TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
وصل سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأسترالي GBP/AUD إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات في وقت سابق من تداولات شهر أغسطس بمكاسب صوب مستوى المقاومة 1.9972 وحينها اوصيت كثيرا ببيع زوج العملات لان المؤشرات الفنية تحركت على أثر ذلك الى مستويات تشبع قوية بالشراء، لكن ارتفاع المضاربة المتزايد تعثر في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث إن الرهان على المزيد من تفكك الاتجاه الصعودي يجب أن يؤتي ثماره بشكل كبير عاجلاً أم آجلاً.
وبعد ذلك تكبد الجنيه الاسترليني بعضًا من أكبر خسائره خلال اليوم منذ افتتاح يوليو من هذا الأسبوع بعد أن سكبت مسوحات الأعمال الماء البارد على التوقعات الاقتصادية في المملكة المتحدة وأوقفت الارتفاع الحاد لعام 2023 في زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأسترالي والذي صاحبه مؤخرًا تراكم كبير للمضاربة و الرهانات على سعر الصرف تهاوى زوج الاسترلينى مقابل الدولار الاسترالى GBP/AUD الى مستوى الدعم 1.9577 قبل أن يستقر حول مستوى 1.9626 وقت كتابة التحليل.
وتعليقا على أداء زوج العملات يقول برنت دونيلي، الرئيس التنفيذي في شركة Spectra Markets ومتداول العملات المخضرم الذي قضى حياته المهنية بين صناديق التحوط والبنوك العالمية مثل HSBC ونومورا.”قد ترغب في بيع الاسترلينى/دولار استرالى GBPAUD لأن التطرف في تحديد المواقع تزامن بشكل جيد إلى حد ما مع التطرف في سعر زوج العملات”. وأضاف “لكن التأخر كان طويلاً لدرجة أنه لا يوجد الكثير من الإشارة إلا إذا نظرت إلى ما يقرب من عام واحد، أصبح الأمر هبوطيًا للغاية.
وبشكل عام لا يزال زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأسترالي GBP/AUD مرتفعًا بأكثر من 15% لهذا العام يوم الخميس بعد الارتفاع القوي للجنيه الاسترليني وشيء قريب من الأداء الضعيف نسبيًا من الدولار الأسترالي، والذي تعثر بسبب العديد من الرياح المعاكسة بما في ذلك أسعار السلع الأساسية والرنمينبي و موقف السياسة النقدية للبنك المركزى الاسترالى (RBA) . ومن جانبه يقول جوزيف كابورسو، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي “لقد أثرت أسعار السلع الأساسية على الاسترالى /دولار امريكى AUD/USD والنيوزلندى/ دولار امريكى NZD/USD مؤخرًا. وتعد الصين أكبر سوق لصادرات السلع (والخدمات) الأسترالية والنيوزيلندية.: و”أسعار السلع الأساسية تنخفض إلى حد كبير بسبب تعثر الاقتصاد الصيني”.
وإن التعافي الاقتصادي في الصين من قيود “فيروس كورونا” التي تم رفعها تدريجياً في أواخر العام الماضي قد خيب حتى الآن توقعات الأسواق المالية النبيلة وضعف الطلب على السلع الأساسية في جميع أنحاء العالم، تماماً كما أفسدت السياسات النقدية للبنوك المركزية بشكل متزايد التوقعات بالنسبة لأجزاء أخرى من الاقتصاد العالمي.
ولقد تضافرت العلاقة التجارية الدولية بين أستراليا والصين مع الفجوة الناشئة بين أسعار الفائدة المنخفضة وفي أماكن أخرى بين الاقتصادات المتقدمة لإضرار الدولار المضاد مقارنة بالعملات الأخرى بعد أن أشار بنك الاحتياطي الأسترالي مرارًا وتكرارًا إلى أن دورة أسعار الفائدة على وشك الانتهاء. ومن جانبه فقد أعطى بنك الاحتياطي الأسترالي أولوية عالية للحفاظ على نمو التوظيف الناتج في أعقاب الوباء والحفاظ على الاقتصاد المحلي في حالة توازن حيث يسعى لتوجيه التضخم إلى هدف 2.5٪ بينما وصلت أسعار الفائدة للجنيه الإسترليني وبعض العملات الأخرى إلى مستوياتها القصوى وصولا الى أعلى مستوى منذ ما قبل الأزمة المالية عام 2008. ويعد تراجع التضخم البريطانى ونمو الأجور الضعيف حتى الآن في سوق العمل من بين العوامل التي تساعد على إبقاء سعر الفائدة منخفضًا عند 4.1٪، لكن تسويات الأجور آخذة في الارتفاع ومن المرجح أن تتحسن توقعات أسعار السلع الأساسية أيضًا مع أي انتعاش نهائي للنمو الاقتصادي الصيني.
وهذه أمثلة على أنواع الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى انتعاش أسعار الدولار الأسترالي بشكل عام مع آثار سلبية على الجنيه الاسترليني/الدولار الأسترالي GBP/AUD على الرغم من أن الأخير يواجه أيضًا مخاطر من جانب الجنيه الاسترليني في المعادلة بما في ذلك التوقعات الاقتصادية المعتمة في المملكة المتحدة ودورة أسعار الفائدة لبنك إنجلترا.
ويتمتع بنك إنجلترا الآن بثالث أعلى سعر فائدة وما كان منذ فترة طويلة أحد أبطأ الاقتصادات نمواً ضمن مجموعة اقتصادات مجموعة العشرة. وظل النمو في بريطانيا إيجابيا في النصف الأول من عام 2023 لكنه كان قريبا من الصفر في حين يشير حجم الزيادة في أسعار الفائدة منذ ديسمبر 2021 إلى ارتفاع خطر الركود.
