التحليل الفنى للنفط الخام وأستمرار الزخم الايجابى

مع بدء تداولات هذا الاسبوع المثير. أرتفعت أسعار النفط الخام وذلك بعد هجمات منفصلة في الشرق الأوسط أسفرت عن مقتل جنود أمريكيين في الأردن وإصابة ناقلة وقود في البحر الأحمر، وهو ما يمثل تصعيدا للتوتر في المنطقة التي تنتج حوالي ثلث إنتاج النفط الخام في العالم. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 78.10 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 83.70 دولار للبرميل. ومن جانبه فقد قال البيت الأبيض بإن المسلحين المدعومين من إيران قتلوا ثلاثة جنود وأصابوا آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار، وهو ما نفته طهران. وجاء ذلك في أعقاب هجوم صاروخي للحوثيين يوم الجمعة على سفينة تعمل نيابة عن مجموعة ترافيجورا تحمل الوقود الروسي، وهو الأهم حتى الآن على سفينة تحمل الطاقة.

وحسب التداولات فقد قفز سعر خام برنت بما يصل إلى 1.5% في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم قبل أن يقلص معظم تلك المكاسب. وجاء ذلك بعد أن ارتفع المؤشر العالمي بأكثر من 6% الأسبوع الماضي في أكبر زيادة منذ أكتوبر.

ما المتوقع لاسعار النفط فى الايام المقبلة ؟

وفى هذا الصدد قال فيشنو فاراثان، كبير الاقتصاديين في منطقة آسيا باستثناء اليابان في بنك ميزوهو المحدود، بإن سوق النفط الخام “تعرض لمجموعة من المخاطر في جانب العرض”. و”يبدو أنه حتى مع أي تراجع نشهده في الطلب، فإن الجغرافيا السياسية تتشكل بحيث يمكن أن تنطوي أسعار النفط على مخاطر صعودية أكبر.

وعموما فإن مقتل عدد من القوات الأمريكية، وهو أول هجوم يتعرض له منذ أن اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، سيضع الرئيس الامريكى جو بايدن تحت ضغوط متزايدة لمواجهة إيران مباشرة، مما يخاطر بصراع أوسع في منطقة حيوية للتجارة العالمية. وكان للهجوم على الناقلة أهمية كبيرة، حيث كانت شركات الشحن تتولى في السابق المرور الآمن للسفن المرتبطة بروسيا والصين بعد تأكيدات سابقة من المسلحين الحوثيين، الذين استهدفوا في الغالب السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وكان قد أرتفع سعر خام برنت بنحو 9% هذا الشهر مع تزايد توتر الوضع في الشرق الأوسط، ولكنه لا يزال أقل بكثير مما كان عليه بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر. ويساعد أحتمال العرض القوي من المنتجين من خارج أوبك وتباطؤ نمو الطلب في السيطرة على الأسعار. وعلى الرغم من أن الهجمات في البحر الأحمر أدت إلى تغيير مسار بعض الشحنات – مما زاد من تكاليف الشحن – إلا أنها لم تؤد بعد إلى نقص أو تأثر الإنتاج.

وتعهد بايدن بالانتقام لمقتل جنود أمريكيين بالقرب من الحدود السورية، وحث بعض المشرعين الجمهوريين الرئيس على شن ضربات على إيران – وهو مستوى من التصعيد قالت الولايات المتحدة بإنها عازمة على تجنبه. ومن جانبه قال متحدث بأسم ترافيجورا بإن السفينة التي تعرضت لهجوم من قبل المتمردين الحوثيين المتمركزين في اليمن كانت تحمل مادة النفتا روسية المنشأ – وهو منتج يستخدم في صناعة البلاستيك والبنزين – تم شراؤه بسعر أقل من الحد الأقصى للسعر الذي فرضته مجموعة الدول السبع. وتم تنفيذ الضربة على السفينة مارلين لواندا.

وعلى صعيد أخر. يمكن أن تؤثر بيانات مخزون النفط الامريكى من أدارة معلومات الطاقة (EIA) ومعهد البترول الامريكى API مرة أخرى على حركة أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في منتصف تداولات هذا الأسبوع، ولكن من المرجح أن يكون قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هو المحرك الأكبر للسوق.

حيث تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى إلى موقف أكثر تشاؤمًا في ديسمبر من خلال الإشارة إلى أنه من المحتمل حدوث ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة الامريكية هذا العام. وقد يكون توقيت تخفيض أسعار الفائدة أكثر وضوحًا في البيان القادم، حيث أن الخطاب “عاجلًا وليس آجلًا” قد يؤدي إلى انخفاض سعر الدولار الذي يعتبر ملاذًا آمنًا وارتفاعًا للنفط الخام.

توقعات سعر النفط: يتجه سعر خام غرب تكساس الوسيط نحو الأعلى مع قيعان مرتفعة متصلة بخط الاتجاه الصاعد والذي ظل صامدًا حتى الآن هذا العام. وحدث أرتداد آخر عن دعم خط الاتجاه ورفع سعر السلعة إلى أعلى مستوياتها عند 79.18 دولارًا للبرميل. وكان قد أرتفع السعر خلال عطلة نهاية الأسبوع للإشارة إلى وجود زخم صعودي قوي في الأفق. وتم سد الفجوة بسرعة، مما قد يجذب المزيد من المضاربين على الصعود- الثيران- للدفاع عن مناطق الدعم على المدى القريب.

وفى نفس الوقت تظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مستويات إضافية قد يدخل إليها المشترون. حيث يقع مستوى فيبوناتشي 38.2% عند 77.13 دولارًا للبرميل بالقرب من المقاومة السابقة قصيرة المدى والتي قد تظل الآن بمثابة دعم. وقد يصل التصحيح الأكبر إلى مستوى فيبوناتشي 50% عند 76.50 دولارًا للبرميل أو مستوى 61.8% بالقرب من الدعم الديناميكي لـ 100 SMA. وفيما يتعلق بموضوع المتوسطات المتحركة، فإن 100 SMA أعلى من 200 SMA للتأكيد على أن الاتجاه العام لا يزال صاعدا أو أن الدعم من المرجح أن يصمد بدلاً من كسره. وتتسع الفجوة بين المتوسطات المتحركة لتعكس قوة الزخم الصعودي.

ومع ذلك، يبدو أن مؤشر ستوكاستيك مستعد للتحول لاسفل من منطقة التشبع الشرائي للإشارة إلى عودة الضغط الهبوطي. ويتحرك مؤشر القوة النسبية بالفعل للأسفل، ولذا يمكن أن يحذو السعر حذوه مع ارتفاع زخم البيع. ويتمتع كلا مؤشري التذبذب بمساحة كبيرة للانزلاق قبل أن يعكسا مستويات ذروة البيع. وقد يؤدي الزخم الهبوطي المستمر إلى تحفيز الانخفاض إلى ما دون خط الاتجاه والانعكاس عن الاتجاه الصعودي.

هذا الشارت من منصة tradingview