الثلاثاء , مايو 21 2024
إبدأ التداول الآن !

تخفيضات أوبك قد تتسبب فى مزيد من تشديد البنوك المركزية

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أسواق النفط الخام تعاني من عجز قد يتفاقم في الربع الرابع. والسبب ؟ التخفيضات السعودية والروسية التي تم تمديدها مؤخرا حتى نهاية العام 2023. وربما يتفاقم العجز، ولكنه يسبب بالفعل الألم لمستهلكي الطاقة ويشعل التضخم من جديد. فى وقت أعتقدت فيه البنوك المركزية بأنها سيطرت على الأمر. وأحدث بيانات التضخم من الولايات المتحدة الامريكية هي أحد الأمثلة الحديثة. حيث أدى ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 10.6% إلى ارتفاع معدل التضخم الامريكى الإجمالي إلى 3.7% على أساس سنوي في أغسطس. وارتفع التضخم الأساسي بنسبة سنوية بلغت 4.3%، مما عزز التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى قد يعيد النظر في رأيه الأخير لوقف رفع أسعار الفائدة.

وتظهر أرقام التضخم هذه مدى هشاشة أي توازن اقتصادي، حتى في أكبر اقتصاد في العالم، عندما تكون أسواق الطاقة غير متوازنة. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع بأن الصناعات الأمريكية التي تعتمد على الهيدروكربونات تشعر بوطأة ارتفاع أسعار الوقود. وتعاني قطاعات البناء والنقل والزراعة جميعها من ارتفاع أسعار الوقود، وخاصة الديزل. لأنه على الرغم من كل الطموح الذي يظهره المدافعون عن السيارات الكهربائية، فإن البدائل الكهربائية للشاحنات التي تعمل بوقود الديزل لم تقدم نفسها بعد على نطاق واسع وبسعر ونطاق يستحقان وقت شركات البناء وسفن الشحن والمزارعين.

وبالنسبة للبنزين، فإن ارتفاع الأسعار له علاقة في الغالب بالارتفاع الأخير في أسعار النفط الخام. ولكن مع وقود الديزل، فإن الوضع أكثر قتامة. حيث إن المخزونات العالمية من نواتج التقطير المتوسطة، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة وزيت الغاز، أقل بشكل ملحوظ مما هي عليه عادة في هذا الوقت من العام. وعلاوة على ذلك، لا توجد قدرة تكرير كافية لمعالجة الأمور. ولا يوجد ما يكفي من الخام الحامض.

وفى هذا الصدد أفاد جون كيمب من رويترز هذا الأسبوع بأن مخزونات الوقود المقطر في الولايات المتحدة كانت أقل بنسبة 16٪ عن المتوسط الموسمي لعشر سنوات في أغسطس من هذا العام. وتترجم هذه النسبة البالغة 16% إلى 23 مليون برميل. وفي أوروبا، من ناحية أخرى، كانت مخزونات نواتج التقطير المتوسطة أقل بنسبة 8% عن متوسط عشر سنوات لشهر أغسطس. وتترجم هذه النسبة البالغة 8% إلى 35 مليون برميل.

وقد تراكم الانخفاض طوال معظم العام، على الرغم من تباطؤ النشاط الصناعي في معظم المستهلكين الكبار، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، خلال هذه الفترة، وربما يكون هذا هو الجزء الأكثر إثارة للقلق.

ومن المؤكد أن تخفيضات إنتاج النفط التي أعلنتها المملكة العربية السعودية في الصيف أدت إلى تفاقم الوضع، حيث قام السعوديون في الغالب بخفض درجات النفط الخام الثقيلة المستخدمة في صناعة نواتج التقطير المتوسطة. وكذلك فعلت تخفيضات الصادرات الروسية. ولكن كان هناك سبب آخر يجعل مخزونات نواتج التقطير المتوسطة في العالم أقل كثيراً من المعتاد: ألا وهو عدم وجود مصافي كافية. والمشكلة حادة في أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث تم إغلاق عدد من مصافي التكرير أثناء الوباء، وتم تحويل مصافي أخرى إلى مصانع لإنتاج الوقود الحيوي. ويبدو أن القدرة المتبقية كافية لإنتاج البنزين استجابة للطلب ولكنها ليست كافية للطلب على وقود الديزل ونواتج التقطير المتوسطة الأخرى.

وفي الوقت نفسه، مع وصول سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 90 دولارًا للبرميل يوم الخميس، تعهد الرئيس الامريكى بايدن بخفض الأسعار. والمشكلة هي أن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي أصبح نصف فارغ بالفعل. وهذا يعني أن بايدن لا يستطيع تكرار السحب الهائل الذي استخدمه العام الماضي لتهدئة الأسعار.

وأضاف الرئيس الأمريكي في خطاب ألقاه مؤخرا: “سأقوم بخفض أسعار الغاز مرة أخرى، أعدكم بذلك”. ومع ذلك، فإن خياراته محدودة أكثر مما كانت عليه في العام الماضي. ثم حصل على SPR كاملاً. والآن، وصل الاحتياطي الاستراتيجي إلى أدنى مستوى له منذ 40 عاماً.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.