صرح مسؤول كبير في أرامكو السعودية لبلومبرج بأن المملكة العربية السعودية تصدر النفط الخام عبر البحر الأحمر كالمعتاد على الرغم من هجمات الحوثيين على السفن في المنطقة. وفى هذا الصدد قال محمد القحطاني رئيس قسم التكرير وتجارة النفط والتسويق في أرامكو: “نحن نتحرك في البحر الأحمر بشحناتنا من النفط والمنتجات”، مضيفا أن المخاطر “يمكن التحكم فيها”. وهذا يختلف بشكل صارخ عن تجار النفط الآخرين، والذين أعادوا توجيه حركة الناقلات بعيدًا عن البحر الأحمر. وقد أدى ذلك إلى زيادة التكاليف بشكل كبير، حيث أضافت الرحلة الأطول حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا ما يقرب من مليون دولار إلى فاتورة النقل للناقلة، وفقًا لبيانات من LSEG Shipping Research.
ومع ذلك، أظهرت بيانات سمسرة السفن من إكسكلوسيف أن شحنات النفط الخام السعودي إلى أوروبا انخفضت بين ديسمبر/كانون الأول وهذا الشهر بنسبة 15%، مما يشير إلى بعض التدخل في حركة المرور العادية. ومن الجدير بالذكر أنه حتى قبل عامين تقريبًا، كان الحوثيون يقاتلون السعوديين الذين قادوا تحالفًا مع الإمارات العربية المتحدة بدعم مادي من الولايات المتحدة لاستعادة الحكومة اليمنية المنتخبة في السلطة بعد أن أطاح تمرد الحوثي بالرئيس و الوزراء.
ومع ذلك، بدأت العلاقات بين الاثنين تتحسن بعد فشل التحالف في تحقيق أي نتائج مهمة، ولكن الحرب أغرقت اليمن في أزمة إنسانية هائلة – وهي الأسوأ في العالم منذ عقود. وكان قد وصف بعض المراقبين في الشرق الأوسط الحرب مع اليمن بأنها واحدة من أكبر أخطاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو الخطأ الذي حول البنية التحتية النفطية السعودية إلى أهداف للطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية.
والآن، تدعو الحكومة السعودية الولايات المتحدة وبريطانيا إلى ضبط النفس في ردهما على هجمات الحوثيين مع أستمرار محادثات السلام بين الرياض وصنعاء، بل إن هناك احتمالًا لتحسين العلاقات مع إيران – والتي حاربها السعوديون في الواقع من خلال الوكيل في اليمن.