تحليل سعر النفط الخام وسط ترقب الوضع فى الشرق الاوسط

وسط محاولات جديدة للصعود من المرجح أن يأخذ سوق النفط إشارات من بيانات المخزون الصادرة عن وزارة الطاقة الامريكية، حيث أن زيادة المخزونات ستشير إلى ارتفاع مستويات الإنتاج العالمي أو ضعف ظروف الطلب. وفي المقابل، قد يترجم هذا إلى ضعف النفط الخام على مدار الأسبوع. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 72.90 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 78.50 دولار للبرميل.

ومرة أخرى، قد تؤثر محفزات السوق الأخرى بما في ذلك محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC وإصدار تقرير الوظائف الامريكية غير الزراعية أيضًا على حركة أسعار السلع الأساسية. وبعد كل شيء، فإن زيادة احتمالات رفع سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى في وقت مبكر من هذا العام يمكن أن تؤدي إلى ضعف الدولار وتدفقات المخاطرة والتي من شأنها أن تفيد الأصول الخطرة مثل النفط الخام.

ومن ناحية أخرى، فإن التقليل من أحتمالية خفض أسعار الفائدة ورؤية أرقام الوظائف القوية قد ينعش التوقعات بأن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى ثابتًا، مما قد يترجم إلى ارتفاع مريح للدولار وتدفقات الملاذ الآمن.

وبشكل عام فقد أرتفع سعر النفط بعد أن أرسلت إيران سفينة حربية إلى البحر الأحمر ردًا على إغراق البحرية الأمريكية ثلاثة زوارق للحوثيين خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما زاد من التوترات مع استمرار السفن في تجنب الممر المائي الرئيسي. وكانت قد قالت البحرية الأمريكية بإنها تعرضت لإطلاق نار أثناء استجابتها لنداء استغاثة من سفينة في البحر الأحمر، مما أدى إلى غرق الزوارق الثلاثة. ورداً على ذلك، دخلت المدمرة الإيرانية ألبرز الممر المائي الحيوي يوم الاثنين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

وتأتي مكاسب النفط الخام في أعقاب أول انخفاض سنوي منذ عام 2020، بعد عام مضطرب هيمنت عليه المخاوف بشأن زيادة الإنتاج خارج أوبك + وتباطؤ نمو الطلب. وقد تم تعويض ذلك من خلال عوامل صعودية بما في ذلك الحربين في غزة وأوكرانيا، ومؤشرات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة الامريكية.

وحول المستجدات فقد التقى وفد من الحوثيين بمسؤولين في طهران بعد الرد الأمريكي على الهجوم على سفينة حاويات مملوكة للدنمارك. وأوقفت شركة AP Moller-Maersk A/S مرة أخرى جميع عمليات النقل في البحر الأحمر لتقييم الوضع في الممر المائي الحيوي.

وعلى صعيد أخر فقد دفعت الأسهم الصينية الأسهم الآسيوية للانخفاض في أول يوم تداول من العام بعد بيانات المصانع الرسمية الأضعف من المتوقع وخطاب الرئيس شي جين بينغ والذي أشار إلى الرياح المعاكسة التي تواجه الاقتصاد الصينى. وأيضا ستدخل التخفيضات الأخيرة من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها حيز التنفيذ هذا الربع، ومن الممكن بعد ذلك تمديدها أكثر. ويشعر التجار بالقلق بشكل عام من تعهد أوبك+ في 30 نوفمبر بخفض الإنتاج بشكل أكبر، ويظلون متشككين في تنفيذه.

التحليل الفنى للنفط: تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط من خلال دعم خط الاتجاه الصعودي والذي يظهر على الأطر الزمنية قصيرة المدى، مما يشير إلى أن الانعكاس عن الاتجاه الصعودي أمر سليم. وقد يستمر السعر في الارتفاع لإعادة اختبار الدعم المكسور قبل استئناف انخفاضه. ويتقاطع المتوسط المتحرك البسيط 100 تحت المتوسط المتحرك البسيط 200 للتأكيد على أن الزخم الهبوطي آخذ في الارتفاع. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض آخر إلى مستوى التأرجح المنخفض عند 71.12 دولارًا للبرميل أو أقل.

وفى نفس الوقت تُظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مستويات إضافية قد ينتظرها البائعون. ويغلق مستوى فيبوناتشي 38.2% عند 73.10 دولارًا للبرميل، ثم يقع مستوى 50% عند 73.71 دولارًا للبرميل. وقد يصل التصحيح الأكبر إلى منطقة 74.32 دولارًا للبرميل، وهي الأقرب إلى خط الاتجاه السابق. ومؤشر ستوكاستيك لا يزال في صعود ليعكس ضغطاً صاعداً، وبالتالي قد يستمر التصحيح حتى يشير مؤشر التذبذب إلى إرهاق المشترين ويتجه نحو الاسفل. ولدى مؤشر القوة النسبية أيضًا مجال للارتفاع قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، لذلك يمكن أن يحذو السعر حذوه.

هذا الشارت من منصة tradingview