التحليل الفنى للنفط الخام وسط تحرك صعودى

وسط تحول صعودى قد يأخذ سوق النفط الخام إشارات من مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة، إلى جانب أصول المخاطرة الأخرى. ومن الممكن أن يؤكد تباطؤ الضغوط التضخمية على انحياز بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة الامريكية في وقت ما من العام المقبل 2024، وهو ما سيكون إيجابيا بالنسبة للشركات ومعنويات المستهلكين. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 74.70 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 80.20 دولار للبرميل. وفي المقابل، يمكن أن يترجم هذا إلى طلب أقوى على سلع الوقود والطاقة، مما يؤدي إلى اتجاه صعودي طويل المدى للنفط الخام. ومن ناحية أخرى، قد تؤدي أرقام التضخم الامريكية القوية إلى إبقاء بعض ثيران الدولار متفائلين بمزيد من رفع أسعار الفائدة الامريكية في المستقبل، مما قد يخفف من ارتفاعات النفط الخام وينعش تدفقات الملاذ الآمن.

ولاحظ أن روسيا تدرس أيضًا تخفيضات إضافية في الإنتاج بالإضافة إلى اتفاق الإنتاج المتفق عليه، بينما تجبر الهجمات على الناقلات فى البحر الاحمر على إعادة توجيهها، وكلاهما يؤثر على العرض العالمي.

وكان قد واصل سعر النفط أكبر ارتفاع أسبوعي له خلال شهرين حيث دفعت الهجمات الجديدة في البحر الأحمر مئات السفن إلى اختيار طرق أكثر أمانًا ولكن أطول، مما تسبب في تأخيرات كبيرة وقلب التدفقات العالمية رأسًا على عقب. وعليه فقد تم تداول خام برنت القياسي العالمي بالقرب من 80 دولارًا للبرميل ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية ثانية على التوالي بعد أن سجل سلسلة من سبعة انخفاضات، في حين تم تداول خام غرب تكساس الوسيط فوق 74 دولارًا للبرميل.

وكانت قد أرتفعت أسعار الشحن مع اتخاذ المزيد من السفن طرقًا تحويلية مكثفة ومكلفة لتجنب مخاطر الإبحار عبر قناة السويس والبحر الأحمر، حيث يستهدف المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن كل شيء بدءًا من ناقلات النفط إلى سفن الحاويات. وفي الوقت الحالي، فإن الارتفاع الكبير في المخاطر الأمنية والاضطرابات، مع عدم وجود حل فوري في الأفق، يطغى على المخاوف بشأن وحدة أوبك وتأثيرها على العرض.

وعلى صعيد أخر مؤثر على المعنويات أعلنت أنجولا يوم الخميس أنها انسحبت من منظمة البلدان المصدرة للبترول، مما أدى إلى تقليص المجموعة إلى 12 دولة. ويسلط الخروج الضوء على التوترات داخل التحالف الذي يسعى جاهدا للحد من إمدادات الخام العالمية ودعم الأسعار.

وبشكل عام يتجه سعر النفط الخام نحو أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020، حيث تكافح أوبك وحلفاؤها مع ارتفاع الإنتاج من دول خارج المجموعة، بما في ذلك الولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، تعثرت توقعات الطلب أيضا، مع تأكيد وكالة الطاقة الدولية على أنها تتوقع تباطؤ النمو بشكل كبير في العام المقبل. وكانت قد رفضت أنجولا الحد المخفض للإنتاج الذي فرضه زعماء أوبك ليعكس قدرة البلاد المتضائلة. وفي حين أنه من غير المرجح أن تضيف البلاد بشكل كبير إلى الإمدادات العالمية على المدى القريب، فمن المرجح أن يؤدي خروجها إلى تجديد الشكوك حول نفوذ أوبك.

تحليل سعر النفط اليوم: يتجه سعر خام غرب تكساس الوسيط داخل قناة صاعدة على إطاره الزمني قصير المدى، ويبدو أن الاتجاه الصعودي آخذ في الارتفاع. حيث يرتفع السعر فوق منطقة منتصف القناة المهمة وقد يضع نصب عينيه المقاومة بالقرب من 76 دولارًا للبرميل. ويقع 100 SMA فوق 200 SMA للتأكيد على أن هناك تحول صعودى أو أن الصعود من المرجح أن يكتسب قوة بدلاً من الانعكاس. والفجوة بين المتوسطات المتحركة واسعة بما فيه الكفاية، لذلك قد يستمر الزخم الصعودي لفترة من الوقت.

وفى نفس الوقت يشير مؤشر ستوكاستيك إلى الأعلى ليظهر أن المشترين هم المسيطرون، ولكن مؤشر التذبذب يقترب من منطقة ذروة الشراء للإشارة إلى الإرهاق قريبًا. وإن التحول إلى الأسفل يعني أن البائعين يستولون على زمام الأمور ويمكن أن يحفزوا التراجع عن الصعود. ولدى مؤشر القوة النسبية مساحة أكبر ليغطيها قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء للإشارة إلى الإرهاق بين المشترين والعودة المحتملة في الضغط الهبوطي. وعليه فقد يؤدي التراجع إلى انخفاض سعر النفط الخام إلى دعم القناة عند 74 دولارًا للبرميل بالقرب من الدعم الديناميكي 100 SMA.

هذا الشارت من منصة tradingview