التحليل الفنى للنفط الخام والتأثر بقرارات السعودية

تراجعت أسعار النفط الخام بعد أن خفضت المملكة العربية السعودية أسعار البيع الرسمية لجميع المناطق، مما يسلط الضوء على تدهور التوقعات العالمية ويتغلب على المخاوف بشأن التوترات في البحر الأحمر وانقطاع الإمدادات في ليبيا. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 72.35 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 77.40 دولار للبرميل. وكانت قد خفضت شركة أرامكو السعودية المنتجة للدولة سعر خامها العربي الخفيف الرئيسي إلى آسيا بأكثر من دولارين للبرميل بسبب الضعف المستمر في سوق الخام العالمية. وجاء تراجع أسعار النفط الخام جنباً إلى جنب مع ضعف واسع النطاق في الأسهم الآسيوية في بداية الأسبوع، في حين حافظ الدولار الأمريكي على مكانته.

ويتعافى سعر النفط من أول انخفاض سنوي منذ عام 2020، مع خسائر مدفوعة بأرتفاع الإمدادات من خارج مجموعة أوبك + والمخاوف من تباطؤ نمو الطلب هذا العام، بما في ذلك في الصين المستورد الرئيسي. ومع بداية عام 2024 بالكاد، تتوقع أسواق وول ستريت المزيد من التحديات المقبلة بالنسبة للنفط الخام، حيث خفضت البنوك الكبرى بالفعل توقعاتها لهذا العام.

المتوقع للنفط الخام فى الايام المقبلة :

وفى هذا الصدد قال وارن باترسون، محلل السلع لدى ING Groep NV: “لا تزال انقطاعات الإمدادات والتوترات في الشرق الأوسط تقدم بعض الدعم”. “ومع ذلك، في غياب التصعيد في الشرق الأوسط، نعتقد أن الاتجاه الصعودي محدود، بالنظر إلى التوازن المريح إلى حد ما خلال النصف الأول من عام 2024”.

وفي الشرق الأوسط، ستواصل شركة الحاويات العملاقة A.P. Moller-Maersk A/S تحويل السفن بعيدًا عن البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات على السفن من قبل المتمردين الحوثيين. وفي الوقت نفسه، حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن الحرب بين إسرائيل وحماس يمكن أن تتحول إلى صراع إقليمي شامل. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية حالة القوة القاهرة في حقل الشرارة النفطي بعد إغلاقه من قبل المتظاهرين. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط بإن إغلاق أكبر حقل في البلاد أدى إلى توقف الإمدادات إلى محطة الزاوية.

وكانت قد أدت التوترات في الشرق الأوسط إلى حدوث تحول في أنتشار برنت الفوري الذي تم مراقبته على نطاق واسع – وهو الفرق بين أقرب عقدين له – في الأيام الأخيرة. وكان الفارق 22 سنتًا للبرميل، وهو نمط صعودي، مقارنة بـ 3 سنتات في بداية الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد أخر يمكن أن يأخذ سوق النفط إشارات من بيانات المخزون الصادرة عن معهد البترول الأمريكي وإدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث أن المؤشرات على الطلب القوي قد تعني المزيد من الاتجاه الصعودي للسلعة. ومن ناحية أخرى، قد تشير الزيادة الكبيرة للمخزونات إلى أن العرض العالمي لا يزال مرتفعاً، مما قد يؤدي إلى خسائر. وبصرف النظر عن ذلك، قد تؤدي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي أيضًا إلى دفع أسعار النفط الخام لأن ذلك من شأنه أن يحدد نغمة أسعار الفائدة الامريكية على المدى القريب. وتذكر أن بيان ديسمبر ألمح إلى ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة الامريكية لهذا العام، ولكن محضر الاجتماع أشار إلى أن معظم صناع السياسة يفضلون إبقاء أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول.

ومن الممكن أن يدعم التضخم الأقوى من المتوقع وجهة النظر المتشددة، وهو ما قد يعني ارتفاعًا للدولار وتراجعًا للأصول الخطرة مثل السلع.

التحليل الفنى للنفط: قد يكون سعر خام غرب تكساس الوسيط على وشك الانعكاس عن أنخفاضه، حيث شكل سعر السلعة نموذج رأس وكتفين مقلوب على الإطار الزمني الساعة. ولم يخترق السعر بعد خط العنق حول 74 دولارًا للبرميل لتأكيد الاتجاه الصعودي، ويمكن أن يتبع ذلك أرتفاع بنفس ارتفاع التكوين. ومع ذلك، تشير المؤشرات الفنية إلى استمرار الانخفاض.

ويقع 100 SMA أقل من 200 SMA للإشارة إلى أن الاتجاه هبوطيا أو أن عمليات البيع من المرجح أن تكتسب زخمًا بدلاً من الانعكاس. ويشير مؤشر ستوكاستيك أيضًا إلى الأسفل مما يشير إلى أن ضغط البيع يتزايد بينما يأخذ المشترون فترة راحة. وبالمثل، يتحرك مؤشر القوة النسبية لأسفل ليظهر أن الزخم الهبوطي آخذ في الارتفاع، وأن لدى المذبذب مساحة كبيرة للانزلاق قبل الإشارة إلى مستويات ذروة البيع. وفي هذه الحالة، يمكن أن يستمر سعر النفط الخام في أتباع نفس النهج بينما يسيطر البائعون، وربما يختبرون أدنى مستوياته عند 70 دولارًا للبرميل.

هذا الشارت من منصة tradingview