملات اليورو والدولار في مثل هذه البيئات، مما يسمح له بالتخلص من الضعف الذي أعقب صدور بيانات مبيعات التجزئة البريطانية الضعيفة بشكل مفاجئ يوم الجمعة الماضي وتوسيع نطاق ارتفاعه لعام 2024.

وتعليقا على أداء الجنيه يقول كاماكشيا تريفيدي، الخبير في بنك جولدمان ساكس: “الجنيه الاسترليني عملة فريدة تميل إلى تحقيق أداء جيد بشكل خاص في بيئة تتسم بتقلب أسعار الفائدة المعتدلة وأسعار الأسهم المزدهرة”.

وكان قد وصل مؤشر S&P 500 إلى أعلى مستوى جديد له على الإطلاق عند 4868 يوم الاثنين، في حين واصل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ارتفاعه ومن جانبه يقول ماجنوس بولسن، المحلل في بنك دانسكي: “بدا الأمر كما لو أن المستثمرين كانوا يشترون هذا الارتفاع لأنهم أدركوا أنهم قد فوتوا فرصة الارتفاع القوي في الآونة الأخيرة مع تحسن توقعات النمو والتضخم أكثر من المتوقع”.

وتعني المكاسب الأخيرة أن الجنيه الاسترليني قد استعاد لقب أفضل عملات مجموعة العشرة أداءً لعام 2024 وسط أسواق الأسهم العالمية الداعمة وإعادة معايرة توقعات السوق لمقدار التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من بنك إنجلترا في عام 2024. ومع اقتراب العام الجديد، توقعت الأسواق خفضًا في وقت مبكر من شهر مارس، ولكن التراجع في توقعات سعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبيانات القوية في المملكة المتحدة يعني أن الأسواق الآن مسعرة بالكامل لرفع سعر الفائدة في شهر يونيو.

وتعزز هذا من خلال قراءة التضخم والتي تجاوزت الإجماع الأسبوع الماضي والتي كشفت أن التضخم في مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي قد عاد إلى 4.0%. وعليه يقول كريستوفر وونغ، المحلل في بنك OCBC، بإنه يرى مجالًا للجنيه الاسترليني للتعافي على مجموعة من الإيجابيات المعتدلة: حيث أثبت نمو الطلب في المملكة المتحدة مرونته (بسبب سوق العمل القوي، وانخفاض أسعار الطاقة). الى جانب أنتعاش ثقة المستهلك. ويظل سوق العمل متشددا إلى جانب ارتفاع الأجور الحقيقية. وفى نفس الوقت فمن المحتمل أن يحافظ بنك إنجلترا على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول (جاذبية العائد). و في حين يسمح الوضع المالي الأفضل بدرجة معينة من التحفيز قبل الانتخابات.

ومن جانبه يقول وونغ بإن بنك إنجلترا قد يكون لديه مجال لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول قليلاً من بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى والبنك المركزي الأوروبي.

ولكن الخطر الذي يهدد التوقعات هو “محور” بنك إنجلترا في وقت أبكر من المتوقع حيث يشير البنك إلى أنه سيخفض أسعار الفائدة قريبًا. وهناك خطر آخر يتمثل في تدهور خلفية سوق الأسهم العالمية، الأمر الذي قد يؤدي إلى انعكاس بعض مكاسب الجنيه الاسترليني الأخيرة في حالة “الإقبال على المخاطرة”. ومع وصول مؤشر S&P 500 في وول ستريت إلى أول إغلاق قياسي له منذ أكثر من عامين يوم الجمعة، أصدر الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر المؤسسات الاستشارية المالية وإدارة الأصول المستقلة في العالم تحذيرات جديدة للمستثمرين. حيث يقول نايجل جرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة deVere Group: “مع وصول مؤشر S&P 500 إلى مستوى 4800 نقطة لأول مرة في تاريخه الممتد 66 عامًا، فمن السهل جدًا على المستثمرين أن يصبحوا واثقين بشكل مفرط وراضين عن أنفسهم”. ويضيف بالقول: “الأسواق تتقدم على نفسها. ومعظم هذا الجنون مدفوع بالضجيج القائل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى على وشك البدء في خفض أسعار الفائدة بعد أجندة التشديد الأكثر عدوانية منذ أجيال”.

ويحذر المحلل من أنه على الرغم من أن التضخم انخفض بالتأكيد عن أعلى مستوياته منذ عدة عقود، إلا أنه لا يزال ثابتًا.

توقعات الاسترلينى دولار اليوم:

حتى الان لم يتم كسر الاتجاه العام الصعودى لزوج العملات الاسترلينى دولار GBP/USD وقد يحدث ذلك فى حال تحرك زوج العملات صوب مستويات الدعم 1.2620 و 1.2510 و 1.2440 على التوالى. وفى المقابل وعلى نفس الاداء على شارت اليومى أدناه قد تظل مستوى المقاومة 1.2775 الاهم لاستمرار نظرة الصعود. سيتأثر زوج الاسترلينى دولار اليوم برد الفعل على الاعلان عن قراءات مؤشر مديرى المشتريات لقطاعى التصنيع والخدمات من بريطانيا والولايات المتحدة الى جانب معنويات المستثمرين وأداء الاسواق المالية العالمية.

هذا الشارت من منصة tradingview