تعرف على المتوقع من قرارات الاوبك+ الحاسمة

ستحاول منظمة أوبك النفطية بقيادة المملكة العربية السعودية والمنتجين المتحالفين بما في ذلك روسيا الاتفاق اليوم الخميس على تخفيضات في كمية النفط الخام التي يرسلونها إلى العالم، تزمنا مع تراجع الأسعار مؤخرًا على الرغم من جهودهم لدعمها. وكان هذا أمرًا جيدًا للسائقين الأمريكيين، الذين تمكنوا من ملء خزانات الوقود الخاصة بهم مقابل أموال أقل في الأشهر الأخيرة والذين يمكن أن تكون تكاليفهم عند المضخة حساسة لتحركات تحالف أوبك +. ولكنها أخبار سيئة لدول أوبك + التي يدعم دخلها النفطي أقتصاداتها والتي واجهت أنتكاسات في الحفاظ على الأسعار مرتفعة على الرغم من المخاوف الأولية من أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد تؤثر على تدفقات النفط العالمية.

ما المتوقع من الاوبك ؟

يقول المحللون بإنهم الآن يكافحون من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن تخفيضات الإنتاج. وفى هذا الصدد قال جورجي ليون، نائب الرئيس الأول لأبحاث سوق النفط في شركة ريستاد إنرجي، بإن المجموعة أرجأت اجتماعها المقرر أصلا يوم الأحد لمدة أربعة أيام، مما يشير إلى أن الاتفاق الجديد سيكون صعبا. وأضاف في مذكرة تحليله: “على الرغم من التحديات، مازلنا نتوقع أن تتوصل أوبك+ إلى اتفاق لخفض الإنتاج”. وذلك لأن “كل دولة عضو تعترف بالحاجة إلى خفض الإنتاج لدعم الأسعار حتى عام 2024”.

والسؤال هو كيفية تقسيمها بين الدول الأعضاء الـ 23، والتي قبل بعضها بالفعل أهداف إنتاج أقل في اجتماع أوبك + الأخير في فيينا في يونيو.

والسؤال الكبير الآخر هو ما إذا كانت المملكة العربية السعودية وروسيا ستمددان تخفيضاتهما الطوعية الإضافية البالغة مليون برميل يوميًا و500 ألف برميل يوميًا، على التوالي، إلى ما بعد هذا العام وحتى عام 2024. حيث تريد روسيا المزيد من عائدات النفط في الوقت الذي تواجه فيه عقوبات غربية لكنها تسعى إلى ضخ عائدات الطاقة في صندوق حربها ضد أوكرانيا. ويتعين على السعوديين أن يكسبوا ما يقرب من 86 دولارًا للبرميل لتحقيق أهداف الإنفاق المخطط لها، وفقًا لآخر تقدير من صندوق النقد الدولي.

وفى نفس الوقت يحاول السعوديون تمويل إصلاح طموح لاقتصاد المملكة، وتقليل اعتمادها على النفط، وخلق فرص عمل للشباب. ولكن سعر خام برنت القياسي الدولي بقي في نطاق منخفض إلى متوسط 80 دولارًا في الأسابيع الأخيرة، مما يعكس المخاوف بشأن زيادة العرض في الاقتصاد العالمي الضعيف، الأمر الذي قد يؤثر على التعطش للنفط للسفر والصناعة.

ومن جانبها قالت منظمة AAA بإن انخفاض أسعار النفط سمح لأسعار الغاز الأمريكية بالهبوط أو البقاء ثابتة منذ 19 سبتمبر. وأضاف نادي السيارات بإن متوسط سعر الغاز أقل بقليل من 3.25 دولار للغالون، بأنخفاض حوالي 7٪ عن الشهر الماضي. ولكن هذا لا يزال أعلى مما كان عليه عندما تولى الرئيس الامريكى جو بايدن منصبه في يناير 2021، عندما كان متوسط الأسعار حوالي 2.40 دولار للغالون. ويشكل التضخم المرتفع تحديا سياسيا لبايدن قبل انتخابات 2024، مما دفعه إلى القول يوم الاثنين بإن الجهود المبذولة لتحسين سلاسل التوريد وخفض ضغوط الأسعار تمثل أولوية.

ومن جانبه فقد رفض المتحدث بأسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي التطرق إلى احتمال قيام أوبك+ بخفض إنتاج النفط. وقال كيربي للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: “سيواصل الرئيس التركيز، كما كان دائمًا، على سوق عالمية صحية ومتوازنة بشكل مناسب ويمكن أن تستمر في خفض أسعار البنزين هنا في الولايات المتحدة”.

ومن جانبها قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها النفطي لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بإن إنتاج النفط الأمريكي سجل أرقاما قياسية مع قيام أوبك+ بتخفيض الإنتاج، ومن المتوقع أن يواصل المنتجون من خارج المجموعة قيادة النمو العالمي في إمدادات النفط العام المقبل.

فعلى سبيل المثال، بلغ متوسط الإنتاج اليومي في الولايات المتحدة 13 مليون برميل يوميا في أغسطس، بزيادة قدرها أكثر من مليون برميل عن العام الماضي، وفقا لأحدث الأرقام الشهرية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. والآن، يتزايد الخطر من أن تخفيضات الإنتاج في المملكة العربية السعودية يمكن أن تقلل من تأثير أوبك على إمدادات النفط مع قيام الدول الأخرى بتعزيز إنتاجها. وفي الوقت نفسه، لم تتحقق المخاوف من أن الصراع بين إسرائيل وحماس قد ينتشر في جميع أنحاء المنطقة، مما قد يخلق صدمة لسوق النفط، حيث أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنه “لم يكن هناك أي تأثير مادي على تدفقات إمدادات النفط من الحرب”.