قفزة أسعار الغاز الطبيعي: ماذا حدث وهل ستنخفض الأسعار مرة أخرى؟

أرتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية بنسبة تصل إلى 40٪ هذا الاسبوع ، قبل أن تغلق اليوم مرتفعة بنسبة 27٪ ، في خطوة أعادت إشعال المخاوف من أزمة تضخمية أخرى محتملة مدفوعة بالغاز للأسر والصناعة الأوروبية. وقد أدى الارتفاع الحاد في الأسعار المعيارية الأوروبية إلى 40 يورو / ميجاوات ساعة وقت كتابة هذا التقرير ، إلى ارتفاع أسعار الجملة في المملكة المتحدة أيضًا إلى 100 جنيه إسترليني / ثيرم ، وذلك بفضل الترابط بين سوقي الغاز هذين.

ولكن. ما الذي تسبب في ارتفاع أسعار الغاز ، والأهم من ذلك ، هل من المحتمل أن تستمر؟

يبدو أن سبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى هو الأخبار التي تفيد بأن عمال مصانع الغاز الأسترالي قد يضربون عن العمل قريبًا ، في وقت تكون فيه مستويات تخزين الغاز في اليابان منخفضة بشكل غير عادي. وهذه صفقة كبيرة بالنظر إلى أن القطاع المتأثر يمثل ما يصل إلى 12 ٪ من شحنات الغاز الطبيعي المسال العالمية (LNG). وحسب المحللون”استحوذت مصانع الغاز الطبيعي المسال في نورث ويست شيلف وبلوتو وجورجون وويتستون على حوالي 12٪ من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية العام الماضي وفقًا لبيانات تتبع السفن. ومع اقتراب فصل الشتاء الشمالي (1 أكتوبر 2023 إلى 31 مارس 2024) ، أي انقطاع مستمر في هذه المنشآت يهدد بتشديد أسواق الغاز المتداولة بشكل هادف “.

ومن جانبها تقول سامانثا دارت ، الخبيرة الاقتصادية في بنك جولدمان ساكس: “حجم كميات الغاز الطبيعي المسال المعرضة للخطر كبير”. و”ستكون الآثار المترتبة على مثل هذه الإضرابات المستقبلية ذات صلة عبر المنحنى. وبالنسبة لموازنة الصيف ، نعتقد أن TTF ستنتقل من اقتصاديات إحلال الفحم إلى الغاز (C2G) إلى ما لا يقل عن 50 يورو / ميغاواط ساعة لتحفيز تخفيض في حروق الغاز “.

وقد صوّت العمال في Woodside Energy Group ومنشآت Chevron’s LNG في أستراليا على الإضراب يوم الأربعاء ، حسبما ذكرت وسائل إعلام أسترالية. وذكرت صحيفة Financial Review الأسترالية بأن حوالي 99٪ من 180 موظفًا للإنتاج في مرافق Woodside صوتوا لاتخاذ إجراء ، بما في ذلك الإضرابات إلى أجل غير مسمى ، وسينضم إليهم قريبًا مئات الموظفين الآخرين في منشآت Chevron.

وقدمت النقابات التي تمثل العمال في منشآت شيفرون ويتستون وجورجون للغاز الطبيعي المسال طلب اقتراع إجراءات محمية لعمال المصانع يوم الثلاثاء.

وإنه إذا كانت النتيجة تعكس نتيجة وودسايد ، فقد يتعطل إنتاج الغاز الطبيعي المسال في منشآت شيفرون للغاز الطبيعي المسال قريبًا أيضًا. ويشار إلى أن الإضراب الصناعي في منشأة شل Prelude Floating LNG أستمر 76 يومًا العام الماضي وأن أسواق الغاز قلقة بشكل مبرر بشأن الإضراب الصناعي في منشآت الغاز الطبيعي المسال.

لكن دهار يشير أيضًا إلى أن مخاوف الإمداد ليست فقط أستراليا.

ولا يبدو أن شركة بيرو للغاز الطبيعي المسال (~ 0.8٪ من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية في عام 2022) قد حملت شحنة منذ 25 يوليو. وتعمل منشأة الغاز الطبيعي المسال الأمريكية Corpus Christi (حوالي 4٪ من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية في عام 2022) بنسبة 15٪ أقل من متوسط معدل استخدامها. وقد أشارت بعض عوامل جانب الطلب أيضًا إلى سوق أكثر إحكامًا. حيث أن مخزونات الغاز الطبيعي المسال في اليابان حاليًا أقل بنسبة 7٪ من متوسط الخمس سنوات ، وقد شكلت اليابان حوالي 18٪ من واردات الغاز الطبيعي المسال العالمية العام الماضي.

ولكن. هل ستدوم ارتفاعات الأسعار هذه؟

بالطبع ، يعتمد الكثير على النشاط الصناعي الجاري في أستراليا وكيف يتم حل ذلك. وفي الوقت الحالي ، لا يزال من الممكن حل الإضرابات بين الإدارة والعاملين وأي أخبار جيدة على هذه الجبهة من المحتمل أن تشهد انعكاسًا للاندفاع الأخير. وسبب آخر قد يفشل في الحفاظ على الارتفاع المفاجئ هو أن تخزين الغاز في أوروبا أعلى بكثير من متوسط خمس سنوات ، وحتى مع شحن الغاز إلى منشآت فارغة في أوكرانيا حيث يبحث موردو المرافق عن تخزين إضافي.

ويشير أيضًا إلى أن أوروبا كانت في وضع أكثر ضعفًا في العام الماضي مع تتبع مستويات تخزين الغاز بما يتماشى مع متوسط الخمس سنوات (2017-2021) وأن واردات خطوط أنابيب الغاز الروسية آخذة في الانخفاض.

وقام المحللون في Goldman Sachs مؤخرًا بخفض توقعاتهم لأسعار الغاز بالجملة الأوروبية مشيرين إلى أن الطلب الصناعي على المنتج لم ينتعش بالسرعة المتوقعة سابقًا. وعليه يتوقع بنك وول ستريت الآن أسعارًا تبلغ 48 يورو / ميغاواط ساعة لشتاء 2023 و 45 يورو / ميغاواط ساعة لصيف 2024 ، بأنخفاض من 93/94 يورو سابقًا. وهذا يعني أن الارتفاع الأخير في الأسعار إلى حوالي 40 يورو / ميغاواط ساعة للعقود القادمة للشهر يجعل السوق قريبًا من مستويات جولدمان ساكس المستهدفة.

وتوقع بنك جولدمان ساكس أستجابة كل من الطلب المحلي الأوروبي وواردات آسيا للغاز الطبيعي المسال بشكل إيجابي لانخفاض أسعار الغاز على أساس سنوي ولإعادة فتح الصين لتبرير التوقعات الأعلى سابقًا. وبينما الطلب مؤكد دعم التحركات الأخيرة تأثير صدمة جانب العرض في شكل عمل صناعي أسترالي بمثابة تذكير بأن هذا السوق سيكون عرضة للتقلبات العالية التي سيكون لها آثار سلبية محتملة على المستهلكين والشركات في المملكة المتحدة وأوروبا.

هذا الشارت من منصة tradingview