هل فقد الدولار الامريكى سيطرته على العالم؟

اتخذت السلطات الأمريكية خطوة هامة تتمثل في مصادرة الأصول الروسية التي تعزز من الجهود الهادفة لتنويع مصادر الاحتياطات بعيدًا على الدولار الامريكى ، ولكن من المتوقع أن يبقى الدولار عملة احتياطية عالمية في المستقبل، وذلك بحسب ما صرح به لويلز فارجو. وقد عملت الولايات المتحدة على حظر نحو نحو 300 مليار دولار، كذلك سار حلفاؤها على النهج مع البنك المركزي لحظر الأصول الروسية في ظل الغزو الروسي الأوكراني، وتصعيدًا للعقوبة، قال مجلس النواب بأنه أقر مشروعًا في نهاية الشهر الماضي يتيح لإدارة البيت الأبيض مصادرة الأصول الروسية التي يتم إيداعها في البنك وتحويله لأوكرانيا، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى اجراء انتقامي روسي، ففي السياق، قال ديمتري ميدفيديف، حليف فلاديمير بوتين ونائب مجلس الأمن الروسي بأن روسيا ستعمل على مصادر العملة الأمريكية من خلال الاستيلاء على الأصول، منها: الممتلكات والأموال النقدية الأمريكية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن مثل هذا الإجراء قد يكون له تأثير محدود بشكل كبير على الدولار في دوره باعتباره عملة احتياطية، ولكن من المتوقع أن يجذب ذلك انظار الصين لانكشاف العملاق الآسيوي مقابل الدولار الأمريكي، حيث أدت المخاوف فيما يتعلق بالتوقعات الأمريكية المالية واستمرار واشنطن في تعزيز العقوبات الاقتصادي إلى التشكيك في دور الدولار باعتباره عملة احتياطية عالمية في بعض عواصم العالم، إضافة إلى الخطر المحدث في مصادرة الأصول التي من المرجح أن تعزيز هذه الفكرة.

وقال المحللون في ويلز فارجو، إن حالة النزاع والتوتر الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة ستدفع الصين إلى بذلك كل طاقاتها من أجل توظيف جهودها للابتعاد عن الأصول والدولار في البلدان الاقتصادية المتقدمة.

ومما لا شك فيه، كان هناك تحركات تهدف في الماضي لتقليل سيطرة الدولار العالمية، منها: إعلان الصين والبرازيل عن ترتيبات مقاصة بعملات بعضها البعض، ناهيك عن استعداد دول الشرق الأوسط التي تصدر الطاقة إلى قبول اليوان كوسيلة دفع، إضافة إلى إنشاء عملة متعارف عليها في دول البريكس، ورغم ذلك تم تقليل هذه التحركات، علمًا بأن العلاقة التجارية بين البرازيل والصين لا تمثل أكثر من 40% في التجارة العالمية، وقد لا تؤدي في النهاية إلى تقليل هيمنة الدولار على العالم.

تعرف على أفضل شركات التداول فى أمريكا عبر موقعنا….