أرتفاع سعر النحاس الى أعلى مستوياته على الإطلاق

أرتفع سعر النحاس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مواصلاً موجة صعود أستمرت أشهر مدفوعًا بالمستثمرين الماليين والذين توافدوا في السوق تحسبًا لتفاقم نقص العرض. وحسب منصات شركات التداول فقد قفزت العقود الآجلة في بورصة لندن للمعادن بأكثر من 4% في التعاملات المبكرة فى بداية تداولات هذا الاسبوع، ليتجاوز سعر النحاس 11 ألف دولار للطن للمرة الأولى. وظلت البنوك وشركات التعدين وصناديق الاستثمار تروج لآفاق النحاس المشرقة على المدى الطويل لعدة أشهر، وقد أدى تدفق الاستثمارات إلى السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى زيادة الضغط على المتداولين الهبوطيين والذين اتخذوا موقفًا أكثر حذرًا بسبب ضعف الطلب الفوري. ، وخاصة في الصين.

وكانت قد أدت العديد من التطورات في عام 2024 إلى تشجيع ثيران النحاس وجذب موجة متزايدة من أموال المضاربة. وأدى نقص المعروض من خام النحاس إلى تغذية الحديث عن تخفيضات الإنتاج من قبل المصاهر، ويراهن المستثمرون على أن الاستخدام المتزايد في القطاعات سريعة النمو بما في ذلك السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي سيعوض التراجع عن القطاعات التقليدية مثل البناء.

وبدأت الأسعار في الارتفاع في أوائل أبريل، وفي الأسبوع الماضي ذهب الارتفاع إلى أقصى حد حيث أدى الضغط القصير على سوق العقود الآجلة في نيويورك إلى اندفاع عالمي لتأمين المعدن. وتعليقا على الاداء قال كريج لانج، المحلل الرئيسي في مجموعة سي آر يو للأبحاث: “لقد أدى ذلك إلى رفع الأسعار إلى مستوى آخر، ومن الصعب جدًا تحديد القمة في هذه البيئة”.و “تميل أسواق السلع الأساسية إلى التجاوز”.

وبشكل عام فقد حذر المستثمرون والتجار والمسؤولون التنفيذيون في مجال التعدين لسنوات من أن العالم يواجه نقصًا حادًا في النحاس وسط الطلب المتزايد على الصناعات الخضراء. وفى هذا الصدد قال جيف كوري، خبير أسعار السلع في شركة Carlyle Group Inc، الأسبوع الماضي بإن النحاس كان أفضل تداول طويل شهده على الإطلاق.

وقد حذر العديد من المشاركين في التجارة المادية من أن أسعار النحاس كانت تتقدم على الواقع. ولا يزال الطلب فاترًا نسبيًا – خاصة في الصين التي تعد أكبر مشترٍ، حيث لا تزال مستويات المخزون مرتفعة، ويقوم موردو الأسلاك والقضبان النحاسية بخفض الإنتاج. والطلب الصيني ضعيف للغاية لدرجة أن المصاهر كانت تتسابق لتصدير النحاس مع ارتفاع الأسعار في نيويورك ولندن فوق الأسعار السائدة في السوق المحلية.

ولكن الانفصال استمر في النمو مع توافد المستثمرين على البورصات الغربية وهرع المتداولون الهبوطيون إلى إعادة شراء مراكزهم المكشوفة.

وفى نفس الوقت فقد أدى صعود سعر النحاس السريع إلى 11000 دولار أيضًا إلى جلب كميات كبيرة من الخيارات الصعودية إلى المال، في اتجاه يمكن أن يضيف الوقود إلى الارتفاع حيث يتحرك التجار الذين باعوا العقود لتغطية تعرضهم عن طريق شراء العقود الآجلة. وارتفعت الأسعار بأكثر من الربع منذ بداية هذا العام، لتتصدر المكاسب الشاملة للمعادن الصناعية الرئيسية. مثل النحاس، وكان قد ارتفع سعر الذهب أيضًا إلى مستوى قياسي، حيث حصل كلا المعدنين على الدعم من التفاؤل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وعموما فقد أدت سلسلة من الانتكاسات في مناجم النحاس الكبرى إلى إثارة المخاوف من وصول النقص المتوقع في الإنتاج في وقت أبكر من المتوقع. وكانت قد انخفضت رسوم معالجة المصاهر – وهو مقياس لضيق سوق الخام – إلى ما دون الصفر في أبريل، مما يزيد من احتمال اضطرار المصانع إلى خفض الإنتاج لوقف الخسائر.

وأدى الضغط القصير على بورصة كومكس في نيويورك إلى دفع الأسعار هناك إلى ارتفاع غير مسبوق مقارنة ببورصة لندن للمعادن. وأدى ذلك إلى اندفاع لإعادة توجيه النحاس إلى الولايات المتحدة، مما يعني توفر كميات أقل من المعدن في أماكن أخرى. ومن جانبه فقد قال جونج مينج، المحلل في شركة جينروي فيوتشرز: ب”إن الضغط القصير على كومكس يعيد تحويل النحاس إلى الولايات المتحدة ويقلص الإمدادات في مناطق أخرى”.و “من المتوقع أن تشهد السوق الصينية انسحابا من المخزونات قريبا مع ارتفاع الصادرات.”