بعد أربع جلسات تداول على التوالى شهد فيها سعر زوج الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD تصحيحا لاعلى توج بالتحرك صوب مستوى المقاومة 1.3051 الاعلى له منذ ثلاثة أسابيع فى ظل توجه عام للدولار الامريكى نحو الانخفاض بقوة بسبب بدء تفشى وباء كورونا القاتل كوفيد 19 فى الولايات المتحدة الامريكية بصورة تبعث على القلق من أن يتعرض أكبر أقتصاد فى العالم لما حدث فى الصين مصدر الوباء وأن حدث سيدعم الركود الاقتصادى العالمى لا محالة. وفى بداية تعاملات هذا الاسبوع تحرك الزوج لاعلى وصولا الى مستوى المقاومة 1.3124 قبل أن يستقر حول مستوى 1.3070 وقت كتابة التحليل. ولكن لابد فى الاخذ بالاعتبار بأن مكاسب الاسترلينى مؤقتا مهما وصلت حيث لم تخرج الجولة الاولى من المفاوضات ما بين الاتحاد الاوروبى وبريطانيا بما يبعث على التفاؤل من مسار هادىء بينهما فى الاتفاق على الخطوط العريضة للعلاقات التجارية بينهما فى مرحلة ما بعد البريكسيت والذى تم رسميا فى 31 يناير 2020 .
وقد حصل الاسترلينى على دعم من الاشارات الاخيرة بأن بنك إنجلترا لن يندفع نحو خفض سعر الفائدة الى جانب صدور تعليقات بناءة من الاتحاد الأوروبي في أعقاب الجولة الأولى من المفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. حيث أكد كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه ، فى مؤتمرا صحفيا بأن المحادثات بدأت بطريقة “بناءة للغاية”. وأضاف بارنييه: “كانت هذه الجولة الأولى فرصة لتبادل مواقفنا ومقارنتها وتوضيحها. وهناك نقاط التقارب والتباعد ، وهذا أمر طبيعي تمامًا بالنسبة للجولة الأولى من المفاوضات”.
ولم يكن هناك أي كسر مفاجئ مبكر بين الجانبين يبشر بالخير بالنسبة للمجموعة الفورية من المفاوضات ، وقال بارنييه: “هذا التفاوض يدور حول بناء أو إعادة بناء شراكة طموحة مع هذا البلد العظيم الذي سيظل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جارًا وصديقًا وحليفًا ، لكن يتعين علينا بناء كل شيء على أساس قانوني مختلف بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
وقال بارنييه بإن المملكة المتحدة “أكدت” أنها لن تتراجع عن بروتوكول أيرلندا الشمالية. ومن جانبه قال كبير المفاوضين في المملكة المتحدة ديفيد فروست ” أن المملكة المتحدة ستحترم جميع تعهداتها القانونية. وهذا شرط للثقة التي نحتاجها الآن لبناء شراكتنا المستقبلية على أساس جيد”.
ولاحظ بارنييه في خطابه للصحافة بأن “العديد من الاختلافات الخطيرة” قد خرجت. حيث بقيت بعض النقاط المثيرة للجدل كما هي ، وهو عدم استعداد المملكة المتحدة لاتباع قواعد الاتحاد الأوروبي من أجل الحفاظ على نظام متكافئ. وعلاوة على ذلك ، “أوضحت المملكة المتحدة أنها لا ترغب في الالتزام رسمياً بمواصلة تطبيق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان”.
تجاهل زوج الاسترلينى دولار كثيرا الاعلان عن أرقام أفضل من المتوقع للوظائف الامريكية فى شهر فبراير 2020 على كس محتويات التقرير من أضافة وظائف جديدة ومتوسط الاجر بالساعة ومعدل البطالة الامريكية التى تراجعت الى الادنى لها منذ 50 عاما.