TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
لليوم الثانى على التوالى يتعرض سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الاسترالى GBP/AUD لعمليات بيع لجنى الارباح بعدما أختبر مستوى المقاومة 1.9417 الاعلى له منذ 4 أشهر ويستقر حول مستوى 1.9210 وقت كتابة التحليل وزادت عمليات بيع الجنيه الاسترلينى مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى بعد الاعلان عن تراجع أقوى من التوقعات لمبيعات التجزئة البريطانية صباح اليوم الجمعة.
وكانت قد تراجعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة في ديسمبر مع استمرار موسم العطلات وبقاء التضخم مرتفعا بشكل عنيد. ووفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، انخفضت مبيعات التجزئة البريطانية بنسبة – 3.2٪ في ديسمبر بعد ارتفاعها بنسبة 1.3٪ في الشهر السابق. وكان الاقتصاديون يتوقعون أن تأتي الأرقام عند -0.5%، وقد ترجم هذا الأداء إلى زيادة على أساس سنوي بانخفاض قدره 1.2%. وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني منتجات الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 3.3%، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 2.1% على أساس سنوي. وهذه الأرقام مهمة لأن الإنفاق الاستهلاكي جزء مهم من الاقتصاد البريطاني. وأظهرت أن المبيعات تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2022.
وجاءت هذه البيانات بعد يومين من إصدار مكتب الإحصاءات الوطنية لأرقام التضخم القوية. وأفاد التقرير بأن مؤشر أسعار المستهلك البريطانى الرئيسي ارتفع من 3.9% في نوفمبر إلى 4.0% في ديسمبر. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 5.1%، منهيًا الاتجاه الهبوطي الذي كان يحدث.
وكانت قد نشرت بريطانيا أيضًا أرقامًا قوية إضافية. وفي يوم الاثنين، قالت Rightmove بأن الأسعار المطلوبة للمنازل في المملكة المتحدة استمرت في الارتفاع. وأظهرت تقارير منفصلة صادرة عن هاليفاكس ونيشن وايد أن مؤشر أسعار المنازل (HPI) قفز في ديسمبر. وارتفع المؤشر خلال الأشهر الثلاثة الماضية على التوالي. وكان أداء تجار التجزئة البريطانيين جيدًا أيضًا حيث تفوقوا على نظرائهم الأمريكيين مثل Walmart وTarget. وتحوم تيسكو، أكبر متاجر التجزئة البريطانية، بالقرب من أعلى مستوى لها على الإطلاق وهو 303.6 بنس. وبالمثل، سجلت متاجر سينسبري وماركس وسبنسر أعلى مستوياتهما القياسية عند 311 بنسًا و295 بنسًا على التوالي. وفي تحديث عيد الميلاد هذا الشهر، قالت جميع هذه الشركات بإن أعمالها ازدهرت خلال الموسم.
وبالتالي فإن هذه الأرقام ستضع المزيد من الضغوط على بنك إنجلترا. فمثل البنوك المركزية العالمية الأخرى، حافظ بنك إنجلترا على لهجة متشددة، مما دفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ عدة عقود. وعلى هذا النحو، أتوقع أن يكون البنك أكثر قوة هذا العام عند اتخاذ قراراته المتعلقة بأسعار الفائدة. وهذا يعني أنه سيبقي أسعار الفائدة ثابتة في النصف الأول من العام ثم يبدأ في خفضها في النصف الثاني.
وتفسر توقعات بنك إنجلترا المتشدد سبب ارتداد زوج استرليني/دولار GBP/USD في الأشهر الثلاثة الماضية. وقد قفز بأكثر من 5.45% من أدنى نقطة له في نوفمبر. ومن ناحية أخرى، تعرضت الأسهم البريطانية لضغوط، حيث محا مؤشرا FTSE 100 و FTSE 250 مكاسبهما منذ بداية العام. وبقي زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي واليورو/الجنيه الاسترليني ثابتين بعد التقرير.
وعلى صعيد أخر فقد تم تعزيز مكانة الدولار الأسترالي بأعتباره العملة الرئيسية الأسوأ أداءً في ساحة مجموعة العشرة يوم الخميس بعد صدور بيانات سوق العمل دون الإجماع. وعليه فقد ضعف الدولار الأسترالي بعد أن قال ABS أن أستراليا خسرت -65.1 ألف وظيفة في ديسمبر، مما خيب آمال السوق التي كانت تتوقع خلق 17.6 ألف وظيفة. وحسب تداولات الفوركس أمتدت مكاسب سعر صرف الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأسترالي GBP/AUD إلى أعلى مستوى جديد منذ عدة أشهر عند 1.94 في أعقاب بيانات سوق العمل. وكان قد بلغ أعلى سعر عند 1.9417، وهو المستوى الذي شوهد آخر مرة في 14 سبتمبر.
وكان قد أفاد مكتب الإحصاءات الأسترالي أن عدد الأشخاص العاملين بدوام كامل انخفض بمقدار -106.6 ألفًا؛ ويشير الاقتصاديون في وستباك إلى أن هذا هو أكبر انخفاض شهري على الإطلاق خارج فترة كوفيد-19. وانخفض معدل المشاركة بشكل غير متوقع إلى 66.8% في ديسمبر، وهو أقل من 67.1% التي كانت السوق تتطلع إليها. وظل معدل البطالة ثابتا عند 3.9%.
ويشير مكتب الاحصااءات ABS إلى التحولات في الأنماط الموسمية كمحرك مهم للنتائج الأخيرة للتوظيف، والتي من شأنها أن تحد من أي مخاطر هبوطية كبيرة على الدولار الأسترالي.
وبشكل عام. كان الدولار الأسترالي أحد العملات الرئيسية الأفضل أداءً في المراحل الأخيرة من عام 2023 حيث رأى المستثمرون أن بنك الاحتياطي الأسترالي هو آخر العملات التي رفعت أسعار الفائدة. ومع ذلك، فإن إحصاءات العمل هذه تلقي بظلال من الشك على هذا الافتراض. وعلى نطاق أوسع، تعرض الدولار الأسترالي لضغوط في عام 2024 حيث يرى المستثمرون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى سيخفض أسعار الفائدة لاحقًا وبأقل مما كان متوقعًا في السابق.
وقد أثر هذا على أسواق الأسهم والسلع العالمية، وهو أمر له أهمية خاصة على “عملات السلع” مثل الدولار الأسترالي.
ولكن مجمع السلع الأساسية يتعرض أيضاً لضغوط بسبب النمو الباهت في الصين: فقد واجه خام الحديد ــ الصادرات الرئيسية لأستراليا ــ صعوبات منذ بداية العام بعد أن جاء إنتاج الصلب الصيني مخيباً للآمال.
ما المتوقع للدولار الاسترالى فى الايام المقبلة ؟
وفقًا لبنك أوف أمريكا، تشمل العوامل التي تتوقع تفوق أداء الدولار الأسترالي هذا العام ما يلي:
من المقرر أن يكون بنك الاحتياطي الأسترالي من بين البنوك المركزية القليلة التي لن تخفض أسعار الفائدة في عام 2024، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن سعر الفائدة أقل تقييداً من أي مكان آخر. ولا تزال المعنويات الصينية عند أقصى الحدود الهبوطية. وقد أنتعشت صادرات قطاع الخدمات بشكل حاد ولكنها لم تعد بعد إلى مستويات الاتجاه ولا حصة الصادرات التي تمت ملاحظتها قبل الوباء – يمكن أن يدعم الانتعاش الدولار الأسترالي بشكل أكبر. وفى نفس الوقت لا تزال أستراليا في وضع مالي قوي مقارنة بنظرائها في مجموعة العشرة، سواء من حيث مستويات العجز أو الديون. ويتيح هذا بعض المجال للدعم المالي في حالة تراجع النمو، مما يقلل العبء على التيسير النقدي.
