TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
من المتوقع أن يتلاشى التضخم في الولايات المتحدة في عام 2024 مع استمرار انخفاض أسعار السلع. وقبيل الاعلان الرسمى عن أرقام التضخم يستقر سعر مؤشر الدولار الامريكى DXY والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى صعوديا ما بين مستوى 102.35 ومستوى المقاومة 102.65 وفى بداية تداولات هذا العام ارتفع مؤشر الدولار الى مستوى المقاومة 103.10 محاولات الارتداد لاعلى للمؤشر ستتوقف على تحسن المعنويات بعد الاعلان عن أرقام أقوى من التوقعات للتضخم الامريكى اليوم والتى قد تدعم مزيد من تشديد سياسة البنك المركزى الامريكى. والتحرك لمؤشر الدولار الامريكى DXY صوب مستوى المقاومة 104.22 لتحول الاتجاه العام للمؤشر الى صعودى.
ومن المتوقع أن يتراجع التضخم في الولايات المتحدة الامريكية بشكل أكبر في عام 2024، لينهي العام بالقرب من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي والبالغ 2٪ مع تلاشي الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الوباء بشكل أكبر وحتى انخفاض أسعار بعض السلع. ومن شأن هذا السحب أن يبقي البنك المركزي الأمريكي على المسار الصحيح نحو خفض أسعار الفائدة، مع توقع حدوث تخفيضات في مارس/آذار. ومن جانبه، قد يواجه الرئيس الامريكى جو بايدن صعوبة أكبر في الاستفادة سياسيا من مسار الحملة الانتخابية، خاصة إذا جاء انخفاض التضخم جنبا إلى جنب مع تباطؤ أوسع في الاقتصاد.
ومن المحتمل أن يعطي تقرير أسعار المستهلك الامريكى لشهر ديسمبر/كانون الأول، والذي سيصدره مكتب إحصاءات العمل الأمريكي اليوم الخميس، لمحة عن تراجع التضخم في الأشهر المقبلة. وتوقفت أسعار السلع بشكل عام عن الارتفاع، في حين بدأ بعضها في الانخفاض، مثل أسعار السيارات.
ومن المحتمل أن يُظهر تقرير اليوم أيضا أن التضخم الأساسي باستثناء الغذاء والطاقة قد انخفض إلى 3.8٪ خلال الـ 12 شهرًا حتى ديسمبر، وفقًا لمسح أجرته بلومبرج. وسيكون ذلك بمثابة أبطأ وتيرة زيادة منذ مايو 2021. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أنخفض التضخم بشكل أسرع مما توقعه الاقتصاديون في اسواق وول ستريت وفي بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى بناء توقعات بتخفيضات كبيرة في سعر الفائدة القياسي للبنك المركزي هذا العام. ويعود الفضل في هذا التطور المفاجئ إلى حد كبير إلى انخفاض أسعار السلع الأساسية، والتي انخفضت لمدة ستة أشهر متتالية حتى نوفمبر. وجاء ذلك بعد قفزة بنحو 16% في الفترة من فبراير 2020 إلى مايو 2023، عندما أدى ارتفاع الطلب الاستهلاكي واضطراب سلسلة التوريد إلى ارتفاع أسعار سلع مثل السيارات والملابس.
وكان قد ناقش مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى في اجتماعهم السياسي الشهر الماضي ما إذا كانت تحسينات سلسلة التوريد يمكن أن تستمر في تخفيف الأسعار، وذلك وفقًا لمحضر الاجتماع المنشور في 3 يناير. ويتساءل الاقتصاديون أيضًا عما إذا كان لا يزال هناك مجال أكبر للتحسين في جانب العرض.
ولكن المكونات الأخرى لمؤشر أسعار المستهلك الامريكى، وخاصة في الخدمات، لا تزال في ارتفاع. وسوف يراقب المحللون ما سيحدث مع تضخم المساكن، وهو أكبر مكون في المؤشر، وهو ما يمثل ما يقرب من ثلث الإجمالي. وبلغ معدل المأوى ذروته عند 8.2% في الأشهر الـ 12 حتى مارس 2023، وهو أعلى بكثير من النطاق النموذجي الذي يتراوح بين 3% إلى 3.5% في السنوات التي سبقت الوباء. وقد انخفض منذ ذلك الحين إلى حوالي 6.5% اعتبارًا من نوفمبر – ومن المتوقع على نطاق واسع أن يستمر في التباطؤ. ولكن التقدم كان بطيئًا نسبيًا، لأن مكون المأوى يعد مؤشرًا متخلفًا لم يدمج بشكل كامل التباطؤ في نمو الإيجارات خلال عام 2023. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الناس لا يرون تغييرًا في إيجاراتهم إلا عند تجديد عقد إيجارهم أو عندما ينتقلون. إلى مكان جديد.
ويتوقع الاقتصاديون أن ينخفض مقياس التضخم الامريكى المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى 2.2% بحلول نهاية العام، وفقًا لمسح أجرته بلومبرج في منتصف ديسمبر. وهذا يقترب من معايير ما قبل الوباء. وأظهرت الدراسات الاستقصائية للمستهلكين تحسنا في المشاعر بشأن توقعات التضخم – على الرغم من أن جزءا منها قد يكون له علاقة بأنخفاض أسعار الغاز في الربع الأخير من العام. ولا تزال أسعار البقالة مرتفعة عما كانت عليه قبل عام، لكنها لا ترتفع بالسرعة التي كانت عليها من قبل. ومن المفترض أن يساعد انخفاض التضخم في حد ذاته الرئيس الامريكى بايدن في حملته الانتخابية لولاية أخرى قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يشير الناخبون بأستمرار إلى الأسعار والاقتصاد في استطلاعات الرأي كأعتبارات رئيسية. ولكن سوق العمل الأضعف، وهو الأمر الذي يتوقعه العديد من المتنبئين، بما في ذلك أولئك في بنك UBS وويلز فارجو هذا العام، حيث تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على النمو والتوظيف، يمكن أن يقوض الفوائد السياسية لشاغل التضخم الأبطأ.
هذا الشارت من منصة tradingview
