الثلاثاء , مايو 14 2024
إبدأ التداول الآن !

هل سيعود سعر اليورو مقابل الدولار EUR/USD الى سعر التعادل من جديد ؟

لقد مر أقل من عام منذ أن كان سعر اليورو الواحد يساوي دولاراً واحداً، والآن بدأ الحديث عن تراجع العملة الاوروبية الموحدة إلى هذا المستوى يتسلل مرة أخرى إلى أذهان الاسواق والمستثمرين. خلال تداولات الاسبوع الماضى تهاوى سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD الى مستوى الدعم 1.0448 الادنى له خلال العام 2023 ويستقر حول مستوى 1.0585 وقت كتابة التحليل. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين فقط، خفض المحللون في الشركات بما في ذلك Nomura International Plc وRabobank وING Groep NV توقعاتهم إلى ما يقل قليلاً عن دولار واحد. وقد أرتفعت الإشارات إلى كلمة سعر “التكافؤ” في عمليات بحث جوجل، وتضاعفت أحتمالات وصول سعر اليورو إلى هذا المستوى بحلول أوائل العام المقبل، وفقا لنموذج خيارات بلومبرج.

ويتعلق جزء كبير من الكآبة بعائدات السندات الأمريكية، التي ترتفع بسرعة وتعزز الدولار. ولكن هناك عوامل محلية مهمة تلعب دورها أيضاً. ولا يزال النمو في أكبر الاقتصادات في منطقة اليورو بطيئا، وتتصاعد المخاوف بشأن أعباء الديون الحكومية المتضخمة في إيطاليا من جديد، ويعمل ارتفاع أسعار الطاقة على إحياء المخاوف بشأن التضخم.

وفى هذا الصدد قال جوردان روتشستر، خبير في سوق الصرف الأجنبي الفوركس لدى بنك نومورا، بإنه إذا ارتفعت أسعار النفط إلى ما يزيد عن 110 دولار للبرميل، “سيكون من الصعب على اليورو تجنب التكافؤ”. وتشير مستويات “أسعار الفائدة الأمريكية إلى أن اليورو يجب أن يكون عند 1.01 دولار إلى 1.03 دولار بالفعل”.

وتم تداول اليورو حول 1.06 دولار يوم الجمعة. وكان قد قام المحلل مؤخراً بتعديل توقعاته لليورو إلى 1.02 دولار بحلول نهاية العام من 1.06 دولار. وعندما انخفض اليورو إلى دولار واحد في العام الماضي ــ للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمن ــ كانت أوروبا تترنح. وكانت الحرب في أوكرانيا قد بدأت للتو، مما أدى إلى قطع إمدادات الغاز عن المنطقة. وكان البنك المركزي الأوروبي قد بدأ حملته التشديدية وكان المستثمرون يشعرون بالقلق من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يدفع الحكومة الإيطالية المثقلة بالديون إلى حافة الهاوية.

ورغم أن الكثير قد تغير منذ ذلك الحين، فإن تراجع سعر اليورو يظهر مدى كآبة الصورة، وخاصة الآن بعد أن تسربت تكاليف الاقتراض الأكثر حدة إلى الاقتصاد. وكانت قد تراجعت العملة الاوروبية الموحدة نحو 6% من ذروة بلغت 1.13 دولار في يوليو/تموز.

وبالنسبة للبعض، هذا يعني أن الرهان على الانزلاق إلى سعر التكافؤ قد يكون بمثابة تجارة مؤلمة. بإن الكثير من التشاؤم متعلق بالفعل بسعر اليورو، وفقًا لأندرياس كونيج، محلل الفوركس في أموندي. وقال كونيج، والذي يتوقع تعافي اليورو إلى 1.07 دولار بحلول نهاية العام: “بالطبع هذا أحتمال، لكنني لا أعتقد أننا سنرى التكافؤ هذه المرة”. و”أعتقد أننا قمنا الآن بتسعير كل شيء بشكل إيجابي بالنسبة للدولار.”

وبشكل عام يبدو أن المحللين متشككون أيضًا في الوقت الحالي. ويرى متوسط التوقعات في استطلاع بلومبرج أن سعر اليورو يرتد إلى 1.08 دولار بحلول نهاية العام. ومع ذلك، كلما طال أمد بقاء اليورو ضعيفاً كلما زاد خطر تغذية التضخم. وفي حين أن البنك المركزي الأوروبي ليس لديه هدف للعملة، فإنه عادة ما يراقب سوق الصرف الأجنبي الفوركس، مع إدراكه للتأثير الذي قد يحدثه على أسعار المستهلكين. وحتى لو لم يتم الوصول إلى سعر التكافؤ، فإن المخاطر المتزايدة لمثل هذا الحدث تظهر أن الاحتمالات ليست في صالح اليورو. ومن جانبه قال ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة Eurizon SLJ Capital، بإن الضعف الحالي في الاقتصادين الأوروبي والصيني، إلى جانب النشاط القوي في الولايات المتحدة، يعد بمثابة وصفة لاستمرار قوة الدولار وضعف اليورو.

ومن جانبه قال مايكل ميتكالف، المحلل في ستيت ستريت جلوبال ماركتس: “لا يزال المستثمرون سعداء للغاية بإضافة المزيد إلى مراكزهم ذات الوزن المنخفض باليورو”.

بنك ING : زوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD الآن مقوم بأقل من قيمته

ويرى فريق التحليل الفنى لدى ING Bank بإن اليورو الآن مقوم بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 1.0% مقارنة بالدولار الامريكى، لكن فى نفس الوقت التعافي ليس بالضرورة في متناول اليد. وفى هذا الصدد يقول فرانشيسكو بيسول، خبير العملات الأجنبية الفوركس لدى ING: “نحن نقدر حاليًا القيمة العادلة لزوج يورو/دولار EUR/USD عند 1.0650، مما يعني أن الزوج مقيم بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 1٪ تقريبًا بالنسبة لمحركات السوق، أي أقل من انحرافه المعياري البالغ 1.5 ولا يشير إلى تصحيح صعودي وشيك”.

وكان قد أنخفض سعر صرف اليورو إلى الدولار بنسبة 6.5% ليصل إلى 1.0550 بعد أن شهد أعلى مستوى له في عام 2023 عند 1.1275، والذي تم الوصول إليه في يوليو. وأضاف المحلل بالقول: “يمكن لزوج يورو/دولار EUR/USD أن ينزلق مرة أخرى إلى ما دون مستوى 1.0500 حتى في حالة التوصل إلى قراءة متفق عليها في جداول الوظائف الأمريكية “.

وفى الاسبوع الماضى فقد توقف ارتفاع الدولار الامريكى وذلك مع تراجع عوائد السندات طويلة الأجل من أعلى مستوياتها الأخيرة وانخفاض أسعار النفط الخام بشكل حاد مما خفف المخاوف من دافع تضخمي آخر تقوده السلع الأساسية. ومن جانبه يقول ريس هربرت، الخبير الاقتصادي في بنك لويدز: “مع ذلك، مع أستمرار عدم اليقين بشأن توقعات أسعار الفائدة، فإن بيانات سوق العمل الأمريكية المهمة اليوم يمكن أن يكون لها تأثير كبير إذا حادت بشكل كبير عن التوقعات”.

وقبل الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية الجمعة الماضية فأن بنك ING كان يبحث عن قراءة توافقية لتعزيز توقعات “الارتفاع لفترة أطول” لأسعار الفائدة الأمريكية، وهو المحرك الرئيسي لارتفاع الدولار الأخير. وفي الوقت نفسه، فإن التقويم الاقتصادي لمنطقة اليورو هادئ ويفشل المتحدثون في البنك المركزي الأوروبي في التأثير على الأسواق.

شارت زوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD

هذا الشارت من منصة tradingview

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.